الفصل الثاني : النرجس

585 46 217
                                    

و ترمز هذه الزهرة لبداية جديدة.

♡♡♡

- ستتزوجين من إبن إبراهيم..

جمدت أناملها فوق قماش الربطة التي تلفها حول عنق والدها بعد أن سمعت كلماته سرعنما تابعت عملها بشكل طبيعي فأضاف عبد الجبار :

- أخبرني إبراهيم أن زوجته ستأتي لرؤيتك أنتِ و شقيقتك مساءا لذلك ستعملين لنصف يوم ثم تعودي للمنزل..

- أمرك سيدي..

جاهدت تلك المشاعر الغريبة التي ترفرف بقلبها طوال وقت عملها لكن مقابلة رياض جعلت منها مشتتة بطريقة لم تحسبها ، أشاحت بنظرها عنه تحني برأسها قليلا لتخفي إحمرار وجنتيها عنه بينما تبتعد..

لطالما كان بالنسبة لها مجرد زميل عمل و إبن والدها ، لم تنظر إليه يوما بغير هذه الطريقة ، لكن أن يكون هو الرجل الذي ستحمل إسمه بصفته زوجها في المستقبل القريب ، هذا ما قلب موازينها..

رمقت الساعة لتجد أن نصف النهار قد مر بالفعل ، إستأذنت من أبيها لتعود للمنزل سريعا حتى لا تتأخر عن الموعد المحدد..

توقفت تتفحص المكان حولها بغير تصديق ، الصالون الذي من المفترض أنه سيحتضن الضيوف عند حضورهم في حالة يرثى لها !

سمعت صوت نسرين من خلفها حين نبست بنبرة مستفزة :

- لقد قالت لي أمي أن أخبركِ حتى تنظفي المكان من أجل الضيوف..

إلتفتت إليها ورد ببطئ و هي تحاول كبت أعصابها و عدم الإنفجار في هذه اللحظة ، رأتها ترتدي ثياب تخص الخروج فقالت لها بهدوء :

- و أين هي أمي ؟

- لقد خرجت مع شقيقتيك من أجل إقتناء ما يلزم للعزيمة..

- و إلى أين أنتِ ذاهبة ؟

- لدي موعد عند صالون التجميل ، يستحسن أن يكون المكان نظيف قبل عودتنا..

خرجت نسرين تصفع الباب خلفها بقوة ، تنهدت ورد بعمق تطرد عنها الطاقة السلبية حتى لا تتهور ، تعلم أي حركة خاطئة ستكون نتائجها الكارثية من نصيبها هي فقط..

غادرت إلى غرفتها تغير ثيابها و تؤدي فرض الظهر الذي فاتها في العمل ثم باشرت مهمتها بإنهماك تام لتُنهيها على أكمل وجه..

فتحت فاطمة الباب تستقبل الضيوف بحفاوة و إبتسامة تكاد تشق وجنتيها ، بادلتها عفاف التحية بذات الشدة فهما قبل هذه المناسبة يُعتبرن صديقات لتقارب أزواجهم..

كانت عفاف قد جاءت رفقة سمية زوجة إبنها الأوسط محمد ، حين دخلن إلتقين بمريم و رانيا اللاتي رحبن بهن أيضا..

جلسن في الصالة المخصصة لضيوف ، رمقت عفاف الأرجاء بأعين معجبة لدقة الترتيب و التنظيم الذي لطالما تميز بها منزل فاطمة ، إشتمت رائحة البخور التي تفوح في المكان بإعجاب لتسأل قائلة :

عبق الزهورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن