كان التصميم مثاليا كما المعتاد من الثنائي الذي أبهرا المجتمع من حوليهما، ساسكي ولينا المهندسان العاشقان كان لقبهما.
- ياله من خيال ! لم ترَ قَط عيني أدق وأجمل من تفاصيل هذا البرج وساحته، على الرغم من كونه نموذجا الا انني واثق أنه حين يبنى على أرض الواقع سيذهل الأعمى والبصير.
ابتسمت لينا ابتسامة متكلفة، فاكتفت برأس مرفوعة إلى الاعلى و الفخر اتضح من تعابيرها، أما ساسكي الذي ارتسم على ثغره ابتسامته الجميلة التي أفصحت عن أسنانه البيضاء ونظرته الواثقة ثم قام بشكر الأستاذ بوقفة معتدلة خالية من الكبر والغرور.
جميع النساء من حوله كن يتمنّين أن يكنّ مكان لينا، أن تقف بجانب رجل مثل ساسكي، ذو وسامة عالية وجسد رياضي ممشوق ووجهه ذو التقاسيم المتناسقة، رجل متواضع رغم قساوته، أما الرجال فكانوا يحسدون ساسكي على مخطوبته الآسرة للقلوب بشعرها الاسود كالليل الذي غطا ظهرها كاملا وبشرتها الحنطية المثالية، كانا بالحق عاشقين مثاليين لبعضهما البعض.
خرج كل منهما متوجهين إلى المقهى الذي اعتادا الذهاب إليه بعد الانتهاء من حصص الجامعة، دخلا من الباب وأيديهم متشابكة ويمشيان في خطوات متناسقة، تقدما وطلبا كوبين من القهوة السوداء المُرّة.
دفع ساسكي ثمنها وجلسا في طاولتهما المفضلة على الزاوية بأطلالة تطل على حديقة الجامعة ورائها، ونظرات من الحب تعتلي كليهما.
-لا أصدق أننا انتهينا من مشروع التخرج واخيرا، بهذا لم يتبق الكثير ونحمل شهادتنا، ما خططك حبيبي ساسكي لما بعد التخرج؟ نحن بحاجة إلى الراحة.
اتكئ ساسكي على ذراع المقعد التي يجلس عليها وتكلم إليها وثغره متبسما
- لدي العديد من الخطط حقا وتفتقر كل واحدة منهن إلى الراحة الفعلية، افكر في الذهاب لتجربة لتسلق قمة جبل دينالي، لم يسبق وان تسلقنا سوياً جبلاً قمته ثلجية.
ضربت كتفه بخفة وقالت في مزاح
- عزيزي ساسكي الا تعرف معنى الراحة؟.وضع ساعديه على الطاولة واقترب منها قائلا
- الراحة بالنسبة لي تعني تسلق الجبال والشعور بالادرينالين يتدفق في كل عرق من عروقك، هو النظر إلى الأسفل لتجد كل شيء يصغر، هو أن تكون في قمة جبل شاهق الإرتفاع إلى جانب مخطوبتك.
تبادلا الضحكات سويا ثم تقدمت النادلة منهما وأعطتهما الكوبين وانصرفت، عم الصمت بينهما للحظات بينما يرتشفان كوبي القهوة وسادت بينهما نظرات بين توتر وسعيدة، أمسكت لينا بخاتمها وظلت تأرجحه وهي تتأمله تارة وتنظر إلى عينيه تارة أخرى، وساسكي الذي تراجع للخلف ويرتشف كوبه وينظر تارة إلى النافذة وتارة أخرى إلى عينيها، وهما يفكران بالأمر ذاته "الزواج" مضى على خطبتهما ثلاث أشهر ولا يحتاجان لوقت للتعارف أكثر، يعرفان بعضيهما منذ نعومة أظافرهما، وبدأت مسيرة الحب بينهما منذ الثانوية، اتفقا منذ بداية الجامعة أن لا خطوبة ولا زواج يجمعهما حتى نهاية الجامعة كي لا تلهيهم مشاغل الزواج عن دراستهم، وكي يتفرغوا تماما لأطفالهم مستقبلا، لكن مما لا شك فيه أن الشغف ملأ قلب كل فرد منهما ولعلهما ينتظران بشوق ولهفة اللحظة التي يكتب فيها عقد زواجهما ويصبحان ملكا لبعضيهما، يعيشان بالبيت نفسه، يأكلان الطعام نفسه، يتشاركان أسباب السعادة و الحزن نفسها، يمسيان ويصبحان على بعضيهما، ينجبون أطفالا يشبهونهما ويكبران في السن جنبا إلى جنب، تلك كانت عهودهم، امسك ساسكي يدها وبالأخص الخاتم وأسقط بنظره عليها وبدأ وجهها يتورد بابتسامة خلابة وقال لها
- وأظن أن هذه اكبر خططي لما بعد التخرج.
أنت تقرأ
⟨حياةُُ وَاحِدة⟩ sasusaku
Fanfictionالأقدار غريبةُُ خيوطها، تحيك قصة يصعب تخيلها والقبول واجب، فماذا أنت فاعل حين تسلبك الحياة أعز ما تملك لتهديها لك بشكل آخر؟. خيوط حرة تتشابك بين حياتين وعالمين مختلفين لتجمع بين فتاة لطيفة تحارب الحياة لتصنع لها مقعدا بين الحشود، ورجل يريد أن يحطم م...