بارت ١| إفراط تفكير

44 6 8
                                    


دمشق-ديسمبر    ١٢/١٢
الساعة ١٢:٠٩ صباحاً
متمددة على سريري وقد تسللت بعض النسمات الباردة تحت لحافي رغم أنني تأكدت من إغلاق النوافذ ولكن عواصف ديسمر تثبت حضورها رغم العوائق...تماماً مثل شغفي وحلمي الذي نصبته بين عيني....كنت أعاني كل ليلة مع الأرق
فتسحبني أفكاري وتخيلاتي إلى دوامة لا أستطيع الخروج منها قريباً
من قال أن الغرق يكون فقط في الماء؟
هذا خاطئ تماماً، الأفكار الزائدة تغرق النفوس وتخنقها أيضاً
وربما أسوأ
كلاهما يجعل المرء مبتل وكلاهما مالح
ولكن الفرق الآن أنها دموعي وليست مياه البحر
-قومي أيتها الكسولة حلّ الصيف ومايكل جاكسون عاد للحياة
ضربت إضاءة الغرفة مقلتاي واشتد ألم رأسي..كان هذا حصاد تفكيري الزائد وقلقلي حيال ماسيجري اليوم وعدم نومي حتى بزوع الشمس
كم الساعة؟
- ١:٣٠ يا أميرة
انت تعلمين مشاكلي مع الأرق
- حسناً حسناً لم أقل شيء
خرجت من الغرفة بابتسامة مصطنعة ويديها خلف ظهرها... اعلم انها اخذت قطعة ما من ملابسي رغم انني الأخت الصغرى والشائع أن الصغرى من تسرق الكبرى ولكن في هذا المنزل لاشيء طبيعي اصلاً فلا بأس
أختي ميرا رغم أنها أكبر مني لكنني أنا من كنت احتويها وارشدها في غالب الأحيان لا أعلم لماذا خلقت هكذا، رزينة،هادئة، أتمتع بحكمة ونظرة في أبعاد مختلف الأمور وأستطيع الحكم على الأشخاص بنظرة فقط
لم أكن متهورة يوماً ولم أتبع أحدث الصيحات سواء في الموضة أو منتجات التجميل لم أكذب على أمي وأبي بشأن مكان تواجدي ومع من
ولم أرتبط من قبل...كنت فقط مسالمة جدّاً
وحقيقةً؟ أشعر أنني في ال40 من عمري وليس 23

إلى أن وجدتها...وجدت الفرصة الذهبية أو بالأحرى
....الألماسية

كابجراسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن