4

18 0 0
                                    

2024/1/4

أنا أعي ما يحدث بداخلي ، أرى ذاتي و كأنها بحيرة صافية ، و في نفس الوقت أراقب المجتمع من غرفتي ، و أعرف جيدا معاناة بني البشر ، و أتابع حركة الفكر الإنساني و كيف يتدفق ، أنا منعزل و في نفس الوقت لست مغتربا تماما ، لكن يعتقد بعض الحمقى بأنني لا أعرف شيئا عن ألم الإنسان المعاصر ، و أرى أيضا بأن أزمة الإنسان المعاصر تكمن في عدم فهمه طبيعة العالم و الحياة ، الإنسان المعاصر يبحث عن حقائق ثابتة و مطلقة لكن الأمور لا تسير بتلك الطريقة ، الواقع أشد تعقيدا مما يظن الإنسان المعاصر .
لكن هناك تساؤل يشغل رأسي ، هل توجد إرادة حرة ؟ أنا أعلم جيدا بأن هذا التساؤل قد يبتعد قليلا عن ما نناقشه الآن ، لكن هل توجد إرادة حرة حقا ؟
عندما ننظر إلى حال الإنسان فإننا نرى القيود البيولوجية و الإقتصادية و الإجتماعية ، و نريد أن نتذكر أيضا بأن الإنسان سجين في تصوراته و خياله و أفكاره الخاصة ، لكن سأجعل الأمر يزداد تعقيدا ، على الرغم من وجود تلك القيود يتوجب على الإنسان أن يسلك و كأنه حر ، أن يحلق كطير سماوي دون أن يكترث بشأن من يمسك البندقية رغبة في صيده ، على الإنسان أن يعرف نفسه و عالمه حتى يحلق .
الحق أقول لكم : أنا أعيش في مجتمع متأخر ، و المجتمعات المتأخرة تقدس الجهل و الدين ، و تكره العلم و المعرفة . المجتمعات المتأخرة تكره الموسيقى و الغناء ، و تقدس الحزن و البكاء . المجتمعات المتأخرة تقتل الحرية و الإبداع بداخل الأفراد . عندما تكون في إحدى تلك المجتمعات المتأخرة ستموت و أنت على قيد الحياة . حلق بعيدا يا عزيزي القارئ ، حلق بعيدا فإن المجتمعات المتأخرة و الطغاة سوف يضعونك على صليب اليأس و المأساة ، حلق بعيدا . عليك أن تعرف الثقافات الأخرى و تستمع إلى الموسيقى ، عليك أن تكتب كل ما يحدث فالكتابة فعل حياة ، ضاجع من تحب و شاهد الأفلام ، فالحياة قصيرة يا عزيزي و نحن نخضع لقانون الصيرورة ولا توجد ديمومة في عالمنا ، صدقني فأنني قد سبرت أغوار هذا العالم و عرفت أحواله .

رولز يتحدث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن