لاڤندر بِصبغَة الخَريف

648 53 71
                                    

الأَتارَاكسيَا.. 🍂
.
.
هِي ذَلك الكُوخ الآمِن الذِي ارتَدنَاهُ بَاحثِين عَن مَلجَأ ...هَاربِين مِن تَمرّد ورَم ٍ خَبيث ٍ نتِيجَة آلَامِ جِراحِنا أَي مَا حتّمها عَلينَا الوَاقِع.. إلّا أنّك مَا زِلتَ مُواكِبا ً لِمسرَحيّتها رَغم نَهشِ نَزيف ِ نُقوشِك إثْر انفِتاقِ مَا أحدَثهُ التنبِيش بِالمَاضِي مُلتهِما ً مَا تبقّى مِن هَشِيم رُوحِك..

فَتكُون كَمن تلقّى صَفعَة ً وَاحِدة ً تِلو الأُخرَى مِن كيَانٍ يُزعَم أنّه الحَياة.. تِلك التِي نَعيشُها شِبرا ً شِبرا ً بِأدقّ تَفاصِيلِهَا حَتى هَويتَ بِجسدِكَ فَاقِدا ً آخِر ذرّةِ تَكبُّد ٍ لَديك .. أخَذ يَلوحُ خَيال ٌ لِتلْك الغُرفَة .. رَكّزت مُقلتَيك عَلى كُل مَن ولِج إلَى الدّاخل إمّا يَحمِل نَدبَة ً يَرغَب بِطَمسِها وَ إمّا جَريحا ً مُصابا ً يَنزِف يَبتغِي التِئام جِراحِه ...

وَ لِسوءِ الحَظ وَضعُك لَم يَكن بِالأفضَل مِنهم ، فَما مَكَثت طَويلا ً حَتّى حَرّكَتك قَدمَاك مُتجِها ً لِجَوف تِلك الغُرفة .. فِي اللّحظَة التِي حَطّت فِيهَا قَدمُك بِداخِلها اكتَشَفت مَا إِن خَطَوت لِقعرِها فَلن تَكُون قَادِرا ً عَلى الخُروج ؛ مُستَوعِباً أنّك غُيّبت عَن وَاقِعك ،وَ أضحَيت بُمحيط ٍ مُختَلف سَابِحا ً بِأجواء ِ ...
" الطمأنينة "

                            ⸙                            

: " لَا أعلَم مِن أَين أَبدَأ لَم يَسبِق لِي أَن قَرأتُ كُتبا ً هُنا.. "

: " أَنتِي حَقا ً فِي حَالة ٍ لَا يُرثَى لَها.. لَكن.. رِوَايَة أَتَارَاكسيَا هِي مَن سَتسِد جُوعَك ِ فِي التِهَام الكُتب أيتُها النّهمَة.. آهٍ مِنكِ لَا تَلبِثين حَتّى تُذكرِينِي بِأورورا "

: " أورورا ؟"

تِلك الجُملَة .. أخذَت تَنبثِق فِي مُخيّلتي ترِن فِي أذُني آسِرة ً خَوالِجي كَلّما تَذكّرت بِدايَاتي مَع رِوَايَة أَتَارَاكسيَا .. فَأنَا لَم ،وَ لَن أَنسَى فَضلَها

.
.
.
.
.

يَا إلَهي يَا لِيلا ..

لَو أخَذتُ أغُوص فِي الكِتابَة أسطُرا ً و أسطُرا ً عَن إبدَاعِكِ وَ رِوايَتِكِ حَتما ً سَأغرَق

لَو تَعلمِين كَم بَحثت حَتى أُشبِع جُوعي لِلإطّلَاع وَ قِراءَة الكُتب ، فَلَطالمَا كَان الآخَرُون مِن حَولِي يَعتقِدون أنّي كَائن ٌ غَريب ٌ أتسَامَر مَع الكُتب لِرؤيَتهم التِهامِي مَا اشتَهيت مِنها مَع العِلم أنّنِي نَهمة ٌ بِشكلٍ مِخيف حِينَ يَتعلّق الأمرُ بِالقِراءَة XD

مَا وَجدتُه أَو بِالأحرَى وَجدنَاه فِي خَفايَا أسطُرِك مَا كَان لِأحدٍ أَن يُوصِله بِالطّريقَة ذَاتِها مَوهِبتُك بِالفِطرة ، الحَبكة ، السّرد ، الرسَائِل ، وَ إلَخ كُل ذلِك لَم يَزرَع فِينا بَريقَ أَملٍ لَم يَكن مَوجُودا ً ،فَحَسب بَل ،وَ أصبَحنا نتسَابَق مَن سَيستَطِيع تَقلِيد أُسلُوبِ لِيلَاس أيضا ً !

فِي حِين كُنّا تَائِهين فِي غَابَة المَاضِي وَ الوَاقِع يُطارِدَانِنا بِتلكَ الكَوابِيسِ وَ الأطيَاف السّودَاء المُخيفَة كَانَت رِوَايَة أَتَارَاكسيَا تَحتوِينَا كَانَت خَير مَلاذ ٍ لِمَن أرَاد التّخلُّص مِن شتّى أنوَاعِ الضّوضَاء مِمّا يُحيطُه  ..

كُل شَيء ٍ كَان يُوحِي بِأن نِهايَتنا سَتكونُ بِالتّجمدِ فِي أكنَافِ كُل زَاوِية لَا عِلاجَ لنَا ،وَ لَا حَتّى مَأوىً لِيقِلّنا مِن بَردِ حَقيقَة حُلولِ فَصْل الشّتاء الأبَديْ عَلى أفئِدَتِنا إلِى رَبيعِه ... بِاستِثنَاءِ بَابِ غُرفَة رِوايتِكِ لَاحَ كَواحَةٍ فِي الصّحرَاء..

الاختِلَاف عِند اقتِرابِك مِنه أبَى أن يَختفِي بَل لَم يَبتعِد أَو يَتزَحزح حَتّى كَأنّه انتَظرَك وَ قَام بِسحبِكَ  لِلمجهُول ... أَو هَكذَا اعتَقدتَ فِي البِدايَة إِذ مَا لَبِثتَ حَتّى حَاوطَك دِفء الغُرفَة التِي وَلجتَها مُسبِبا ً فِي بَعثرَتِك .. وقتها حلّ دِفءُ الرّبيع ،وَ خَيّم عَليكَ هُدوء الخَريف...

مُقلّباً طَيّات الكِتابِ قَارِئا ً مِرَارا ً وَ تَكرَارا ً لِكل سَطرٍ مُعطِيا ً كُل حَرفٍ حَقّه بِلا كَللٍ أَو مَلَل .

هَذا مَا أرَادَت الكَاتِبة لِيلَاس تَحقِيقَه حَاقِنة ً خَوالِجنَا لِتبُعثِرها ،وَ تُعيد تَرتِيبَها مِن جَديد نَاصِبة ً ذَاك الهَدَف بَعد حُبّ اللَّه ؛فَهِي ابتَغت حُب اللَّه أوَلا ً فَأكرَمهَا بِحبّ الجَميع.

كَانت كَاتِبتُنا لِيلَا تَودُّ أَن تَكُون غَيمَة ً وَاحِدة نَستَظِلُّ بِظلّها فَأصبَحَت الوَحيدَة .

lilas-xi

ثَرثَرةٌ لِحبّة رُمّانٍ لَم تَنضِجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن