البارت الخامس والعشرون

21 6 0
                                    


فى صباح اليوم التالى استيقظت رهف شعرت بتألم بسيط فى رأسها ، اعتدلت فى جلستها وجدت مراد غارقاً فى نومه على الأريكة وكان عاري الصدر ونائماً على باطنه ، ابتعدت رهف عن سريرها واقتربت منه ، جلست على ركبتيها وظلت تفحص آثار جروح على ظهره ، وضعت يدها ببطء على ظهره ، زُعر مراد واستيقظ مسرعاً وبدون قصد أزاح رهف عنه ، وقف واقترب منها وساعدها فى الوقوف
مراد: انا آسف
رهف: لا يهم
مراد: هل تأذى جرحكِ
رهف: لا ، انا بخير
ادار لها ظهره ، ليبحث عن سترته ليرتديها ، اقتربت منه رهف ثم وضعت يدها على الآثار مرة اخرى
رهف: ما سبب هذه الآثار ؟
مراد: محاولة عمك ان يقتلني
وجد سترته واخذها ليرتديها ، ثم التفت إليها وجلس على الاريكة
رهف: عندما أسألك فى أى شئ اشعر بالخوف من إجابتك قبل أن تُخبرنى بها
مراد: لأنكِ تودين سماع هذه الاجابة
جلست رهف بجانبه وتحدثت قائلة: لأنني لم اتخيل أن الشخص الذى اعتبره والدي
أصبح...
مراد: قاتل
حاولت رهف تغيير موضوع الحوار وتحدثت
رهف: لما كنت تمتلك هوية أخرى فى بداية معرفتي بك
مراد ببرود: لأنني ميت
نظرت اليه رهف بعدم فهم ليكمل حديثه: عمك
قام بإرسال رجاله حتى يقتلونني ، لكنه لا يعلم أننى مازلت حياً بعد ، لذلك بالنسبة له وأى شخص انا ميت
رهف: لما حدث لك كل ذلك منذ البداية؟
مراد: لأنني تمكنت من الوصول إلى أوراق عملهم الغير شرعى ، وعندما قُمت بالقبض على صفقة مخدرات علمت أن سبب دخولها هو جمال
رهف: كيف علم أنك توصلت إلى كل هذا؟
مراد: زيدان السبب الرئيسي لأى عمل غير شرعى يحدث فى البلاد ، كان يعلم أننى ابحث خلفهم وأصبحت خطر عليهم
رهف: ما علاقة زوجتك بكل هذا؟
مراد: فالحقيقة كانت خطتهم هى قتلي انا ، لكنهم ذهبوا إلى منزلي لسرقة الأوراق وقتل زوجتي حتى انشغل فى جريمتها وابتعد عنهم
رهف: لما حاول قتلك بعد قتلها؟
مراد: بعد أن رأيت تسجيل الفيديو الذى قامت به همس ،  علموا أنني مازالت ابحث خلفهم لانتقم ، وبذلك اصبحت امثل خطر اكثر عليهم
رهف: بذلك خطط لقتلك!
مراد: نعم
صمتت رهف وشعرت بالخذلان من عمها ، فهو كان يمثل لها كل شئ ليس والدها فقط
مراد: احيانا يأتي علينا وقت ونُصدم من اقرب الأشخاص لنا انا أشعر بكِ
ظلت رهف شاردة ليكمل مراد حديثه قائلا: كلما تذكرتي انه سبب موت عائلتك سيتولد بداخلك شعور الانتقام
رهف: كان الأفضل أن أكون مغفلة ولا أن اعرف الحقيقة
مراد: كان مصيرك أن تعرفيها ، لا تحاولي الهروب منها
ظلت تنظر له ولم تجيب عليه ، وبدون مقدمات اقترب إليها وعانقها
...................
أشعر بها حقاً ، بالطبع انا أيضًا مررت بصدمة من اشخاص مقربة مني ولكن لست متذكر التفاصيل لأخبرك بها عزيزى القارئ ، لكن أعدك إذا تذكرت سأروى لك كل شئ لا تقلق
انا وانت أصبحنا أصدقاء ، أليس كذلك؟
.................
فى منزل جمال ، كان يجلس هو وزوجته على طاولة الطعام يتناولوا الافطار
جمال: من المفترض أن تخبريني بمكان رهف
فريدة ببرود: لا ، انا اشعر بالاطمئنان عليها وهى بعيدة عنك انت وسليم
جمال: لهذه الدرجة تعتقدي انني امثل خطر على رهف!
فريدة بحدة: انت خطر على رهف منذ ولادتها يا جمال
جمال: ماذا تقصدي يا فريدة؟
فريدة: من الأفضل ألا نتحدث عن الماضى يا جمال
فى تلك الاثناء دخل عليهم سليم
فريدة بحدة: هل لديك عين حقك أن تأتي إلى هنا بعد ما فعلته؟
جلس سليم على احد المقاعد وبدأ بتناول الطعام
سليم: لستُ قادماً إليكِ
وقفت فريدة وتحدثت بغضب: إذا ظل هذا الشخص أن يأتى إلى منزلي ، لن أعيش فيه مرة أخرى يا جمال
غادرت فريدة وبقى الاثنان فى مكانهما
جمال: كيف تتكلم معها هكذا؟ ، حقاً هل لك عين حق أن تأتي إلى منزلها!
سليم بحدة: لستُ فارغ لهذا الهراء
جمال: من الأفضل لك ان تعيش سعيداً أنك مازلت حياً بعد الذى فعلته ، انت سبب خراب كل شئ
سيلم: لما انت مصمم أن اتزوجها؟
جمال: لان زيدان يُرديها وانا لن انقذها إلا بهذه الطريقة ، أن تتزوجها
سليم ضاحكاً: تنقذها أم تبيعها إلى رجلاً اهم من زيدان
جمال: لا يخصك شئ
سليم: كان من الممكن أن اتزوجها وابيعها إلى زيدان
جمال: كل هذا ليس من شأنك ، ما يهم أن تجد مكانها
سليم: كيف سأعثر عليها وزوجتك من قامت بإخفائها
جمال: تصرف يا سليم ، ألا تتمكن من ذلك
سليم: حسناً ، سأحاول
...............
الآن قد علمنا انا وانت يا صديقي القارئ ، لماذا يُريد جمال إتمام زواج رهف من سليم بسرعة
هذا الرجل مثل الخنزير ولكن أخشى شعور الخنزير بالحزن من ذلك التشبيه

العقل مقبرة الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن