4/أماني..

254 24 11
                                    

ومضات ساطعة وسريعة بلون احمر وازرق اضاءت الشوارع وصيحات صفارات الإسعاف والشرطة صدحت في شوارع لندن مقتربة من السيارتين اللتين قد تهشّمتا تماما تحت قطرات من مطر منهمر يمنع الحركة وغسل الشوارع والطرقات.. وتحت صوت الرعد المدوّي الذي يهدر صائحا وضوء البرق الذي تألق في قاعة السماء خاطفا البصر و الفؤاد مضيئا السماء عوضا عن الشمس التي اخفتها الغيوم بين أحضانها السوداء.

تدخّل الشرطة ليفرّقوا الجمع الغفير الذي حام حول السيارتين المصطدمتين، إحداهما في منتصف الطريق والأخرى كانت متداخلة مع عمود الإنارة وذات الحال الأسوء، فهي على وشك الاشتعال فالأدخنة ترقى صاعدة من مقدمة غطاء السيارة الأمامي المتحطم فصاح الشرطة على العامّة من الناس وبدأ تفريق الحشود.

فتح أحد أفراد الشرطة باب سائق السيارة فكان الأقل ضررا من بين جميع الأبواب وتم إخراجه حيا نازف الرأس ومكسور اليد وقد اقتحمت شظى زجاجة وجنته اليسرى فكان دمه يهطل كما يهطل المطر فوق رؤوسهم ليصنع بركة، وكان يصيح خائفا وهو يترنح

-السيدة وابنها، السيدة وابنها، السيدة وابنهـ...

سقط مغشيا عليه غائب الوعي فأخذه شرطيان ناحية أحد سيارات الإسعاف لحظتها خرج المسعفون من سياراتهم وانزلوا الأسرّة منها فمددوا جسده على إحداها، وأخذ البقية يركضون بأربع أسرة ناحية السيارات.

احضر أحد المسعفين عدّة لكسر الأبواب المغلقة.

«علينا إخراجهم بأسرع ما يمكن، هذه السيارة سلاح متفجر يهدد الحياة هنا.»

ضربات متتالية بسرعة وبقوة ثابتة وبحذر شديد على باب الشاب اليافع، كانت رأسه تتدلى من نافذة السيارة المتحطمة ويبدو أن عنقه ورأسه كانا ينزفان بشدة، فكان أمر إزاحة رأسه على النافذة المنكسرة أمرا صعبا وقد يهدد حياته فإن سقط على ارائك السيارة التي تبعثر فيها الزجاج قد يتأذى فوق أذيته الحالية.

وبالفعل بعد مجهود ليس بقليل تم كسر وفتح باب الشاب اليافع الذي كان قابعا خلف مقعد السائق..

لم يسلم جسده من شظايا الزجاج المهشم، المنتشر على كل مكان داخل السيارة من كراسيها وحتى أرضيتها، وحتى أجساد الموجودين بها.. كانت عينيه شبه مفتوحتين ولكن وعيه قد غاب تماما وكأنه أذنيه تسمع الاصوات من مكان بعيد وعيناه تشاهد مناظر ضبابية جدا تساءل في نفسه للحظة

"هل هذا الموت؟"

امسك رجلان من الإسعاف بجسده وحاولوا حمله إلى الحمالة الطبية وبناء على حالته الظاهرة نقلوه بسرعة، بعدما ابتعدوا به عن السيارة شرعوا يكسرون باب السيدة التي في المقدمة، التي كان الاصطدام على بابها أشدّ، ولربما سُحقت بالداخل والادخنة تصاعدت بشكل مخيف وبدأ لون أحمر، لون لهيب يظهر نفسه من مقدمة السيارة.

⟨حياةُُ وَاحِدة⟩ sasusakuحيث تعيش القصص. اكتشف الآن