- بَين شوارَع كونسَتانسَ

362 43 63
                                    

في إحدَى شوارع كونستانس
بين غَسقَ الدُجى والهَواء البـَارد هُناك الشاعِر الخَائب
الذي كلمَاتهُ لم تَصل لمَعشوقته
، كَأن الخِنجرُ الفِضي قَدَ لامَس فُؤاده،

الآن لايعلمَ طريقه أنهُ يمَشِي فقَط دَون وجهة واضَحة ، سيرهُ طالَ بعقلٍ غَائبٌ
لَم يُدرك وقوفهُ أمامَ بُحَيرة كونستانسَ الشهِيرَة بِمرآها الحسنَ،
أدام النظر حَولهُ هو وحَده هُنا .. الجمِيع يُعانقَ أحَبائه بتِلك اللياليَ وهَو مُتوحدٍ بنفسهِ لم يَتمكن من مُواجهَة سَاكِنة قلبه و كلماتهِ شعَرًا ورَاء شِعر و قصَائدٍ هِي عِنوانُها،
تَنهد يَمشي حَول نفسه يتوسم وجه السَماء المُنعكِس على المِياهَ بنور نُجومَها وقَمرها، مَالم يلبَث إِلا أنَ رأى متجرًا صغِيرًا قرر الذهابَ لهُ فـَ ليَس هُناكَ مَلجأ غَيره ريثمَا يعُود لمدِينتَه.

صوتٌ صَدح فوق البابَ يُعلنَ دُخول أحدهَم إلى موطنٍ دَافئ فيهِ خُوانَ كبيَرة منتصفة المتجر ، جلسَ على مقعدّ مَن الخَشب
و يديَّه مستقرةٍ على مَلامِحِ لا يُّشغلهُا سِّوىَ التفكَير..،لحَظاتٍ و سَمع أحَدهم يٌهَمهمَ أمامه فأَنزل يَده مثبتًا حدقتيه على القابع أمامه
"يبدُو أنَ العِشق قد تغلبَ عَليك"
صَوتًا تغلب عليه الزمن واضعًا لونه الأبيض في خصلاته السوداء
"أنهُ كـ سَهم كَان صَاحبه أتقنَ الصيَد"

غَادرت الكلمات مَن فَمي كأَنهَا تنتظر سَؤالًا كهذا أو مَن يُحَادثني لأخَرج مَابِداخليَ..بَدأت أَشعَر بِحَريقٍ في حَلقِي ودَمعُ عيناي بَطرِيقهَا تغرقني أهذه أفَعالُ العََشَق؟ كـ نَارًا مَسكتَها بِيدي وبَكل حَواسي إني أُلقَي نفسَي بِهَا.. !

جلسَ كبيَر السَن أمامي و كَأنهُ يَريد إِفتتاح حَديثًا معي
"دَلفت إلىَ المَتجر وأنَت غائبٌ رُشدَ، أيَ عشقًا فَعَل بِكَ هَذَا"
إيقظنىَ تسَاؤلهَ !
"لِمَاذا تظنهُ عِشقًا..؟"
"أنهُ وَاضحًا عليكَ يابُني هيئتك هَزيلة حتىَ أنَ لا طاقةَ لكَ بِالحَوار"
يؤلمَني أنً كَلماتَه صحِيحَة فقدتُ الإحساسَ بِالشعَور ولا أحِسُ إلا بكِ !
" أخبرني مَاذا فَعَل الوَجد بكَ؟"

ماذا فَعل؟ فعَل الكثيَر
أصَبحتُ كالخشب المضاء بلهبه منهُ يا عمي ..
"فعَل مَالمَ يفعل يَاعمي،إنهُ يُحَرقني و أنا لا أنقَذُ نفسَي وكأنني أرَيد المَزيد..!"
سكتُ لا أرَيد الإفصاحُ أكثر ولا أريد لِرجفة صَوتي أن تتضح وكَأنِني رَجلٌ ضعيَف هُزم أمَامَ الحُب .. ألستُ كذلك ؟...

"حَدثنِي كَيف حدث هذا ؟"
نَظرتُ لعَيناهُ الزَرقَاوانَ كخاصة معشُوَقتي..،
نَظفتُ حَلقي بتردد واضحٌ لنفسي ..سأتحدث هَو شخصًا عابرَ بالنهاية لا بأسَ بالتفريغ قليلًا ..
"هَي صُدفهَ لاأعَلم كَيف وقَعتُ لهَا..،
فيَ إحدىَ الأيام حَينما كُنت أوزعَ كتاباتي لعَل من ينظر لهَا فكانت هي أول عين تبصرني ب شعرها الليّلي وعيناها البحرية تغرقني بأمَان ..،كُنت أرىَ تَفاصِيلهَا كأن لَا خُلقًا مِثلهَا فأخذتُ إحدىَ الوَرق مِني مبتسمة ليَ وَكأنها تُعَلن الحَرب بقَلبي بصَوتها الناعَم وَهي تمدحَ كلمَاتي..."
سكتُ قليلًا بنية الإستئناف لَكنهُ قَاطعَني
"إذَن هَو حُبًا مَن النظََرة الأولىَ"
اومأت برَأسِي موافقًا لكلامه وصرتُ أمَامَه مُراهَقًا وقع بَالحُب حَديثًا
"وماذا فعلت لتُصبح بهذه الحالة "
تَساؤلًا أخر، إلىَ أين يريد الوصَول بحلقة الاستجواب هذه!

"ما أعلمهُ انها بعدمَا ذهبت مُتخذهَ حِبر كلمَاتي وفُؤادِي مُتجهَة نَحو قطار كونسَتانسَ..، كُنت قَد أصَبحتَ بمدِينتي إحدىَ الكُتَاَب فـ لَم أسَتطيع حَتى الرَكضُ وراءهَا ، هيَ تُشغل ذَهنِي في ظلمتي ..،حِيَنمَا حَزمتُ أمَري بالذََهَاب إلىَ كونسَتانسَ لعلهَا تراني فـ تعلم انهَا بذاكَ اليَوم أخذتَ مُهجة قلبي بِرفقتِهَا.."

أ

صبحَ صوتي مُرتجفًا وأمَام الحُب انَا ضعِيفًا
"وماذَا حَدث؟"
سَأل وبصوته الفُضُول، قَررت الجَواب فـ لستُ اعَلم الى متىَ سيبقىَ هَذا الكَتمان
"لم أجدهَا ولَم أعرَف أحدًا يَعرفُهَا فـ كانت كل الطُرق تؤدي للاستسلام"
تَنهَدتُ والتعبُ هَاجمني أنتظر ردهُ لكن الصمتَ كان ثالثنا، لَم يَستَغرق الأمَر وقتًا حتىَ شعرتُ بالخمُول و جفونَ عينايَ تُغلق لَم اريد للتفكير الانتصار اليوم ايضًا
فـَ سَمحتُ لَلنَوم أسري...

___

لُ⁷

⭐️⭐️.

عَلى قَيدِ الهَوى Where stories live. Discover now