كانت أصوات الضحك تملؤ المنزل، كنت انا صاحبتها...أمّا ميرا فكانت تناظرني باستغراب فقد كنا نشاهد توم وجيري ولم يكن المشهد يستدعي كل هذه القهقة
-هل فقدتِ عقلكِ؟ ما الذي حدث للتوّ؟
كنت أصارع الحياة لآخذ أنفاسي التي تقطعت من شدة الضحك
مسحت دموعي التي تجمعت في أطراف عيوني وقلت لها بصوت يكاد أن يسمع:
" ألا ترين كم هو سخيف، عيون توم أصبحت بشكل قلوب فقط لمجرد أن قطة شقراء جميلة مرّت من أمامه"
-إذاً؟
"هذا فقط سخيف...سخيف جدّاً
____________________________________
-ألن تقولي لي ما اسمك؟
قاطع ماتياس شرودي الذي لا أدري للمرة كم أُصبت به منذ أن انصدمت به عند الباب
قلت بصوت رقيق وحمرة طفيفة تسللت إلى وجنتاي:
"اسمي غيد"
مدّ يده بنيّة مصافحتي فناظرته بعدم ارتياح واحراج فقام باستعادة يده إلى مكانها وبدا متفهماً جدّاً ولم يجعل الأمر يبدو محرجاً
لست متزمتة لهذا الحد ولكن لم أشعر أننا بلغنا ذلك القرب بهذه السرعة، لم أكن من محبي التلامس الجسدي مع الغرباء ولو كان بسيطاً
-اسمك نادر وغريب، كوردة بنفسجيّة وسط حقل زهور خضراء
عقدت حاجباي وشعرت بالغرابة قليلاً... أهذه مجاملة أم شيء آخر، أعني أنه من الواضح أنها مغازلة ولكن لدي إحساس بأنها ليست كذلك،
ابتسمت بفتور ورددت عليه
"إنها مجاملة فريدة نوعاً ما، ولكن هل هناك ورود خضراء في الأصل؟ ولما اخترت اللون البنفسجي بالذات؟
ابتسم بتلاعب وقال:
-طبعاً يوجد وبأنواع مختلفة أيضاً...أما بالنسبة للسؤال الثاني سأترك إجابته لكِ، ستدركيها بنفسك يوماً ما
لم أهتم كثيراً بجوّ الإثارة والتشويق الذي بطّنَ إجابته كنت مشغولة بتأمل تفاصيله، تفاصيل وجهه التي أقوم بحفظها في ركنٍ عميق في قلبي حيث لم يصل أحداً قبله...أظن أنه حان الوقت لكي أنفض الغبار عن هذا المسكن الضئيل الذي كنت أحميه بقوّة حتى ألتقي بمالكه... وبطريقةٍ ما يراودني شعور أنه هذا هو ...الواقف أمامي تماماً
في هذه اللحظة تحولت إلى توم ذي العيون التي على شكل قلوب، وكان ماتياس قطتي الشقراء التي سرقت أنظاري وشغلت تفكيري
-أتسمحين لي بأن أدعوكِ للغداء؟
جاهدت بمشقّة لأخفي حماسي رغم أن قدماي تحثني على القفز عن الأرض بغباء صحيح أنني معجبة به ولكن لن أكون سهلة، حاولت أن أبدو باردة وتحدثت باعتيادية:
"هذاً لطف منك ولكن لدي موعد بالفعل،مرة أخرى ربّما"
ظهر الإحباط على وجهه،رغم أنه كان طفيفاً ولكن استطعت التقاطه
لم يكمل جملته التي كان على وشك نبسها بسبب رنين هاتفي
نظرت لهاتفي لأرى هوية المتصل
مكالمة ڤيديو -ماما-
ارتعد جسمي كله من الخوف فنحن لم نتواصل منذ وصولي سوى مرة واحدة في المطار عندما طمأنتهم بشأن وصولي بدون حدوث أي مشكلة
نسيت ماتياس وكل شيء من حولي وتراكمت التساؤلات في رأسي..ما الذي علي فعله؟ هل أقول لهم أنني فشلت فشلاً ذريعاً وأفسدت كل مارسمناه معاً؟
" عليّ أن أذهب لأمر عاجل، سررت بمعرفتك ماتياس"
نظر إلي وسقط فكّه بدهشة
-ألن تعطيني رقمك على الأقل!
ركضت خارج المقهى وأنا ألوح له بيدي وعلى وجهي نظرة لعوبة
"حاول الوصول إليّ"
استدرت وأنا أكمل طريقي راكضةً باتجاه الفندق..عقدت حاجبيّ باستنكار،
أكان غبياً جداً ماتفوّهت به منذ قليل؟ ربّما..
ولكنني لست نادمة عليه أن يبذل جهداً إذا أراد فرصة معي
وصلت إلى غرفتي، خلعت معطفي وحذائي بهمجية ورميتهم بطريقة عشوائية..كيف سأخرج من الورطة التي انا بها الآن؟
بصري يجول في أنحاء الغرفة بحيرة وقلة حيلة وبدأ العرق يتصبب مني لشدّة توتري ،وفي كل مرة أحاول أن أجد حل تقطّع حبل أفكاري بهاتين الجملتين:ماذا أفعل؟ ،ماذا أفعل يا إلهي..
إلى أن وقعت عيناي على طاولة الطعام التي على طرف الحائط من جهة الشباك، كانت خشبية ذات لون قاتم...يبدو مظهرها رسمياً سيفي بالغرض
ذهبت إلى خزانتي وسحبت منها قميصاً اسوداً بلا أي نقوش أو تطريز ارتديته بسرعة، وعلقت عليه نسختي الثانية من لوحتي الاسمية الخاصة بمئزر المقهى الذي اعمل به، من الجيد أنني استلمت نسختين منها
جلست على الطاولة وفتحت الستائر بشكل كامل تبدو اطلالة راقية على كل حال، عاودت الاتصال بأمي
"واحد،اثنان، الآن..."
-مرحباً بالآنسة المهندسة مشغولة جداً
"ماما أنا حقاً آسفة ،كنت في اجتماع مهم عندما اتصلتِ بي ولم أستطع أن أرد حينها
-لا بأس عزيزتي أعلم أنك لم تفعلي هذا إلا لعذر مقنع
-واو الإطلالة عندك رائعة ولكن لسبب ما يبدو مكتبك منزلياً"
ارتبكت وشعرت بأن لساني انعقد وفرغت منه الحجج وثقتي التي بنيتها منثد دقائق بدأت تتلاشى
حاولت إخفاء اضطرابي بابتسامة صفراء
"أهذا صوت ميرا؟ أيتهال الغبية انا مستجدة بالطبع سيكون مكتبي متواضعاً في البداية...والآن علي أن أذهب لدي اجتماع آخر بعد عشر دقائق وبالمناسبة اشتقت لكم جميعاً.. ماما لاتقلقي علي فأنا آكل وأنام جيداً وأبقي ظهري مستقيماً دوماً، أحبكم وداعاً
أغلقت هاتفي وسندت رأسي على الطاولة مغمضة العينين
شهيق...زفير كل شيء على مايرام لم يشكوا بشيء
نهضت من مكاني متوجهة للحمام، خلعت قميصي الذي اصبح ممتلأً بعرقي الذي ذرفته من شدة توتري وأخذت حماماً أرخي فيه أعصابي التي تلفت تقريباً من أحداث اليوم
خرجت بعد ربع ساعة وجلست على الأريكة ووضعت حاسبي المحمول على حضني ، فتحت بعض مواقع لفرص العمل المتاحة هنا في نيويورك..في كل مرة أحاول التركيز فيها تظهر صورة ماتياس في عقلي هذه المرة الخامسة التي أنفض بها رأسي لعل وعسى أن تسقط صورته من مخيلتي ولكن عبث
لماذا تأثيره عليّ قوّياً لهذه الدرجة؟ لم يحدث بيننا شيء وأكاد أن أفقد عقلي..هناك شيئاً غريباً يحدث معي حتماً
وبحلول الساعة ال١٠ مساءً كنت قد انهيت جميع اعمالي ونشاطاتي ومنت منهكة عقلياً وجسدياً
رميت بثقلي على السرير وكل يد وقدم باتجاه مختلف، كنت أشبه البعوضة ولكن لم أهتم فلا أحد يراقبني على أي حال ..
________________________________
آسفة عالتأخير ياجماعة بس فقدان شغف وفترة ميد😭💔🤌🏻
وكمان الرواية مو رضيانة تنشهر🥲💔
المهم البارت الجاية فيه أحداث أمتع ان شاء الله🥰هي الورود الخضراء لأنو مو الكل بيعرف فيها: وياترى شو المقصود فيها هي والبنفسجية؟
وهي الكافيه يلي بتشتغل فيها تقريباً:
إطلالة غرفتها:
وشكراً لكل مين عم يقرأ وأتمنى كون عند حسن توقعاتكم🤍
+ نبهوني اذا في أخطاء إملائية
أنت تقرأ
كابجراس
Aventureعديم الشغف ميّت الشغف أسلوب حياة، كذلك الطموح سكّر وملح الحياة هما ولكن ماذا لو تجاوزا حدّهما؟ أصبح الشّغوف ميّت غيد فتاة دمشقيّة كافحت الجميع وأضنت لتكسب ثقة والديها لتسافر وحدها لأمريكا في فرصة عمل وحين تراءت لها معالم حلمها الذي تعطشت له، وقعت ض...