Part 6

203 20 23
                                    

وجهت أنظارها إلى حيث يقف تايهيونج عند الباب بعد دخوله للغرفة على حين غرة، وبدت ملامح الغضب واضحة على وجهه، ليقول لها بصوت أجش:  مع من كنتِ تتحدثين؟، وتنوين الهروب معه أيضًا ؟
توترت ڨيرونيكا بعض الشئ في هذه اللحظة لعلمها أنه قد أساء فهم الأمر، كما أنها ليس لديها عذر جيد تستطيع قوله له في هذا الوضع ، لتتنهد بعد فترة من النظر مطولًا في ملامحهُ التي لم ترتخي حتى الآن لتقول له مجيبة: لا يوجد أحد غيري في الغرفة جلالتك،كنت أتحدث إلى نفسي فحسب
ابتسم بسخرية على ماقالته، لترفع حاجبيها مستنكرة تصرفه هذا لتضيف: عذرًا، هل سخرت من كلامي للتو؟
مُحيت إبتسامته التي ابداها على وجهه ببطء ليحُل محلها نظرات باردة ومظلمة تنافس ظلام الليل وإن كان للليل قمر ينير نواحيه، ولكن عيناه لم تكلف نفسها حتى عناء البحث عن ما يجعلها تتألق، لقد كانت عيون تفتقر إلى الحياة
ليتحرك جسده بينما أخذت خطواته تقترب من ڨيرونيكا التي أخذت تتراجع للخلف كلما أقترب منها حتى اصطدمت بالنافذة التي منعتها من أن تخطو خطوة أخرى للوراء، ليقف حينها تايهيونج أمامها مباشرة مخفضًا رأسه قليلًا ليُتاح له النظر في وجهها نظرًا لفارق الطول بينهما، لتهتز شفتيه معلنة عن حديثها قائلًا: هل أصبح لديكِ عشيق وتنوين الهروب معه ڨيرونيكا؟
أتسعت عيناها في هذه اللحظة معبرة عن صدمتها من ما قاله للتو، فهل هو يشكك في أخلاقها الآن؟
لتندفع بسرعة للرد قائلة: بالطبع لا، كيف لك أن تف..
كانت على وشك اكمال حديثها قبل أن تلتف يداه حول عنقها خانقًا إياها ليصرخ بوجهها قائلًا: أنا لا أحب الكذب ڨيرونيكا، أخبريني فقط من هو؟
كانت ڨيرونيكا في هذه اللحظة تحاول إبعاد يديه عن عنقها حتى تستطيع التقاط أنفاسها حيث كان ضاغطًا عليها بقوة مخلفًا علامة على رقبتها، كانت جميع محاولاتها لإبعاد يده عن عنقها فاشلة، ولم يكن ناويًا تركها قريبًا، عرفت هذا من ملامحه والتي كانت متغيرة وكأن روحًا شريرة تتلبسه وتتحكم بجسده ليقتلها، فلم يكن تايهيونج التي تعرفه ڨيرونيكا الحقيقة ولم يكن تايهيونج التي قرأت عن شخصيته في الرواية لقد كان شخصًا آخر غير مألوف لها
لذلك وقبل أن تفقد وعيها بين يديه بثواني، تلقى منها ضربة لربما تسبب له عقم وتحرمه من رؤية أطفاله في المستقبل
وقع الإثنان على الأرض في نفس اللحظة
بينما ڨيرونيكا التي كانت تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة وتُدخل الأكسجين إلي رئتيها مجددًا ،كان هو ساقطًا بجانبها بينما وجهه داميًا بالفعل من الألم الشديد الذي يعانيه الآن
لم تكد ڨيرونيكا تنظم أنفاسها بعد ولكنها تحدثت بالفعل قائلة: اللعنة عليك، أتمنى أن ينقطع نسلك أيها الحقير ذو الوجهين
لتنهض من على الأرضية الصلبة التي وقعت عليها للتو شاقة طريقها إلى خارج الغرفة صافعة الباب خلفها، تاركة إياه يودع نسله.
ذهبت إلى غرفتها التي كانت في نهاية الممر غالقة الباب خلفها وأجهشت بالبكاء، لم تعلم حينها سبب بكائها حقًا، فهل هي تبكي حزنًا على مصير ڨيرونيكا الحقيقية وأنها لن تستطيع تغيير أحداث الرواية؟
فحتى إن لم تنتحر فسيقوم تايهيونج بقتلها في نهاية المطاف، أم أن لبكائها سبب آخر مرتبط بمشاعرها الخاصة كجونج هانا؟
أستقامت من على الأرضية وقامت بمسح دموعها التي لطخت نقاء بشرتها،
نظرت في أنحاء غرفتها الفارغة وتمنت لو أن ماريا هنا معها تواسيها وتقوم بسب تايهيونج بأفظع الألفاظ معها لتهدئة غليل قلبها، ولكنها كانت في غرف الخدم، لعلمها أنها ستبيت مع تايهيونج اليوم
تنهدت تنهيدة طويلة تعبر عن تعبها الشديد من كل مايحدث معها في هذه الحياة الغير مألوفة لها والتي لن تصبح مألوفة أبدًا
ثم ذهبت بعدها إلى سريرها تريح جسدها المرهق، ليمر بعض الوقت حتى غلبها النعاس بعد صراع مع عقلها ليهدئ ويجعلها تنام بسلام
.
.
في صباح اليوم التالي
كان الجميع جالسًا على مائدة الطعام لتناول وجبة الإفطار، فيما عدا ڨيرونيكا التي لم تحضر بعد،
انتبه كلًا من هوسوك والإمبراطور لغيابها ليقولا معًا في نفس الوقت: أين ڨيرونيكا يا تايهيونج؟
ليضيف هوسوك قائلًا: أجل لمَ لم تحضرها معك؟، سمعت من الخدم أنك أعتنيت بها أمس
كان الجميع ينتظر إجابته حتى ييرينا أيضًا التي تركت مابيدها ونظرت لتايهيونج منصتة له بإهتمام، فهي أيضًا أرادت معرفة ماحدث بينهما أمس
لاحظ الكل هدوء تايهيونج الذي كان يحاول ألا يفعل أتصال بصري مع أيّ منهم، لذا ظل ناظرًا اتجاه طبقه الموضوع أمامه قائلًا بصوت متعثر ومنخفض أشبه بالهمس: ل لقد كانت متعبة لذا أكملت نومها بغرفتها
همهم الجميع متفهمًا وباشروا بتناول طعامهم عدا هوسوك الذي نظر مطولًا في أخيه بشك بينما ينقل أنظاره لييرينا الجالسة بجانب تايهيونج كما هي العادة، لاحظت ييرينا تحديق هوسوك بها لتتوتر ثم رفعت يدها بتلقائية ووضعتها على رقبتها محاولة إخفاء قلادتها، ضيق هوسوك عينيه لفعلتها الغريبة تلك ولكنه أنهى تلاقي أعينهما وباشر بتناول طعامه هو الآخر مقررًا الذهاب بعدها إلى غرفة ڨيرونيكا لمعرفة منها ماحدث بالأمس
........
في مكان آخر، بغرفة ڨيرونيكا بالتحديد والتي كانت جالسة على سريرها بينما تضع الغطاء أعلاها وتسد أذنيها من صراخ وتذمر ماريا عليها منذ الصباح
فقط أخبريني ماذا حدث؟ ،ولمَ عنقك بهذا الشكل سيدتي؟، أرجوكي لا تخبريني أن هذا من فعل الأمير؟ قالت ماريا كلامها بصراخ علي سيدتها التي لم تخبرها بشئ حتى الآن، ولكن ها هي تنهض من مجلسها وتواجهها لتقول ڨيرونيكا لها: أخبرتك ماريا أن هذا من فعل المشردين الذين تعرضوا لي
زفرت ماريا أنفاسها بضيق فهي تعلم أن سيدتها تكذب عليها لتخبرها قائلة: لقد فحصت كامل جسدك عندما عدتِ من الحادثة في هذا اليوم حتى أقوم بتبليغ الطبيب عن حالتك ولم تتواجد هذه العلامة حينها أنا متأكدة، لذلك أنا أعلم أنها حديثة
أخبريني سيدتي هل هذا من فعل الأمير؟
تنهدت ڨيرونيكا بقلة حيلة بيننا تخللت يدها بين خصيلات شعرها رافعة إياه لأعلي لتقول: أجل ماريا، إنها من فعل الأمير، لقد بدى شخصًا آخر ليلة أمس، لم يكن ذلك الشخص المراعي الذي حملني في الصباح لأن بقدمي خدش بسيط وها هو في الليل من ذات اليوم أخلف ندبة على عنقي محاولًا قتلي، لا أدري لمَ يكرهني لهذا الحد ماريا، لم أعد أفهم تصرفاته
كانت ماريا تستشيط غضبًا بينما تحكي سيدتها ما حدث معها لتردف قائلة بغضب واضح: هل ستلتزمين الصمت على ما حدث سيدتي ؟،أخبري الإمبراطور عنه واذا لم تخبريه سأخبره أنا، ليس لأنه الأمير المتوج يعني أن يفعل بكِ هذا، يجب أن يُعاقب
نهضت فيرونيكا من السرير واتجهت إلى المرآة في غرفتها لتتفحص رقبتها وتلمسها برفق، وكانت قد تلطخت بعلامات حمراء وزرقاء واضحة حيث كانت يد تايهيونق ضاغطة عليها
لتردف مجيبة ماريا: لن أخبره ماريا، وأنتِ لا تخبريه أيضًا، فلدي خطة بالفعل، سأهرب من هذا القصر قريبًا
شهقت ماريا بعد أن وقعت كلمات سيدتها على مسامعها لتقول بإندفاع: لكن يا سيدتي إن هذا لفعل متهور، القصر يخضع لحراسة مشددة ومن الصعب الخروج منه دون أن يلاحظك أحد، إذا علموا أن أميرة المملكة تحاول الهروب من القصر، فسيكون إعدامك مؤكدًا إذا قبضوا عليك.
لتجيبها ڨيرونيكا حينها بينما تجلس على المقعد أمام المرآة لتبدأ ماريا بتجهيزها قائلة: أخبرتك أن لدي خطتي بالفعل ولكن سأنتظر الوقت المناسب لأفعلها، أما الآن حاولي أن تخفي هذه العلامة بمستحضرات التجميل حتى أستطيع الخروج من الغرفة
اقتربت ماريا منها لتقول بنبرة تتخللها الحزن: هل أنا جزء من خطتك سيدتي؟
جعدت ڨيرونيكا ملامحها بعدم فهم لتقول متسائلة: ماذا تعني بهذا الحديث يا ماريا؟
وجهت ماريا نظراتها للأسفل وبان على وجهها الحزن بشكل أوضح لتقول: هل ستذهبِ وتتركيني هنا وحيدة؟
أستقامت ڨيرونيكا من مقعدها شادة ماريا في عناق طويل، لتقول بينما تربت على ظهرها بلطف: أنتِ صديقتي الوحيدة بهذا القصر يا ماريا، والحياة بالخارج مليئة بالمخاطر ، لذا أخشي قدومك معي فتتأذين ، البقاء هنا أمانًا أكثر بالنسبة لكِ
بادلتها ماريا العناق وأدمعت عيناها بسبب معرفتها لمدى حب وخوف سيدتها عليها، لقد شعرت لأول مرة أن لها قيمة ويوجد شخص يهتم لأمرها، لم تعاملها الأميرة كخادمة لها قط، فها هي أعترفت للتو لها ونادتها بصديقتي، لم تستطع حبس دموعها أكثر حينها وباشرت بالبكاء لتفزع ڨيرونيكا من بكائها لذلك قطعت العناق بينما تتفحص وجه ماريا وجسدها لتقول لها بنبرة ينتابها القلق: ماذا بكِ ماريا، هل عانقتك بشدة فأذيتك؟
أنا أسفة لم أقصد، لن أفعل هذا مجددًا
حاولت ماريا كتم شهقاتها والتوقف عن البكاء لتقول لها بصوت متقطع أثر البكاء بينما تمسح دموعها: أرجوكِ ڨيرونيكا خذيني معك، لا أهتم بمدى خطورة وصعوبة الوضع خارج أسوار القصر فالبقاء هنا بدونك أكثر صعوبة بالنسبة لي، سأضحي بحياتي فقط من أجلك، لذا أجعليني جزء من خطتك
ابتسمت لها فيرونيكا ابتسامة عريضة، وقهقهت، ثم أضافت: يا إلهي، كم أنا محظوظة بوجودك يا ​​ماريا. كنت سأشعر بالحزن حقًا لو وافقتِ على ما قلته وبقيتِ هنا.
ضحك كلاهما معًا وشعرا بالارتياح بأن لكل منهما شخص يتكئ عليه، وليسوا بمفردهم بعد الآن
لتكمل ماريا بعدها تجهيز ڨيرونيكا مجددًا ووضع مستحضرات التجميل لها، ولكنها لم تستطع إخفاء العلامة على عنقها لذلك أخفتها ف النهاية بوشاح أسود اللون يليق بفستانها الذي كان بنفس اللون مع بعض الحُلي على شعرها الكستنائي الحريري
ليخرجن بعدها إلى حديقة القصر الواسعة حيث طلبت منها ڨيرونيكا إحضار فطورها إلى هناك، إذ أنها أحبت أن تغير الأجواء قليلًا لذلك توجهت إلى حديقة القصر التي وقعت بحبها مؤخرًا،
كانت الأشجار والزهور هي كل ما تراه عيناها في هذه الحديقة بينما كانت الطيور تحلق من فوقها باحثة عن غذائها في هذه الأرض الخضير
، الأجواء كانت هادئة ومنعشة فأشعرتها بالاسترخاء قليلًا وأستطاعت أستنشاق بعض من الهواء نقي
كانت تجلس على كرسيها تتأمل ما حولها بهدوء، حتى لفت انتباهها زهرة مميزة، نقلتها من حالة الهدوء إلى الفضول، إذ كان لونها أسود داكنا، يختلف عن باقي الزهور الحمراء الموجودة في البستان،
لم تفكر مرتين في هذه اللحظة واتجهت مباشرة نحو هذه الزهرة وبدأت تقرب يديها منها بنية لمسها.
كانت على وشك لمسها ولكن أمسك أحد ما بمعصمها بسرعة قائلًا: لو كنت مكانك ،أيتها الأميرة، لم أكن لأفكر أبدًا بلمسها بهذا التهور"
نظرت ڨيرونيكا إلى هذا الوجه الذي لم تتعرف عليه، فلقد كان شخصًا غريبًا ثم نقلت أنظارها إلي اليد التي كانت لاتزال ممسكة بها إلى هذه اللحظة
لينظر هذا الشخص إلى عيناها وفهم ماتُلمح له الأميرة حيث تحثه على ترك يدها
لذلك أفلت يدها فورًا رادفًا: أعذريني يا أميرة لم أقصد إمساك يدك، ولكن هذه الزهرة سامة، لذا كان علي إيقافك
تراجعت هي للخلف قليًلا بينما نظرت له بشك قائلة: وكيف تعرف أنها سامة بينما يبدو لي أنك لست من القصر حتى؟
ابتسم بخفة على ملاحظتها فورًا أنه غريب وليس من القصر، ليقول لها: ياللوقاحتي، سامحيني على سهوي وعدم تقديم نفسي ، أنا بارك جيمين سأكون الحارس الشخصي للسيدة ييرينا اعتبارًا من اليوم كما أنني خبير بالنباتات لذلك علمت أنها سامة
تفاجأت ڨيرونيكا قليلًا من حديثه لتقول له متسائلة: حارس شخصي لييرنا؟، هل الأمير تايهيونج من قام بتعينك؟
أتاها الرد على سؤالها من ييرنا نفسها التي حضرت للتو لتقف بجانب جيمين قائلة: كان تايهيونج مذعورًا من أن يصيبني أي مكروه لذلك أقترح علي هو بأن يحضر لي حارس شخصي، فهو لن يستطيع العيش بدوني إن أصابني شئ
ضحكت ڨيرونيكا بسخرية على تصريحها، لتنظر لها ييرينا بغضب قائلة لها: لا أعرف سبب سخريتك ياڨيرونيكا، فبحسب ما علمت، أن تايهيونج لم يستطع قضاء ليلة واحدة معكِ بنفس الغرفة وقام بطردك، والآن تسخرين وتشككين بمدى حبه وتعلقه بي؟
أقتربت ڨيرونيكا منها بشدة حتى وقفت أمامها ولم يفصل بينهما سوى بضع إنشات رافعة رأسها لأعلي بفخر لتقول: أولًا وكما أخبرتك من قبل فإن اسمي هو الأميرة ڨيرونيكا أو يمكنكِ مناداتي بسيدتي وفي المرة القادمة التي تلفظين فيها اسمي بدون ألقاب تشريفية سأجعلك تندمين يا ييرنا، فنحن في مكانة مختلفة عن بعضنا البعض ، سأظل الأميرة والإمبراطورة المستقبلية، بينما على الجهه الأخرى أنتِ سيكون لقبكِ العشيقة العامية التي أغوت الأمير، سيرافقك هذا اللقب إلى قبرك.
كانت ييرنا في هذه اللحظة تشتعل غضبًا كالبركان بينما نظرات الكراهية والحقد واضحة على وجهها فها هي أظهرت وجهها الحقيقي فلم يكن تايهيونج بالجوار لتبكي وتحتمي به.
لذلك وبدون أي مقدمات رفعت يداها لأعلى ناوية صفع المرأة التي أمامها والتي احطت من قدرها وجعلتها ذليلة، ولكن قبل أن تتمكن من وضع إصبع على وجه ڨيرونيكا، قام شخص ما بالتدخل وإمساك يدها لاويًا إياها خلف ظهرها، مستعدًا لكسرها في أي لحظة، بينما قام بضربها بقدمه خلف ركبتيها، لتقع ييرينا على الأرض راكعة أمام ڨيرونيكا مباشرة، لتصرخ ييرينا من الألم في هذه اللحظة، كان تدخله سريع جدًا لدرجة فاجأت كل من ڨيرونيكا وجيمين اللذان أتسعت أعينهما لما حدث للتو، ابتسمت ڨيرونيكا بوسع بمجرد أن تعرفت على صاحب الوجه، فلقد كان يونجي، لتُدرك حينها أنها لم تُخطئ بجعله حارس شخصي لها، ولم تُخطئ أيضًا بالوثوق بماريا التي أتت مسرعة خلف يونجي ويبدوا أنها من أخبرته أن يأتي لهنا بعدما رأتها معهم، ولكن لم تدم ابتسامتها كثيرًا بسبب جيمين الذي أظلمت عيناه بشدة فلم يكن نفس ذاك الشخص الودود ذو العيون اللطيفة منذ قليل، لقد أصبحت عيونه قاسية فجأة وكأن سوداويتاه تتوق لسفك دماء من أمامها ليخرج سيفًا واضعًا إياه على عنق يونجي، ولم تعلم ڨيرونيكا حينها من أين أخرجه حقًا، فلقد كان خالي الوفاض عندما أتي بالقرب منها منذ قليل، قاطع تساؤلاتها صوت جيمين الذي قال بنبرة مهيمنة بينما ينظر في عيون يونجي بحدة: أتركها حالًا قبل أن أنحر عنقك هذه
كانت ييرينا تتحرك بعشوائية محاولة الإفلات من بين يد يونجي لتقول بصراخ" فلتتركني فورًا أيها المشرد الحقير، إن علم تايهيونج بفعلتك هذه فسيقوم بقطع أطرافك هذه ورميك بعدها للكلاب تأكلك
لم تكن تهديدات جيمين وييرنا شيئًا بالنسبة له، فلم ترمش عيناه حتى، ولم يطلق سراح ييرينا حتى الآن بالرغم من خطورة الوضع وأن عنقه على وشك أن تُنحر من قبل جيمين
فلقد ضغط جيمين على سيفه بقوة حتى أخترق جلده بشكل طفيف وأصبح الدم ينزف على طول عنقه جراء إصابته من حدة السيف
ولكنه مازال على نفس وضعيته ولم يحرك ساكنًا منتظرًا أمر من سيدته التي أقسم في نفسه بحمايتها كما حمته وجعلت له مكانًا في القصر
شهق كل من ڨيرونيكا وماريا عندما رأيا الدم يخرج من عنق يونجي
لتردف ڨيرونيكا بسرعة آمرة كلاهما: جيمين فلتبعد سيفك فورًا عنه قبل أن أحدث لك مشكلة، وأنت يونجي، يكفي أتركها الآن
ليترك يونجي ييرينا فور ما أمرته سيدته بهذا، ليتراجع حينها جيمين أيضًا مبعدًا سيفه عن عنقه
بينما كانت نظرات التحدي قائمة بينهما ،فأراد كلاهما أن يقتل الآخر في هذه اللحظة فلم يكن يونجي مرتاحًا لجيمين والعكس كان صحيحًا
ساعد جيمين ييرنا على النهوض بينما لم يتوقف فمها عن السب لثانية لتقول: سأخبر تايهيونج أن يطردك من هنا أيها المشرد، لا بل سأخبره أن يقوم بإعدامك أمامي، لن تفلت بفعلتك هذه أنت وهذه السافلة هنا
كانت ڨيرونيكا على وشك نهرها وربما صفعها ولكن سبقها صوت تعرفت على نبرته، فلقد كان الأمير هوسوك قائلًا: سمعت حديث بذئ يأتي من هذه الجهه فعلمت مَن صاحبته، فلن يخرج هذا الكلام في القصر إلا منك يا ييرينا، فإذا تم إعدام يونجي، سيتم إعدامك معه أيضًا بتهمة إهانة الأميرة والإمبراطورة المرتقبة مما يعني إهانتك للأسرة الحاكمة، أنا متأكد من علمك بهذه المعلومة على الأقل حتى وإن كنتِ عامية أليس كذلك؟
كتمت ييرينا غيظها بالضغط علي يدها بقوة، كانت على وشك قتل أحد من الواقفين هنا، لاحظ جيمين ارتعاشها وغضبها ليمسك يدها بينما تحرك جسده للوقوف أمامها ناظرًا لوجه هوسوك ليقول له: عذرًا يا أمير، أنت لست في وضع يسمح لك بالحكم على الموقف نظرًا لعدم حضورك من البداية، فلم تخطئ ييرينا بشئ إنما المخطئ من تعرض لها وقام بضرب إمرأة في قصرك الطاهر الذي تعتز به كثيرًا
تدخلت ڨيرونيكا في هذه اللحظة لتقول بإنفعال: ومن الذي بدأ بكل هذا، ألم تشاهدها وهي قادمة نحوي محاولة ضربي، أم أنك رأيت ما بعد هذا فحسب، لم يرتكب حارسي أي خطأ، إنما قام بالدفاع عني فحسب، فهذه وظيفته، كما أنه تضرر بفعل سيفك وها هي دمائه تسيل أمامك
أضاف هوسوك على حديث ڨيرونيكا ليقول: يبدو أنها المخطئة في النهاية، فشهادة الأميرة ومن معها ورؤية الدماء على عنقه أبطلت شهادتك، لكنت عاقبته بنفسي على ضرب إمرأة لو لم تقم بإصابته
زفر جيمين بخنق ليسحب ييرينا من يدها ناويًا الذهاب لداخل القصر بعيدًا عن هؤلاء المعاتيه، لكن توقفت ييرينا في منتصف الطريق وأبعدت يدها عن يد جيمين بينما ألتفت لتقول لهم: ستندمون على كل قول، وكل فعل أذقتموه لي، ستأتون لي في النهاية جاثيين على ركبكم متمنيين سماحي فقط وحينها لن أسامحكم أبدًا، سأذيقكم العذاب الذي اذقتموه لي أضعافًا مضاعفة
قالت كلماتها وغادرت بخطوات سريعة بعيدة عن الذين كانوا مصدومين بحديثها وجرأتها حتى جيمين الذي نظر لها لوهلة ثم تبعها لداخل القصر
لم تزول صدمتهم بعد عن وجوههم فكيف لشخص لا يملك شئ أن يتحدى الأسرة الحاكمة وأمرائها، فقط من أين تكتسب هذه القوة والجرأة؟
كانوا منبهرين ومتفاجئين بها حتى قاطع هذا الصمت صوت ماريا وهي تقول: هل أنتِ بخير يا أميرة
أجبتها ڨيرونيكا ببلاهة فلم تذهب صدمتها من ييرينا بعد، قائلة: أجل، أجل بخير، أحضري الطبيب ليونجي فحسب
لم يكن جرح يونجي عميقًا ولكنه وضع يده علي عنقه حتى يوقف النزيف، ليقول هو بهدوء: لا حاجة، أنا بخير
ردت عليه ڨيرونيكا: لست بخير يجب إحضار الطبيب لنطمئن عليك وحتى لا يتلوث الجرح
كان على وشك الرفض مجددًا ولكن تدخل هوسوك قائلًا: لا تعاند أيها الفتى القوي، سأذهب لأحضر لك الطبيب، وأنتِ ماريا أدخليه للداخل وحاولي وضع قماش نظيف على جرحه حتى يتوقف النزيف بينما آتي بالطبيب
أومئت ماريا له لتنفذ ما قاله فورًا وتذهب به لداخل القصر بينما ذهبت ڨيرونيكا معهم وشق هوسوك طريقه ليحضر الطبيب له
.
.
في هذه الأثناء في غرفة الإمبراطور تحديدًا
كان جالسًا في مكتبه بينما تايهيونج واقفًا أمامه واضعين كامل تركيزهم على الخريطة التي أمامهم علي المكتب، ليشير تايهيونج بإصبعه علي مكان ما في الخريطة بينما يقول: أمرت بنشر جنودنا على نواحي الحدود وخصيصًا في غرب المملكة، حيث أن هذا الطريق الذي سيأتي منه جونجكوك
همهم الإمبراطور ليوافق على هذه الأوامر ليقول لإبنه: أحسنت تايهيونج، هل أمرت بتكثيف التدريبات للفرسان؟
أجابه تايهيونج: أجل جلالتك
توجهت أنظار تايهيونج للإمبراطور ببطء ليضيف: إن كان يريد إنهاء الحرب حقًا، فهل ستوافق على توقيع معاهدة سلام معه؟
وضع الإمبراطور يده أسفل ذقنه مفكرًا في حديث إبنه، ليردف بعد فترة من الوقت قائلًا: إن أثبت لي كفاءتك يا تايهيونج في الفترة القادمة، فسأترك هذا القرار لك كليًا
لمعت عين تايهيونج في هذه اللحظة مبتسمًا بوسع لينحني برأسه بخفة للإمبراطور قائلًا: وأنا سأثبت جدارتي لك جلالتك
أبتسم الإمبراطور مبادلًا له، ولكنه نهض فجأة من على مكتبه وكأنه تذكر شيئًا ضروريًا وذهب إلى خزنة خاصة به بجانب كتبه، وأخذ يلف مفتاحها بطريقة وعدد معين، كأنه يكتب كلمة المرور ،لتفتح في نهاية المطاف وأخرج منها ورقة بالية قد مر عليها الزمان
أستغرب تايهيونج هذه الورقة القديمة ولكنه أنتظر بصبر حديث والده ليخبره عنها
ليتحدث الإمبراطور في النهاية قائلًا: هذه الورقة هي وصية ويليام قبل موته، لطالما أوصاني على إبنته ڨيرونيكا، وظننت أن وصيته المكتوبة هنا ستكون عن إبنته أيضًا ولكن الغريب أنه أوصاني على قصره
تجعدت ملامح تايهيونج معبرة عن حيرتها ليقول : قصره؟، ولمَ قصره؟، هل يخفي كنزًا بداخله؟
ليهز الإمبراطور رأسه مؤكدًا على إجابته، توسعت عين تايهيونج في هذه اللحظة، فلقد كان يعلم أن الماركيز ويليام فاحش الثراء ولا تقل ثروته عن الأسرة الحاكمة سوى القليل ولكن أن يخفي كنزًا بقصره؟ هذا لم يتوقعه أبدًا
قاطع حبل أفكار تايهيونج صوت الإمبراطور الذي قال: الغريب هنا، قوله بأنه لن يجد هذا الكنز سوى إبنته ڨيرونيكا، ولقد قمت بسؤالها قبل سنوات عن هذا الأمر وأخبرتني أنها لا تعرف شئ عنه
تنهد قليلًا ثم أكمل قائلًا: إن القصر الخاص بهم في الشمال الغربي يا تايهيونج، إن شعلت نيران الحرب هناك فسيتدمر!، فإن كتبه في وصيته كآخر شئ قبل موته فبالتأكيد هو في غاية الأهمية لڨيرونيكا وربما للمملكة أيضًا
وقف تايهيونج مستقيمًا أمام الإمبراطور ليقول له: أعطني أمر وسأنفذه جلالتك، ماذا تريد مني أن أفعل؟
ليجيبه فورًا قائلًا: أذهب غدًا لهذا القصر أنت وڨيرونيكا، وأحضروا الكنز قبل أن يأتي جونجكوك
صدم تايهيونج بقول والده هذا ليقول مندفعًا: ولكن جلالتك، المكان سيكون خطيرًا هناك، كما أن ڨيرونيكا أخبرتك أنها لا تعلم شيئًا عن هذا الكنز
ليردف والده له: أخبرتها عن هذا الأمر بعد وفاة والدها مباشرة، لقد كانت منهارة وربما لم تستطع التفكير جيدًا حينها، ولكن إن ذهبت للقصر الآن، فأنا متأكد أنها ستعود به
مازال تايهيونج غير موافقًا على قرار والده والذي أعتبره تهورًا لذلك كان على وشك مناقشته في الأمر ليغير من فكره ولكن قاطعه الإمبراطور بضرب المكتب أمامه بينما يقول بنبرة مرتفعة قليلًا: أنه أمر تايهيونج وستنفذه، وغدًا موعد ذهابك أنت وڨيرونيكا
تنهد تايهيونج بقلة حيلة ليردف: أمرك جلالتك
أبتسم الإمبراطور بخفة ليقول له: يمكنك الذهاب
أنحني تايهيونج بخفة إحترامًا له وخرج من جناحه، ليقابل في وجهه جين الذي كان ينتظره أمام الغرفة ليقول له جين بعدما لاحظ ملامحه العابسة: ماذا فاتني بالداخل؟ هل ضربك الإمبراطور على مؤخرتك؟
قهقه جين وحده كالعادة بينما نظر له تايهيونج بنظرة حادة وذهب وتركه خلفه
تبعه جين مسرعًا بينما يقول: يالثقالة دمك، كنت أمزح معك، أخبرني ماذا حدث حقًا؟
أجابه تايهيونج بينما يسرع في خطواته ذاهبًا لغرفته: سأخبرك بالداخل
دخل كلاهما للغرفة عند وصلوهما، وأغلق تايهيونج الباب خلفه وأخذ يحدق بجين لفترة
نظر له جين بريبة ووضع كلتا يداه على جسده بينما يقول: اللعنة عليك ،أنا أعشق النساء تايهيونج
دحرج تايهيونج عيناه بملل وقد فقد رغبته بقول ما بجعبته لهذا التافه أمامه، ليذهب بخطواته إلى السرير راميًا جسده عليه بينما يقول للواقف أمامه: فلتخرج من هنا، فقدت رغبتي بالحديث معك
نظر له جين بملل ليقول: يا إلهي، أنت لا تحب المزاح حقًا، لهذا السبب تكرهك ڨيرونيكا، فإن النساء يميلنّ إلى الشخص الذي يضحكهم، سأغادر إذن
كان على وشك الخروج ولكن تايهيونج أستقام مسرعًا من سريره ذاهبًا إتجاهه ليوقفه عن الرحيل بينما يقول: أنتظر ، أنتظر، هل تكرهني ڨيرونيكا حقًا لأنني لا أُلقي النكات مثلك؟
نظر له جين بإبتسامة جانبية رافعًا حاجبه ليردف مجيبًا عليه: بالطبع، لأنك شخص كئيب وعابس طوال الوقت وفاشل في التعامل مع النساء، بالطبع ستكرهك أنت شخص ممل
رفع تايهيونج قبضته يريد حقًا لكمه بوجهه الوسيم هذا لكنه توقف لأنه يريد خدمة منه وسيضربه لاحقًا ليقول له: إذن، أريدك أن تخبرني كيف أتعامل معها من الآن فصاعدًا نظرًا لأنني قمت بفعل شيئًا غبيًا بالأمس
أتاه الرد من جين متسائلًا: ماذا فعلت؟
توتر تايهيونج بعض الشئ وأخذ يمسك يده بينما يتحرك بجسده يمينًا ويسارًا، لا يعلم كيف يخبره بالأمر حتى، علم جين حينها أن صديقه فعل شئ مخزي ربما لن تنساه ڨيرونيكا طوال حياتها
قال له محاولًا تهدئته: أخبرني تايهيونج، لا تقلق لن أخبر أحدًا
نظر تايهيونج له ولم يخف توتره ولو قليلًا ولكنه قرر أن يتحدث ليقول: لا أتذكر جيدًا ماحدث ياجين، ولكن يبدو أنني لربما تحرشت بها لذلك قامت بضربي لدرجة أنني كدت أفقد ذريتي الليلة الماضية، لا أعرف كيف أريها وجهي، فأنا أشعر بالخجل من نفسي
شهق جين بشدة معبرًا عن صدمته بصديق عمره، فلم يعهده منحرفًا وقليل الأدب هكذا، لقد رباه جلالة الإمبراطور جيدًا، قال له جين بينما يكتم غضبه: إن لم تكن الأمير، لقمت بقتلك على فعلتك هذه ياتايهيونج، وتسألني ماذا تفعل أيضًا؟
ياللوقاحتك، فلتذهب متوسلًا لها طالبًا السماح وإن كان عليك الركوع أمامها حتى
توتر تايهيونج أكثر بسبب حديث جين الذي جعله يدرك خطورة الأمر، أخذ يعبث بشعره فاركًا إياه بعنف قائلًا: اللعنة، أنا لا أتذكر أي شئ سوى ضربها لي، لا أعرف ما فعلته بها، أتمني أنني لم أتمادى، وأيضًا وضعني الإمبراطور معها في رحلة وحدنا غدًا، سنذهب إلى قصر الماركيز ويليام، كيف سأريها وجهي؟
ليندهش جين من قوله للتو ليردف متسائلًا: قصر الماركيز ويليام ؟، لماذا ستذهبون إلى هناك؟
أجابه تايهيونج بينما مازال التوتر طاغي عليه: لا أدري يا جين، أخبرني الإمبراطور أنه يوجد كنز هناك لا يعرف مكانه سوى ڨيرونيكا، لذلك طلب منّا إحضاره قبل أن يأتي جونجكوك إلى المملكة، في حال إن حدثت حرب فيكون الكنز بأمان
زاد إندهاش جين في هذه اللحظة، فلم يكن يعلم أي شئ عن هذا الأمر، ليقول: هل الكنز عبارة عن أموال أم ماذا؟
ليجيبه هو : لا علم لي
ليسأله جين مجددًا: ماذا عن ڨيرونيكا؟، هل تعلم هي عن ماهية الكنز؟
أجابه مرة أخرى: لا، فهي لا تعلم شيئًا عنه
أردف جين حينها: إذًا كيف ستحضروه ولا أحد يعلم شئ عنه؟
ليجيبه تايهيونج متأففًا: لا أعلم جين، أذهب وأسأل الإمبراطور بنفسك، فأنا أحاول إيجاد حل هنا لأستطيع رؤيتها، سأرتدي قناع وأذهب لها
نظر له جين بحزن قائلًا: حالتك مثيرة للشفقة ياصديقي، أتمنى أن تتخطى هذه المحنة
سمع كلاهما صوت طرق باب الغرفة لينتبهوا له ويذهب جين لفتحه ليرى ييرينا أمامه وبجانبها فتى غير مألوف الوجه، ويبتسم له
تفحصه جين من أعلاه إلى أسفله ليقول بعد التحديق به لفترة: من أنت؟، ولمَ هو معكِ يا ييرينا ؟
لتجيب ييرينا في هذه اللحظة بإبتسامة: أنه حارسي الشخصي، أتيت هنا ليتعرف تايهيونج عليه، هو في الداخل أليس كذلك؟
أنهت حديثها بينما تخطو للأمام ناوية الدخول للغرفة ولكن وقف جين أمامها مانعًا إياها من الدخول ليردف قائلًا: جلالته متعب قليلًا اليوم، ولا ينوي رؤية أحد، يمكنكِ القدوم لاحقًا
وقفت ييرينا بثبات أمامه بينما تتظر في عينه، لتقول: ومن أنت لتمنعني من رؤية تايهيونج، تنحى جانبًا جين ولا تتدخل
كانا على وشك الدخول في جدال ولكن تدخل تايهيونج الذي أتى من خلف جين أوقفهم عن هذا
ليقول: لا بأس جين، انا بخير، فقط هل يمكنك الذهاب بدلًا عني لإخبار ڨيرونيكا عن الغد؟
نظر جين حينها بحدة لييرينا والواقف بجانبها الذي لم يُمحي إبتسامته من على وجهه حتى الآن
ليبدل أنظاره بعدها إلى تايهيونج ويقول: حسنًا، سأخبرها وأعود لك
أفسحوا له الطريق ليمر هو ويذهب بطريقه إلى غرفة ڨيرونيكا التي كانت في نهاية الممر بينما دخل كل من ييرينا وجيمين إلى داخل غرفة تايهيونج
حدق تايهيونج بجيمين للحظات وهو يرفع حاجبيه ليعي جيمين على نفسه وينحني له فورًا قائلًا: تحياتي لشمس الإمبراطورية، وجلالة الإمبراطور المرتقب، الأمير تايهيونج
نظر لييرينا التي كانت سعيدة وتبتسم له ليتنهد ويقول لجيمين: يمكنك رفع رأسك، إذن أنت جيمين صديق ييرينا؟
رفع جيمين رأسه حينها ناظرًا بوجه تايهيونج ليردف مجيبًا عليه: أجل جلالتك، وأتيت لأكون الحارس الخاص بها
جلس تايهيونج على سريره بينما يقول: أجل أجل، أخبرتني ييرينا بظروفك وأنك مُفلس وبحاجة لهذا العمل، كما أن لديك بنية جسدية قوية حسب ما أرى
نظر جيمين حينها لييرينا نظرات حادة، فكيف تجعله يبدو مفلسًا أمامه، يا لها من إهانة،
أبعدت ييرينا أنظارها عنه متأملة أنحاء الغرفة لتحمحم
تحدث حينها جيمين موجه حديثه لتايهيونج: أجل جلالتك، فكما تعلم حياة العامة صعبة للغاية في المملكة، ولكن رغم ذلك، لم أنس أن أحضر معي هدية لسيادتكم، سأكون محظوظًا إذا قبلتها مني
قال وهو يخرج من سترته سوارا أسود اللون ذو شكل مميز، وقد نقشت عليه بعض الرموز غير المفهومة، التي كانت تجذب الانتباه لتقوم بلمسه ووضعه حول يدك
نظر تايهيونج للسوار بإعجاب حيث لم يزحزح عينه من عليه ولو للحظة منذ أن أخرجه من سترته، كأن به هالة خفية تجذبه لها وتمنعه من أن يشيح ببصره بعيدًا، ليقول له: يا له من سوار مميز، من أين جلبته؟
ابتسم جيمين بخفة ليجيبه: لقد صنعته بنفسي يا صاحب الجلالة، أنه مصنوع من أحجار كريمة،يقال أنها تجلب الحظ لمالكها،ألا تريد امتلاكها يا أمير ؟
هز تايهيونج رأسه بإيجاب سامحًا له بأن يضع السوار حول يديه
أقترب جيمين بخطواته ناحية تايهيونج، وقام بوضع السوار حول معصمه
تجعدت ملامح تايهيونج في هذه اللحظة ممسكًا رأسه بألم، بينما يميل بجسده الذي أصبح ثقيلًا فجأة على السرير ليقول: رأسي سينفجر، ما به هذا السوار؟
أغلق جيمين السوار بسرعة وتراجع للخلف قليلًا ليردف قائلًا: سيزول الألم قريبًا يا أمير
تحدثت ييرينا أخيرًا بعدما رأت ملامح تايهيونج المتألمة بشدة لتسأله هي : ما هذا السوار؟، ولمَ يبدو متألمًا وفاقدًا للوعي هكذا؟
اجابها جيمين حينها مردفًا: أنه سوار سحري،سيعمل جيدًا مع القلادة حول عنقك، ستتحكمين به بشكل أفضل الآن
ابتسمت ييرينا بِشَر عندما سمعت اجابته التي جعلتها راضية تمامًا، حيث شعرت أنها تستطيع الفوز الآن واكمال هذه المعركة التي بدأتها منذ سن السابعة، لتقول لجيمين: إذن، لنجربه ونرى إن كان سينفذ أوامري حقًا أم لا
.
.
عندما ذهب جين إلى غرفة ڨيرونيكا، ولم يجدها هناك، قام بإيقاف خادمة كانت تمر بجانبه ليسألها عن مكانها، لتخبره هي أنها بغرفة يونجي هي والأمير هوسوك
أراد سؤالها لماذا هم بغرفته، ولكنه قرر الذهاب لهم وسؤالهم بنفسه، لذلك توجه إلى الطابق السفلي حيث غرفة يونجي، وكان هذا الطابق خاص بخدم القصر
وعندما وصل إلي هناك وجد كل من ڨيرونيكا وهوسوك والطبيب، الذي كان يضع ضمادة على عنق يونجي الجالس على سريره بينما تساعده ماريا على ربطها
أستغرب جين الوضع ليقول: ماذا حدث هنا؟، هل هو بخير؟
انتبه الجميع على وجوده، ليقول هوسوك فور ملاحظته: أوه جين، كيف حالك؟، هل أرهقك أخي بالعمل مجددًا؟
وضع جين يديه على وجهه بدرامية بينما يقول بحزن: أفكر في ترك العمل مائة مرة في اليوم، ولكن الأجر يمنعني فأنا بحاجة إليه
ضحك هوسوك على اجابته بشدة، كون الذي يمنعه من الذهاب هو المال وليست صداقته العميقة بتايهيونج، ليقول بصوت متقطع أثر الضحك: عزائي لك يا أخي، فحتى صديق عمرك تخلى عنك للتو
شاركه جين الضحك، فدائمًا ماتسمع ضحكاتهم عند الاجتماع معًا
توقف جين عن الضحك ليسأل مجددًا : لا حقًا، ماذا حدث هنا؟
لتجيبه ڨيرونيكا هذه المرة قائلة: لقد أصيب إصابة طفيفة بينما يدافع عني، حيث كانت تلك الأفعى ييرينا تحاول مهاجمتي، فهاجمه الحارس الخاص بها بسيفه
وسع جين عينيه بصدمه مما سمع ليقول: يا إلهي، أنها جريمة، فكيف لها أن تهاجم أميرة؟
وضعت ڨيرونيكا يدها على رأسها بينما تقول: لا أدري جين، كنت أحاول فقط تناول طعامي في الحديقة بسلام، لا أعرف ما الذي أدخلني بكل هذا، والآن فوّت غدائي حتى وليس فطوري فحسب
نظر لها جين بحزن رادفًا: لو علمت ما فعلته معك لمنعتها من الدخول إلى تايهيونج وقمت بطردها فورًا
ثم تذكر جين سبب مجيئه لهنا ليضيف على تصريحه: أه صحيح، أخبرني تايهيونج أن أبلغك بذهابك معه غدًا إلى قصر الماركيز ويليام وهذا بأمر من الإمبراطور
كانت ستسأله ڨيرونيكا حينها عن سبب ذهابهم إلى هناك ولمَ فجأة هكذا
ولكن قاطعها صوت تايهيونج الذي آتى من الخلف ومعه أثنين من الحراس بينما يقول لهم مشيرًا على يونجي: ألقوا القبض عليه، وأحبسوه في الزنزانة وأنتظروا أن أعطي الأمر بإعدامه، وخذوا معه الطبيب الذي داواه بدون إذن مني.
.
.
.
.
.
.
.

واخيرا خلص البارت لحد هنا
أسفة جدا على التأخير بس بسبب أن الدراسة بدأت وكنت مشغولة جدا الايام دي
دا غير أن البارت نصه اتمسح بالغلط وكتبته تاني من الاول اععع😭😭😭
المهم قولولي رأيكم وحطوا ڨوت وكومنتس كتير عشان بجد تعبت اوي فيه
وقولولي ايه رأيكم في شخصية جيمين الجديدة اللي ظهرت
وايه رايكم في النهاية؟
صدمة مش كدا ؟
انا مفيش حاجة ضحكتني قد تايهيونج لما قال خدوا الطبيب معاكو😭😂😂
الطبيب: الاه وانا مالي يالمبي😭😭
المهم مستنية رأيكم ياحبايبي بحبكم كتير😭💕

صورة للتوكسيك ابن التوكسيك اللي مش فاهمين هو عايز ايه😭😂😂💕


The hated princess/الأميرة المكروهةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن