البارت الثامن عشر

560 78 8
                                    

نور...

لم أرى نفسي فتاة متميزة ابدًا، وتأكدت من ذلك عندما حالفني الحظ لأقع مع مُربي يناديني ب أنور بدلًا من نور وكأنني ذكر وذلك الخمار على رأسي لا يلفت انتباهه.
لا يهمني كل تصرفاته الحمقاء، بالنهاية اصبحنا اصدقاء بدرجة كبيرة بعيدًا عن أنه المسؤول عني، وأكتشفت بداخله طفل عفوي وثرثار أكثر مني ذو أحلام وطموحات حماسية.
لكن التميُز الحقيقي الذي شعرت به كان بداية اللعنة، أن تختارني الجزيرة لإنقاذها كان ذلك بمثابة الشعور الأفضل.
فمَن أنا كي تختارني الجزيرة وتفضلني عن بقية الاطفال؟
لم اكن مميزة بأي شئ، وذلك ما دفعني للتعمق والتمسك بتلك العلامات والركض خلفها.
حاولت أن أشارك إلياس الأحمق ما يحدث معي خطوة بخطوة لكن لم يكن بنفس حماسي، ولم يشعرني بأهمية حديثي وما يحدث لي.
حينها قررت أن احتفظ بتميزي ذلك لنفسي، حتى طلبت مني الأنسية ناريمان بأحد الاحلام الرحيل من الجزيرة، هنا كان من الضروري أن استشير اي شخص يرشدني للطريق الصحيح، لكن خاب ظني بجميع الاصدقاء عندما اتهموني بالجنون والخرافات.
وكانت تقى هي حبل النجاة عندما صدقتني وشجعتني أن أرحل، رحلت وقلبي يعتصر خوفًا واشتياقًا للجزيرة التي نشأت بها ولم اغادرها لحظة واحدة طوال حياتي، لكني هربت على أمل أن أُعيد للجزيرة ضالتها كما وعدتني الأنسية ناريمان، التى لم تكن انسية بالأساس ووجدتها حُورية بالنهاية.
عندما وجدت تقى هناك، في البداية ظننت بها ظن السوء، لكن عندما سردت لي قصتها وما حدث معها علمت أنها انخدعت مثلي تمامًا.
وعلى الرغم أن الحُورية ناريمان بدت صادقة بحديثها عن الملكة التى أكدت تقى أنها قد رأتها بأم عينها، إلا أن ثمة شيء بداخلي قلق بشأنها.
ولم يهدأ لي بال بتلك الحبسة في الغرفة المغلقة، واتفقت مع تقى أن لابد من مواجهة الملكة ومعرفة إذا كان هناك لعنة بالفعل كما أخبرتنا ناريمان أو أنها أكذوبة وربما نكون عنصر الضحية بها.
فلا يصح تصديق الأشخاص من مجرد مظهرهم اللامع فقط، فهناك ما يلمعون وبداخلهم عتمة تفوق الليل القاحل.
وبرغم من فارق العمر بيني وبين تقى إلا أنها وافقتني نفس الرأي، واتفقنا على خطة بسيطة تجعلنا نخرج من الغرفة بسهولة.
وباليوم التالي بدأنا تنفيذها بالفعل حيث قامت تقى بنداء الحورية "شودي" المسؤولة عن طلباتنا أو بالتحديد تقف لحراستنا ليس إلا.
وعندما دلفت لنا الغرفة طلبت منها تقى أن تذهب وتخبر الحورية ناريمان أننا نريدها بموضوع ضروري الآن، وعندما ذهبت وتأكدنا من غيابها تخلصت تقى من ذيلها التي كانت ترتديه وتسللنا بسرعة دون أن يرانا أحد خلف الاشجار، حيث أخذت تقى طريق معين هي تعرفه لأنها قد ذهبت به من قبل، ووصلنا لقصر الملكة المثمر، وكما قالت عنه تقى مبهر بشكل يفوق استيعاب العقل.
حاولت ألا يشغلني كل ذلك وركضت خلفها امنع نفسي من النظر حولي حتى وصلنا إلي بوابة غرفة تشبه عالم كارتوني مبدع، دلفنا لتلك الغرفة وانفاسي تكاد تنقطع من الركض والصدمة بنفس الوقت.
حيث رأيت ملكة مثمرة تملؤها الحياة والجمال، تجلس على مقعد ذهبي اللون، تنظر لنا بذهول وكأنها اول مرة بحياتها ترى بشريين.
اتجهت نحونا بنظرات كلها غرابة وكأنها قد وجدت شئ عجيب الوجود، حيث جلست على قدمها متسائلة بذهول:-
_بشر؟ انتم بشر؟ كيف جئتم لهنا؟ هل معكم أحد بالخارج ؟

فلم تنحل عقدة لساني أمامها، حتى تحدثت تقى بدلاً عني:-
_لقد ضللنا الطريق من عائلتنا، ووجدنا نفسنا هنا بالجزيرة، هل يمكنك استضافتنا لوقت قصير حتى نعود ؟

وعلى غير المتوقع وجدناها قد تبسمت وتنفست الورود من حولها دليلًا على سعادتها قائلة بكل حنان:-
_بالطبع يمكنكم البقاء، أنتم هنا بأمان لا تقلقوا.

وقامت بالنداء على أحد الحوريات قائلة:-
_احضري طعام مناسب فلدينا زوار لأول مرة بالعمر.

ادعيت غباء الاطفال وتعمدت أن أكون سخيفة وثرثارة بأسئلتي معها كي نعرف عنها اي معلومات، لكن لا شئ قد صدمنا بقدر تلك اللوحات الموجودة على الحوائط ولم نراها منذ دخولنا الغرفة، حيث وجدنا......

.........
متنسوش الفوت ورأيكم ف البارت🖤

ٱشري ما _ الجزء الثاني من العملاق أديل ما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن