آلَبّـآبّـ آلَآوُلَ: آلَشـــــــهِيـــــــّرة

470 35 22
                                    

ماذا لو استيقظت عزيزي القارئ.. في يوم من الايام ووجدت نفسك في جسد شخص اخر.. في عالم موازي.. هل ستعيش تلك الحياة الغريبة عنك التي ربما قد كنت سببا في اختيارها؟.. ام ستحاول الهرب؟!
هذا ما راودني بعد ان عشت ذلك.. لكنني اخترت الاثنين.. وهذا ما ستفعله لو كنت مكاني.. لانه لا مجال لك في الاختيار بعد الضغط على "تاكيد"..

..........

«السحر»
مالذي قد يراودني عند سماع هذه الكلمة؟ ربما لا شيء؟!
أجل لا شيء.. فمنذ أول نفس لي في الدنيا لم أرى سحرا أبهرني.. لا سحر ساحر ولا مارد ولا حتى عاشق..

فلم أكن ذات الخمس سنوات التي تجلس بجوار تلفاز غرفتها بفستانها البراق تشاهد باربي وهي تلقي تعاويذها الوردية بكل اندهاش..

ولم أكن تلك المراهقة التي سحرها جمال شاب إلتقته صدفة بينما تلهو مع صديقاتها..

حتى لم أكن تلك الراشدة التي ألقت سحرها على الجنس الذكري مستمتعة بتهافته عليها..

لكن يبدو أنني قد أبصرت سحرا.. وإلتقيت ساحرا..

بينما أنا على بعد خطوة من الموت.. أطل سحر حياتي علي.. ما اللعنة التي تحدث لي..

كلمة منه هزت كياني المبعثر.. حاولت لملمة أشلائي المتناثرة لكنه بهمسة أشعلها جحيما.. لم أعد أشعر بأطرافي.. تجمدت وكأن الدماء جفت من عروقي.. جل ما فعلته هو مراقبة كحليتاه من تحت اللثام بإستمتاع.. بينما قلبي يضرب بقوة..ولأول مرة..
للحظة ظننت أنني سأموت.. تبا من يأبه فقد اتيت للموت أصلا.. إن كان موتا ساحرا هكذا.. فكلي صدر رحب..

من دون أن أشعر تسللت كلماته بنبرته العميقة الى داخلي..
صدقوني لقد شعرت بوخزاتها تخترق الطبقة اللحمية التي تكسو دمائي المريرة تحت ما يسمى بالقلب..

وهنا أدركت ان لم يكن سحرا فأنا اهذو..

فقد سلمت نفسي إليه دون أي اعتراض.. وهو يحملني.. لم أفكر أين سيأخذني رجل ملثم ظهر من العدم في منتصف الليل.. بل لم يعطني الفرصة لأفكر حتى.. فبدل أن ينقذ تلك الثملة المكتئبة الموشكة على الإنتحار.. قفز معها بين أحضان الموج..
في موقفي هذا اعتقدت أنه ليس مجرد رجل غريب يتجول في منتصف الليل على شط البحر متلثما.. بل هو من أتى ليأخذ روحي المتعبة عن هذا العالم القاهر..

جحيم الأبديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن