الفصل الثالث : اللاركسبور البنفسجية

460 44 166
                                    

و ترمز هذه الزهرة للكراهية و الإحتقار

**********

صمتت الأصوات و جمد ما حولها حين توقف الوقت ، ستار أسود أسدل على عينيها المفتوحة يعمي بصيرتها فسُجنت في فراغ مُظلم ، صوت الإمام حين ذكر إسم عريسها هو كل ما يتردد هناك..

شعرت بألم شديد في قلبها إنتشر يغزو جسدها بدرجة أكثر وجعا ، حدة الشعور كانت كفيلة بجعلها تخرج من اللامكان الحالك ، رمشت عدة مرات حتى توضحت رؤيتها..

كل إنش من بدنها يحترق بنيران الخيبة ، إهتزت مقلتيها البندقية بوهن تكابد هطول عبراتها ، صرت على أسنانها بشدة تكتم صرخاتها المتألمة بينما تحلل بينها و بين نفسها..

لما الشيخ لفظ إسم الشقيق الأكبر لرياض بدلا منه كما كانت تتخيل ؟ ماذا حصل وراء ظهرها حتى يؤول بها المطاف إلى هنا ؟ أين رياض ؟!

رمشت لمرة أخيرة ثم رفعت عينيها نحو الأمام لتقع مباشرة على شقيقتها نسرين ، الإبتسامة الشامتة المزينة لثغرها دون حياء أو ذرة ندم..

حينها أدركت لما نسرين لم تبدي أي إنزعاج طوال الفترة الماضية ، جعلتها هي تسير نحو حبل المشنقة بدلا منها ، شقيقتها قد غدرتها للمرة الألف ، لكن هذه المرة بطريقة لا يوجد ما هو أبشع منها ، و غفرانها يستحيل و لو كان يوم الحساب..

صمتها قد أثار تعجب الضيوف من النساء و الرجال ، تهللت ملامح رياض بسرور تام ثم رمق شقيقه الأكبر بتشفي سعيدا برفض ورد له..

نظر العاصي إلى يديه المنبقضة في حجره بينما يتخيل نظرات الشفقة من الحاضرين لرفض المرأة الزواج منه ، يفضل الموت على أن يتعرض لمثل ذلك الذُل..

سكنت عدستيها و إرتخى فكها ، أُطفئت تلك النيران فلم تعد تشعر بشيء حتى نفسها ، ثبثت عينيها على شقيقتها بينما تردف بهدوء تام :

- أنا موافقة يا شيخي..

صوتها تردد في المكان ماحيا أي تكهن خاطئ بشأن قرارها ، رفع العاصي عينيه المندهشة و هو يسمع صوتها للمرة الثانية في هذا المجمع ، حدق بأخيه مبتسما ضد عبوسه الشديد ثم أجاب على سؤال الشيخ :

- أنا موافق أن تكون ورد زوجة لي يا حضرة الإمام..

صوته العميق تسرب إلى مسامعها لأول مرة ، ربما تمنت لآخر لحظة أن يكون الرفض من طرفه بما أنها عاجزة عن ذلك ، بهجة النساء و أصواتهن المزغردة ، تبادل التهاني بين رجال العائلتين..

أسدلت جفونها لتسقط دمعة خائنة حارة على وجنتيها اليسرى أسفل خصلاتها العسلية بعيدا عن العيون ، وافقت بنفسها على قرار إعدامها..

لم تكن تلك العبارة ما ترغب في قوله حقا ، لكنها تعلم جيدا ما ستعاني منه في حال تفوهت بالرفض..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عبق الزهورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن