البارت الخامس

840 117 11
                                    

هُرعت ليا و غيث وفتحت الباب للصغير سُليمان الذي يبكي ويصرخ بشده ومن حولهُ يجتمع بعض الأطفال الذين يظهر الخوف والفزع علي ملامحهم البريئة، لتحمل ليا الصغير سُليمان ذو السبع أعوام مهدئةً لهُ ومستفهمة منه:
_ ما الذي حدث؟ ماذا بها تقى وأين هي؟

اخذ يرتعش ويقول بصوت يملؤهُ الخوف:
_قتلتها، ماتت بسببي، لم اقصد هذا.

نظرت ليا لغيث وقلبها ينتفض من كلمات الصغير، فهي لا تعرف هل تصدقه أمّ هناك شيء غير معلوم، ليأخذ منها غيث سليمان قائلًا:
_ سُليمان أخبرني أين هي تقى، أو قودني إليها.

ووضعهُ علي الأرض لينطلق ركضًا ومن خلفهُ البقية
ليا وغيث وبعض الأطفال الذين شاهدوا الموقف، وفضولهم يقودهم لرؤية الجريمة الأولي علي الجزيرة
وصل الصغير سُليمان أمام كوخ تقى المربية الخاصة به والتي تبلغ من العمر ١٨ عام، وقف يرتعش أمام الكوخ ولم يدخل، ودموعه تتسابق علي وجنتيه الحمرواتين، ينظر بضعف للجميع؛ خوفًا من العقاب الذي سيناله علي تلك الجريمة التي فعلها

دلف غيث اولًا وخلفه ليا بخطوات تردد وانقباض يحتل قلوبهم، ليصدر باب الكوخ صريرًا أشبه بمشهد دموي لفيلم اجنبي، دفنت ليا رأسها ب ظهر زوجها خائفة من مشاهدة هذا المشهد الغير موجود بالأساس، فتش غيث الكوخ بعينه ولم يجد اي شيء على الإطلاق، لا جريمة، لا دماء، ولا حتى وجود لتقى!

فقال بنبرة عالية حائرًا:
_ أين هي يا سُليمان، أأنت متأكد مما قلته؟
فدخل سليمان يفتش هو أيضًا وهو يقف بمنتصف الكوخ قائلًا ببراءة:
_كانت هنا، لقد أطعمتها تفاحة الساحرة الشريرة، وتوفت بالحال أمام عيني

فنظر غيث لزوجته التي كانت تدفن رأسها به خوفًا منذ قليل ليجدها تدفنها وتهتز ضاحكة علي هذه المواقف الساخرة التي تقع بها يوميًا وسط الصغار، فيضع كفه علي رأسهُ وهو ولا يعرف هل ينهر الصغير لفزعهم، أو ينهر سخافة تقى مع الصغير الذي صدقها!
ليجدون صوتًا يأتي بالخارج مناديًا:
_سُليمااان، أنت هنا؟
لتدلف للغرفة وتتفاجئ من وجود الجميع بكوخها، وسُليمان يقف يمسح دموعهُ أمامهم متفاجئ من وجودها حيه أمامه
فتنحنحت بحرج وهي تتقدم أمامهم وتحتضن سُليمان من بينهم قائلة:
_لقد كنا نلهو سويًا، ما الذي حدث
فتحدثت ليا موجهة كلامها لتقى بحدة بسيطة:
_لقد ذعرتينا جميعًا، انظري لوجوه الأطفال والخوف الذي اجتاحهم مما فعله سُليمان من خوفهُ عليكي؟

فنظرت تقى حولها بحرج مككرة:
_ لم اقصد ابدًا، أنا آسفة جدًا

فتدخل غيث:
_ارجو مراعاة التعامل الصحيح مع كل عُمر من الأطفال، نحن هنا مسؤولون عن بعضنا البعض، وأنتي فتاة ناضجة بما يكفي، ونثق بكِ

ابتسمت له تقى وهي تشدد باحتضانها لسُليمان كي تطمئنه، قائلة:
_شكرًا لك سيد غيث، شكرًا سيدة ليا
فنظرت لها ليا بتعجب قائلة:
_ما بالك يا تقى؟
تغيرتي كثيرًا بالاونة الاخيرة، وكنتِ تأتي كل ليلة للتحدث معي سرًا، وأقرب ابنائي بالجزيرة، حتي أن مر فترة وانتي ترددين سيدة ليا؟
منذ متي ويتم مناداتي سيدة منكم؟ ألم أكن أمً لكم؟ وتناديني بماما ليا؟

فرددت خلفها تقى بحب:
_حسنًا ماما ليا، اعتذر بشدة إذا اغضبتك اليوم، أشعر ببعض المشاعر المتغيرة منذ مدة فقط، وأعدك سأتي لكِ ونتحدث كما اعتدنا

ابتسمت لها ليا وهي تحرك رأسها بالايجاب، وتنصرف وبداخلها تشعر أن تقى قد تغيرت كثيرًا، حتي طريقة حديثها وابتسامتها، دومًا هناك خوف يسكن ملامحها، أو ربما طفلتها نضجت وهناك الأسرار التي جعلتها تتردد ف الحديث معها، ولكنها تعلم أنه سيأتي اليوم وتعود الطفلة لحضن أمها، وتلقي به كل ما بجعبتها، لكم تمنت هي ذلك الشعور في مراهقتها، والآن تعوضه لكل ما لا يملكه ايضًا

همّ الجميع بالخروج وذهب كل طفل لما كان يفعله من قبل، وأثناء سيرهم تحدث غيث:
_لدي موضوع مهم كنت أود أن اتناقش به معكِ قبل أن يحدث هذا

فردت ليا بنصف إهتمام وهي تتابع الأطفال وشارده بأمر تقى:
_اخبرني إذًا

_اعتقد من الأفضل أن نتحدث أمام العملاق، ف هذا الموضوع يخصه أكثر

نظرت له ليا بتعجب وقلق قائلة:
_ هل حدث اي سوء؟

فأخذها من يدها وهو يتجه لغرفة العملاق مردفًا:
_ستعرفي الآن

وصلَ لغرفة العملاق الخاصة به، ودق الباب ليفتح له العملاق مرحبًا به، لكن العملاق لم يكن وحده بالغرفة كالعادة، فهو لا ينال ابدًا وقتً فارغ لنفسه؛ بسبب تعلق الجميع به، فكان هناك بعض الأطفال الجالسون بجيب ردائه يضحكون كلما تحرك بهم العملاق وكأنهم بأرجوحة ممتعة، ف طلب غيث من العملاق أن يجلسون على إنفراد بعيدًا عن الأطفال؛ منعًا لنشر الأقاويل بينهم ...

.........

ڤوت+كومنت ♥️

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن