البارت السادس عشر

21 5 0
                                    

من ناحية أخرى وصلت رهف إلى منزل مراد ، وقفت أمام الباب تفكر كثيراً قبل أن تطرقه وفى النهاية قامت بطرق الباب ، اقترب مراد من الباب وقام بفتحه
مراد: تفضلى
دخلت رهف وجلست على الاريكة
رهف: لما أخبرتني أن أتي إلى هنا؟
جلس مراد على المقعد الموازى لها وتحدث: أُريد أن اعلم مكان الأوراق المهمة التابعة ل سليم
رهف:مستحيل أن اعرف أين مكانهم
مراد: رهف فكرِ جيدأ ، سليم فى يوم من الأيام كان حبيبك ، بالطبع تعرفين عنه أى شئ
رهف: اقسم أننى لا اعرف عنه شئ ، ولكن بالطبع أنه يحتفظ بهذه الاوراق فى منزله
مراد: ليس فى منزله
رهف: كيف عرفت ذلك؟
مراد: هناك من يُخبرني بأى شئ
رهف: إذاً ، يمكن ان يُحتفظ بهم فى مكتبه
مراد: الأوراق الذى أبحث عنهم إذا عُثر عليهم أحد ستكون نهاية سليم لذلك لن يكون فى مكتوبه
رهف: علام تحتوي هذه الاوراق؟
مراد: كل صفقات المخدرات التى تمت حتى الآن ، بجانب الدعارة والإختطاف ومصائب أخرى
رهف باندهاش: دعارة وإختطاف!
مراد: نعم
رهف: مهلاً ، يمكنه أن يحتفظ بهذه الأوراق فى منزلنا الذى كنا سنعيش فيه ، لا أحد يعرفه سوي سليم وعمى وانا
مراد: هل تمتلكي مفتاح هذا المنزل؟
رهف: لا ، لأنه كان يرفض أن احصل على نسخة منه
مراد: كيف سأجد هذا المفتاح؟
صمتت رهف لثوانٍ ثم تحدثت قائلة: نغم
مراد: ماذا بها؟
رهف: نغم أيضًا تعرف مكان هذا المنزل ، عندما قررت مفاجأته وذهبت الى المنزل وُجدتها معه ، حينها علمت بزواجهم
مراد: كان يرفض حصولك على نسخة من مفتاح منزلكم ، ولكنه وافق على حصول نغم عليه!
رهف: نعم ، لأنه فى الاساس يُحب نغم ، وهى متحكمة فى أي شئ ملكه ، لذلك بالطبع معها هذا المفتاح
مراد: حسناً ، سنذهب لها
رهف بحدة: مهلاً! ، انت بالتأكيد تمزح ، هل تعتقد انه بهذه السهولة ان نذهب لها ونطلب المفتاح!
مراد: نعم بسهولة ، ستفعلى ما اطلبه منكِ
وقف مراد وكاد ان يتوجه لداخل المنزل لكن وقف على أثر صوتها
رهف: مراد
التفت إليها مراد وأكملت حديثها
رهف: لقد علمت الحقيقة
جلس مراد بجانبها ، بدأت ان تبكى ولكن فى صمت ، أخذت نفساً طويلاً وبدأت ان تتحدث
رهف: ماما فريدة أخبرتني بكل شئ ، عمى قتل والداي بسبب حقده
مراد: لم يتسبب فى ذلك معكِ انتِ فقط ، بل معي ومع كثير من الاشخاص
رهف: و لكنك تأخذ بثأر عائلتك ، كيف سأخذ بثأر عائلتى منه!
نظر إليها بدون إجابة ثم وقف مرة أخرى وتوجه إلى غرفته
...............
عزيزى القارئ ، عندما اقتل هؤلاء الاشخاص البغيضة ، سأكون أخذت بثأر هؤلاء المظلومين ، لا تقلق سأخذ بثأر رهف
...............
وبعد منتصف الليل ، كان مراد يجلس فى السيارة بجانبه رهف ويقفوا أمام احد المنازل
مراد: هل تعرفي ماذا ستفعلين؟
رهف: هل يمكن ان تستبدلني بفتاة أخرى تقوم بهذة المهمة ، نغم تكرهُني بشدة ، وبالتأكيد ستخبره أننل كنا فى منزله
مراد: لا تخافي ، ما احتاجه منكِ أن تدخلِ انتِ اولاً وتساعدينى فى الدخول ، وانا سأتولي كل شئ الأمر سهل!
رهف: الله ينقذني منكم
خرجت رهف من السيارة واقتربت من باب المنزل ودقت الباب ، بعد ثوانٍ قامت نغم بفتح الباب
نغم: رهف!
رهف بابتسامة: كيف حالك؟
نغم: لما أتيتي ، ماذا تربدين؟
رهف: ألن تقولين لي تفضلي ، الطقس بارد
نغم بحدة: تفضلى
دخلت رهف المنزل وكادت نغم ان تغلق الباب لكن اوقفتها رهف
رهف: لا دعِ الباب مفتوح
نغم: لما ، قلتِ أن الطقس بارد
رهف: لن اجلس كثيراً ، جئت لأطمئن عليكِ
نغم: هل أُصيبتي بالجنون فى رأسك ، انتِ تعرفين أننى اكرهكِ وجئتى لتطمئني!
رهف: ما فى قلبى لكِ هو نفس الكُره ، لكن  نصيبى الاسود هو من طلب منى ذلك
نغم: رهف لست فارغة لتصرفاتك السخيفة
رهف: أين سليم؟
نغم: سافر
اثناء حديثهم يدخل مراد إلى المنزل ويغلق الباب خلفه ، وسريعا يضع يده على فم نغم حتى يمعنها من اصدار اى صوت وأشار إلى رهف ان تأخذ منه حبال
مراد: إذا كنتِ تريدين حياتكِ اصمتي ولا يُصدر منكِ حركة واحدة!
ابعد يده عن فمها بعد أن تأكد انها شعرت بالخوف و لن تفعل شيئاً ، أخذ الحبال مرة أخرى من رهف وقام بربط أيدي نغم للخلف ثم اجلسها على اريكة وقام بربط قدميها ببعضم البعض
نغم: من انت وماذا تريد؟
رهف: من الافضل ألا تتناقشين معه
نغم: إذاً هو حارسكِ الخاص تتحامين به!
اومأت رهف رأسها بالرفض وهى تبتسم ببرود
مراد بحدة: أين مفتاح المنزل
نغم: منزل ثانِ ، أى منزل؟   لا أفهم ما تقوله
مراد بغضب: هل انتِ غبية؟
رهف بصوت منخفض: احترسِ منه ، هذا شخصاً مجنونُُ ويمكنه قتلكِ
نظرت نغم إلى مراد فى خوف
مراد غاضباً : اخبريني!
نغم بارتباك: فى غرفة سليم ، بالطابق العلوى
وقف ثم توجه نحو الغرفة أما رهف ظلت تنظر إلى نغم بحدة واشمئزاز ، بعد دقائق خرج مراد من الغرفة واقترب من نغم وقام بفك الحبال ثم أقترب من رهف ثم وضع يده نحو خصرِها
مراد: هيا بنا
نغم: سأخبر سليم بكل شئ
مراد: هكذا أصبحتِ تتمنين الموت ، إن تحدثتى كلمة واحدة سأقوم بأرسال جثتك إلى
حبيبك
خرج مراد ومعه رهف ثم صعدوا السيارة وغادروا المكان
.................
اكره نغم هذه كثيراً ، كيف يترك رهف الفتاة المدللة البريئة ويقترب من نغم هذه!
..................
فى منتصف الطريق طلبت رهف من مراد ان يتوقف
رهف: قف هنا
مراد: ماذا حدث
رهف بغضب: قُلت لك قف هنا
وقف مراد ، ثم نزلت رهف من السيارة ونزل مراد خلفها
رهف: أريد أن اعرف ماذا تفعل!
مراد: أُظهر الحقيقة يا رهف
رهف: تُظهر الحقيقة مقابل قتلك للناس! ،
مثلما تُخطط لقتل نغم!
مراد: لما انتِ واثقة أنني سأقتلها!
رهف:  لقد قُومت بتهديدها الآن ، بالطبع ستقتلها قبل أن تُخبر سليم!
مراد ضاحكاً: حقاً ، هل انتِ واثقة أنها ستخبره
رهف: هناك كاميرات مراقبة فى منزله مؤكد تم كشفنا
ضحك مراد اكثر على حديثها اما هى نظرت اليه بغضب وتحدثت: انت تضحك!
وبدأت ان تسدد إليه ضربة بيدها على صدره وتقول: انت أحمق!
وسددت له ضربة أخرى: ليس لديك أى شعور!
وفى الضربة الثالثة مسك يدها وقام بلفها نحو صدره ويضع يده ويدها حول عنقها ، كانت تتتنفس بسرعة شديدة ، اقترب من أُذنها وتحدث: ولكني لست غبي مثلكِ ، أهدأي لتعرفي كل شئ
بدأت رهف ان تهدأ وتتنفس طبيعياً ثم ابتعدت عنه
مراد: عندما اخبرتكِ ان تذهبى اولاً  ذلك للفت الانتباه ، حتى استطيع أن أدخل المنزل من الباب الخلفي، اوقفت الكاميرات بدون أن يشعر أحد
رهف: انا خارج هذه اللعُبة السخيفة ، ولن أشارك فى أى شئ مرة أخرى
قالت كلمتها الاخيرة ثم صعدت رهف السيارة وايضاً مراد واكملوا طريقهم
.....................
كانت رائحتها لطيفة ، شعرها الاسود الجميل ، استمتعت وهى بالقُرب مني ، لم أشعر بذلك الشعر منذ قتل زوجتي ، هل ما يدور فى عقلي ما نفس الذى فى عقلك أيها القارئ؟

العقل مقبرة الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن