يخبروننا بأن الأطفال هم أحباب الله، لا شك بذالك
وجودهم بمنزل أي شخص يولد شعور الأمان والراحة والسعادة لمجرد وجود طفل صغير يضحك ويبكي ويتعلم مِنك كل صغيرة وكبيرة.ولكن البشر لم يخلقوا من نسخة واحدة محبة لكل شيء وكارهه لكل شيء، فالبعض فور إنجابه يرى بأن عليهم تحمل عبء تربية روح كانوا السبب في مجيئها على الدنيا، فيحمل الأطفال عواقب أهاليهم التي لم يجبروهم على إتخاذها، والآخر يتحمل عواقب الإنجاب ويخرج ما بداخله من تراكمات طفولية بذالك الصغير الذي لا حول ولا قوة له.
والآخر يا عزيزي وهو نوع لم أراه قط، من ينجب لرغبته في الإنجاب، وتضحيته بكل شيء لأجله، وإعطائه كل عِلمه بالحياة حتى لا ينضج بفعل تخبطات الحياة العسيرة.
"سنذهب سويا هذه المرة"
إرتدت ليلى ملابسها وشارفت على الإنتهاء من وضع مساحيق التجميل بينما إبهامي يقضم أظافر يدي بأكملها لسبب أجهله، أو لسبب اعلمه علم اليقين وعقلي يدعي الجهل."لنذهب إذن"
أردفت لتحمل المفاتيح وأسير ورائها وضربات قلبي في صراع مستمر، كل دقه ترغب في أن تخرج قبل الأخرى وأنا من يعاني من الخفقات المتتالية.ضباب يغطي سماء القاهرة أصاب روحي بالفتور والملل، ساعد بذرة اليأس بأن تنمو بسرعة عجيبة بداخلي، الجميع منهمك، من يعمل وجهه يحمل ثقل الحياة و رتابتها، ومن يحب يحمل علي وجهه هم إنجاح هذا الحب وإيصاله لزفاف يليق بحبهما، ومن يتعلم يحمل على وجهه الذعر و الريبة مما مقبل عليه فيما بعد، فمصيره بالحياة مجهول، و أحلامه التي أخذ يزرعها كل ليلة بمخيلته حتي يشعر بجزء من السعادة يهاب أن يغمرها فيضان الواقع المرير فيعيش بقية حياة يجهل مصيره.
"ليلى، توقفي هنا رجاء"
أمام أحد محلات الألعاب و ملابس الأطفال أترجل من السيارة ركضًا إلى الداخل، كتب للأطفال، ألعاب ممتعة، و ملابس زاهية الألوان عكس الضباب الذي يكسو السماء بالخارج، هنا حيث البراءة و النعيم، حيث لا مجال لإقتحام أعباء الحياة الرمادية لحياة هذه الكائنات الصغيرة المحبوبه لدي مخلوقات الله وخالقها."علام تبحثين؟"
فورما تشبعت عيناي بألوان البهجة والتفاؤل وجدت ليلى بجانبي تتسائل عن سبب هرولتي إلى هنا."سأشتري لهم بعض الكتب لقراءتها سويًا"
كانت تلك مرتي الأولى التي أبتسم فيها بوجه ليلى التي إرتمت باحضاني بشكل فاجئني."من عيناكِ أرى أم مثالية"
نبره مرتجفه وأنامل تتشبث جيدا بكتفي جعلتني أرتبك، أحب الأطفال ولكني لم أتعامل معهم ولو مرة واحدة، معاملتي تقتصر على لقائي بهم في السوبرماركت أو الأماكن العامة، لذالك أعتبر معاملتي الأولى مع الأطفال عند ذهابي لدار الأيتام.

أنت تقرأ
إلى عزيزى المجهول.
Lãng mạnمن: محبوبتك سارة إليك رسائلي التي لم أجد شخص يقرأها سواك... الفكرة منذ: 2021 بدأت: الثامِن من فبراير لعام 2023 إنتهت: الخامس عشر من يوليو لعام 2024 جميع الحقوق محفوظه للكاتبه: immaimbadawi@