دوائر

21 3 19
                                    

وحين وجدتهم يلقون بأنفسهم في النار تباعاً حتى صار "الكل محروق" تساءلت هل الطاعون قاتلهم؟
-‏فأجاب من أجاب
تالله ما كان المرض قاتلهم ولكنه الخوف
"أشد الأوبئة وطئاً وأسرعهم انتشارا"
_______
بسماء دولة(فرنسا)ليلاً
قمران مضيئان نشرا الذعر فاختبأ البعض ببيوتهم وأتخذ البعض من دور العبادة ملجأّ وما بين هذا وذاك كان هو بجسده الضخم وعيناه الحالكه يسير، حاملاً على ظهره تابوتاً خشبياً، عيناه مثبتتان ع القمران وأقدامه تعرف طريقهما جيداً وأمام مركز(الشرطة الوطنية الفرنسية) توقف قليلا ليلتقط بعض أنفاسه الهاربة وعاد يكمل طريقة حتى أوقفه أحد أُفراد الأمن الرابضين على المُدخل حين تفاجأَ بما يحمله على ظهره

:قف مكانك

نظر بأعين ميتة لصاحب النداء وعاد يكمل طريقه فرفع الجندي سلاحه معيداً نداءه فلبى الأخر النداء وتوقف

:أنزل التابوت أرضاً وأفتحه

صراخه مزعج وصوته خشن على عكس هيئته الهزيلة مما حث البعض من المشاهدين على الاقتراب

:لن تحب حقاً أن أفتح التابوت

بصوتٍ جامد ولكنة فرنسية أصلية ردد صاحب التابوت جملته فعاد الجندي يصرخ

:قلت أفتح الصندوق حالاً وإلا أقسم بالرب لأفرغن بك سلاحي

وبالفعل شد أجزاء بندقيته لتصبح جاهزة للإطلاق في أي لحظه وتزامن الأمر مع رفع زميله الأخر جهاز اللاسلكي بيده ليجرى اتصالا سريعا ببعض من رؤسائه

:لا داعى للعنف فكما تري أنا شخص مسالم والتابوت سوف أفتحه لا تقلق ولكن دع الجمهور يزداد قليلاً لتزيد المتعة

جملته مريبه وابتسامته أكثر ريبةً من كلماته مما جعل الجندي يتأهب لإطلاق النار

:حضرة الضابط

نداء خرج من فاه زميله أوقفه وجعله يلتف للخلف ليجد رجلاً ذو شعر أبيض وملامح جامدة يرتدي زياً عسكرياً ويحيطه بعض الضباط من ذوى الرتب العليا يتقدمون اتجاه البوابة الخارجيه بهيبة طاغية وحين وصلوا إلي البوابة تحدث أحد الضباط بصوت رخيم

:ما سبب الضجة

وبنظرة شملت الجميع أدرك ما يحدث فتابع

:يا فتى ضع التابوت أرضاً وأفتحه

وأشار إلى بعض الجنود المصوبين أسلحتهم إلى الشاب حامل التابوت مكملاً

:دقيقه واحده لا أكثر أريد إخلاء جميع من بالمبنى

دقائق لم تتعد الخمس وتم إخلاء المبنى والطريق حوله ولم يتبقى سوى الضباط والشاب وعشرات الجنود الملتفين حوله مشهرين أسلحتهم مع بعض خبراء المفرقعات.

نادى الضابط ف الجنود الملتفين ونظره معلق بالشاب

:خمس ثواني إن لم يُفتح الصندوق لا أريد أن أرى منه سوى البقايا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 27, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هولوكوستحيث تعيش القصص. اكتشف الآن