chapter 2

22 2 2
                                    

(المجهول ينتظرنا، كأننا سنكون سجنائه للأبد؛ لكن لا أحد يعلم، هل سنتبرأ؟، أم نبقى مذنبين للأبد؟)

مرَّ أسبوع، مرَّت معه الكثير من الأفكار والمخيلات، قلوب تخاف مِن القادم؛ يتنهدون كثيرا بعمق قائلين بصمت ننتظر ما يؤتينا، وكأنهم يعلمون القادم؛ لكن لا يعلمونه!!.

في منزل لوتانا الصغير، استيقظت لوتانا وخفقاتها معلنة بداية جديدة، الليلة ستودع هذا المنزل، وتنتقل إلى رحلة مختلفة، رحلة مجهولة لا يعلمها إلا القدر.

حول طاولة الإفطار.

الأب بإبتسامة حزينة:
سيكون هذا الإفطار الأخير معكِ يا ابنتِي.

لوتانا بإبتسامة مشابهة لأبيها:
سأفتقد أيامي معكَ يا أبي، سأفتقد طعامنا هذا، سأفتقدكَ كثيرا.

سقطت دموع المراهقة لتعبر عن مدى الإفتقاد الذي سيناله قلبها عندما تفارق أبيها الليلة.

وقف الأب، لتقف لوتانا، حتى يشهدا هما الإثنان احتضانا يعبر عن قسوة الفراق التي بقَى عليه القليل فقط.

في قصر عائلة أوجاستينو.

يجلس الجميع حول الطاولة الكبيرة، ليتناولوا إفطارهم، وصوت الضحكات على بعض التراهات الذي يتفوه بها أليد و نارد وابنة عمهما ألينا مرتفع.

العم رافييل بضحك:

في كل مرة تجعلونا ننهار من الضحك.

ليتحدث ألكس قائلا بإبتسامة:
هذا ما يجعل الوقت غير ممل رافييل.

ثم وجه نظره لإبنه الجالس يأكل من طبقه بهدوء فاسترسل حديثه قائلا:

هل حديثي صحيح آرون؟

رفع آرون نظره لينظر لأبيه، ثم صنع إبتسامة قائلا:
نعم يا أبي.

تحدثت ألينا بسخرية:
إذا لماذا لا تندمج معنا يا آرون الصامت؟

قبض آرون بيديه علي شوكته بقوة، يحاول أن يهدأ حتى لا ينقض في وجهها بسبب سخريتها تلك.

ليتحدث بعد أن زفر بهدوء موجه نظره لها بإبتسامة حاول مجاهدا أن يصنعها:
لأنني أراكما بارعين في إنتقاء الدُّعابات ألينا، لذلك إن تحدثت لن تعجبكم دعاباتي.

أليد بسخرية:
إن كان لديك دعابات من الأصل.

نظر له آرون بنظرة فهمها أليد ثم تحدث قائلا:
لا يفرق إن كان لدي أم لا أليد، فالجميع لا يمتلك نفس التفاهة، أقصد نفس الدعابات.

  "Il mio censore"  (رقيبي).  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن