2024/1/8
كانت صديقتي "سيمون " مؤمنة بإله سبينوزا ، و تعتقد أيضا بأن هناك عالم يخلقه الدين و عالم يخلقه العلم . أما أنا فقد تخلصت من فكرة الإيمان العالمي و هي قائمة على الإيمان بالعالم و البشر ، و فقدت أيضا الإيمان بالقدر و بالقدير ، كلما تقدمت في العمر تبدلت أفكاري و معتقداتي ، لا أريد أن أموت من أجل فكرة ، بل أريد أن أعيش حياة تستحق أن يحكى عنها .
سأعود مجددا للحديث عن "سيمون " صديقتي ، فهي طيبة الطباع و محبة للحياة ، بل أعتقد أنني كلما رأيتها فأنا أرى الحياة تسير على قدمين ، كلما حدثتها أشعر بأن الظلام يخاطب الضياء ، الخير يحدث الشر ، كانت دوما تخبرني بتلك الفكرة : على الإنسان أن يؤمن بأنه يستحق الأشياء الجيدة ، و سوف تحدث له .
لكنني كنت غير مقتنع بتلك الفكرة ، و لدي رؤية مغايرة لرؤيتها ، الإنسان هو إله هذا العالم ، و عندما يقوم بترويض تلك الملكات و القدرات فقد بلغ مرتبة الألوهية ، بل ينبغي علينا أن نصير نحن آلهة .
لكن سيمون كنت تقول لي : صديقي المهرطق ، إن الله العزيز حاضر في كل مكان ، يقدم محبته للجميع .
لكنها لم تعرف بعد بأن الله قد مات و سيظل ميتا ، و علينا نحن البشر بأن نقهر ذلك الظل الإلهي ، لقد سقط ذلك الطاغية الكوني أمام قوة العلم الحديث !!
و بذلك يتحقق الخلاص لجميع بني الإنسان .