الرسالة الرابعة عشر : تمرد

25 7 10
                                    


أوشكت وأخيرا على الوصول إلى عنوانك الحقيقي، منزلك الخاص أيها السيد المجهول، يثير شكوكك تغير منحنى حديثي إليك أليس كذالك؟ تستحق أن يغمرك الشك ولو لدقائق أثناء قرائتك كما راودتني الكوابيس و الومضات الشنيعة طوال الأشهر الستة الماضية دون مساعدة من أحد، حتى الأقربون كليلى المخادعة و مجهول سعيد بإثارة الجدل واللعب بأعصابي الأشبه بعرائس الماريونيت.

سأخذك منذ آخر كلمات كتبتها برسالتي الأخيرة التي سأرسلها لك ولكن الأحداث أخذت منعطف آخر بالقصة، تسائلت بنهاية رسالتي السابقة من منا سيصمد حتى النهاية، وإتضح بأن ليلى هي الطرف الصامد والقادر على تحطيم وجودي كليا دون ترك أثر.

- لماذا لا تجيبين على الهاتف؟
دلفت إلى المنزل لأنزع حذائي بعد إرتدائه طوال اليوم بينما لا أعيرها إهتمام، أضع المفاتيح علي الطاولة ومن ثم أريح حقيبة الكتب الورقية التي شعرت بالسعادة لوصولها لبر الآمان، شهيق وزفير متسارع منها دل على غضبها الحاد تجاه فعلتي اليوم.

- أتحدث إليكِ هل تدعين اليوم بأنكِ صماء؟
صرخت بوجهي بينما أخرج الكتب من الحقيبة والأوراق والاقلام الجديدة مما جعلها تسحب يدي التي أوشكت على فر الكتاب وإستنشاق رحيقه ولكنه سقط مما دفعني لأسدد صفعة علي وجنتها تخرس جميع الكلمات والسباب المتأهب للخروج من فمها.

- هل جننتِ؟ من أين لك بكل هذا؟

- عليكِ أنتِ من يجيب علي هذا السؤال وليس أنا، من مِنا تبدو غريبة الأطوار؟
زمجرت بوجهها بينما تلقي نظرات الشفقة وكأن من تقف أمامها مجنونة هاربة من مصحة للأمراض العقلية.

- ها نحن من جديد.

- كم من مرة أطرح أسئلة ولا تجيبين عن واحد منهم فحسب؟ كم من مرة زرعتِ الشك بداخلي ومن ثم تهربين كمن لم يفعل شيء؟
أمسكت بها حتى ألتقط تعابير وجهها المتناقضة مع غضبها الحاد، تخفي الكثير وعلى ما بدى لي بأن إخفائها لكل هذا بالإجبار، فمن بزمننا هذا يبقي علي سر لخمس ثوان فقط؟

- سارة لنتحدث بوقتٍ لاحق فلدي عمل الأن.
تزيح يداي بهدوء وكأن حديثي لها صفع ماضيها وأيقظه من السكون، سحبت حقيبتها لتتركني مجددا والحيرة تأكلني حية.

- ليلى أقسم هذه المرة إن خرجتِ دون إخباري حتى بسبب أثر الإصابة بقدمي إما سأختفي دون ترك أثر أم سأخلصك من عبء الإعتناء بي كالأطفال.
سكين وجدته على طبق قطع عليه تفاح لأسحبه كتهديد آخير ل ليلى حتي تخرج ولو شيء بسيط،

- توقفي رجاء.
همست ويدي تقترب شيء ف شيء من عنقي، لوهله شعرت بأنني أستحق أن أدق بعنقي وأشعر بحرارة دمائي على جسدي الهالك، إحساسي يؤكد لي بأن ما أسعى إليه ما هو إلا حقيقة أشبه بالوهم يمقت عقلك إستيعابه، ولكن قلبي المولع بك هو ما يدفعني للإلقاء بروحي للهاوية في سبيل لقاء وجهك ولو لمرة واحدة

إلى عزيزى المجهول.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن