الفصل الثالث"إعتراف"

33 4 0
                                    

كيف لمجرد لقاء ان يشفي جميع جراحي؟

صباح جديد يأتي بعد ليله لم تكن هينه على تلك المسكينه التي استيقظت بكل كسل لا تقوَ على القيام من الفراش ولكنها حاولت استجماع قوتها لمواجهه هذا العالم وتقنع ذاتها انه غير مسموح لها بالهرب من تلك الحياه اتجهت اولاً الى المرحاض تغسل وجهها ومن ثَم ذهبت الى المطبخ تخرج مكعبات الثلج تضعها فالكوب الزجاجي واخذت ملعقه معها وعادت للغرفه مره اخرى بعد ان وضعت الملعقه فالكوب وتركته على الطاوله قامت بتشغيل موسيقاها التي تساعدها على التوغل اكثر في هذه الاجواء التي تهشم داخلها دون رأفه بحالها
اخرجت الملعقه بعد ان وضعتها فالثلج ومن ثم وضعتها على اعينها لتخفي اثار بكائها بالأمس الذي استمر حتى رحمها عقلها وغفت
وصلت الكلمات الى اذنها وتعتصر قلبها
_جراحه مشيت بحته مني معاها... ورامتني في قلب المتاهه.. قطع لسان قلبي الي نداها لما البحر ينشف هنساها.... بقولك ايه ما تيجي نسيت كل ده ونمشي بس انا وانت ياه...

كانت تغني مع الموسيقى بقهر هذه هي الموسيقى التي اعتادو سماعها سوياً حدثت نفسها قائله:
_كنا متفقين نسيب كل حاجه ونمشي انا وهو سوا بس مشى لوحده وسبني راح يحقق حلمنا مع غيري
عند هذه النقطه التي وصل اليها تفكيرها ردعت نفسها عن العوده الى الوراء في مراحل تخطيه تردع نفسها بأنه كيف لها أن تفكر به وهو لا يعبء بحالها حتى؟
هتف صوت اخر بداخلها: ماهوممكن يكون بيفكر فيكي فعلا اكيد منساش كل حاجه فجأه كدا الي بينكو مكنش قليل
ردعها عم ذلك التفكير صوت آخر: هيفكر فيكي ليه ماهو رماكي قبل كدا؟ ومبسوط مع التانيه الي معاه وانت مش في باله اصلا
صرخت تسكت تلك الاصوات داخل عقلها لا تتحمل هذه الصراعات فطاقتها لا تسمح لها بذلك.
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-

"كيف حال عيونك؟كُنت قد اخبرتني يوماً انهم لا يلمعون الا بوجودي هل انطفئو ام وحدي انطفئت؟ "

كانت تجلس بجواره في أحد المقاهي في الحرم الجامعي بدأ هو الحديث هاتفاً:
_عامله ايه يارغد كل شويه تختفي وتظهري ومش عارفين نشوفك
ردت عليه متفهمه ما يرمي اليه بحديثه فهي تحاول التهرب منه قدر المستطاع:
_كويسه الحمدلله موجوده والله الجامعه سحلاني انت عارف مش بلاقي وقت اتنفس حتى انتَ عامل ايه فحياتك؟
فهم هو لعبها دور عدم الفهم ولكن مسكين من يعتقد ان "زياد" سيتركها تستمر في ذلك هتف مُصرحاً باندفاع:
_رغد انا بحبك ومش فاهم انت ليه عامله مش واخده بالك؟

صدمها بحديثه كانت ترى تلميحاته ولكن ظنت انه مجرد اعجاب سيختفي مع اختفائها هتفت بتوتر ظهر عليها:
_مش شايف ان بحبك دي كلمه كبيره اوي لسه بدري عليها

-لا مش شايف عشان انا فعلا بحبك بس لو انت مش عيزاني اكيد مش هفرض نفسي عليكي يعني
قال ذلك بحزن بدى عليه وعندما رأى صمتها وقف راحلاً ولكنه استدار بعد ذلك واقترب منها قائلا باصرار ولهجه غريبه كلياً عن من كان يتحدث منذ ثوان:
_بس عليا النعمه يارغد لهتكوني ليا عشان محدش يستاهل عيونك الحلوين دول غيري والله بحبك
اعتدل واقفاً ورحل كأنه لم يقل شيئاً وترك تلك المسكينه فالخلف صدمها قوله هي لم تستوعب قوله من الاصل ولكن هناك بسمه بلهاء زينت وجهها عقب رحيله والقاءه تلك الكلمات على مسامعها لكن اختفت تلك البسمه تماما عندما تذكرت تلك العقبه التي تقف سد منيع امام مشاعرها...
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
دراجه بخاريه تسير بسرعه مرتفعه تكاد تنافس الرياح في سرعتها، الهواء البارد يضرب وجه سائق الدراجه صاحب البشره الخمريه وشعر كثيف طوله متوسط لونه بني فاتح يشابه لون عينيه
توقف "نور"بالدراجه اسفل بيت والدته قبل ان يصعد اليها طارقاً الباب:
_مساء الفل ياست الكل وحشتيني

عَلَى بَاب السِيمَا>> حيث تعيش القصص. اكتشف الآن