"عيناها قاتلة كسيفٍ بتار"
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰
الكثير من الضوضاء تجول المكان، الهمهمات تُسمع من كل صوب، وصوت الموسيقى الصاخب لا ينتهي.
وما إن تدق الساعة السابعة مساءً، يرتدي الكثير من الناس البدلات الرسمية السوداء، وبعضهم يرتدي كما يمليه عليه ذوقه.
الأضواء خافتة، والفساتين مزهرةٌ لامعة تناسب جو الحفل.
وفي خضم الغوغاء، يخرج أحد الرجال الوسيمين على تلك المنصة التي تتوسط القاعة، ليرتفع صوته ويتحدث بنوع من الاستعراضية والدراما.
"سيداتي وسادتي، وها قد أتى العرض الذي انتظرتموه منذ أسابيع، أقدم لكم زهرة القبة السوداء روكسان."
اختفى من أمام الجمهور، أغلقت جميع الأضواء، وفتح الستار كاشفاً عن ظل فتاة في الرابعة والعشرين بشعرٍ أسودٍ مموجٍ وطويلٍ، وبجسدٍ ناعمٍ برزت منحنياته بشكلٍ مثيرٍ وخاطفٍ للأنفاس، وبثوبها الأسودِ جعلت جميع الرجالِ الذين في المكان يلتفتون نحوها لمجرد ظهور ظلها، وبعد ذلك ينتشر الضوء، وتكشف الجميلة عن معالمها، وتتضح ملامح وجهها للأعين.
وعلى نغمات غير مألوفة للحاضرين، تحركت حواسها على ألحانها لتتمازج معها، وكأنها جزء واحد.
ليضرب العود، فتتحرك يديها بلفّات منسجمة وتضرب الطبول، فيهتز خصرها بحركات مغرية.
وعندما تتحرك من حيث هي، تتطلع الأعناق إليها، حركة تلّ والآخرى مكونةً رقصة شرقية فريدة من نوعها لا وجود لها في عالم القابعين أمامها.
ويظل الوضع كما هو، حتى تنطفئ الأضواء، ويعود الوضع إلى ما كان عليه قبل ظهورها، كما لو أنها خرجت من أرض غير أرضهم للحظات، ثم عاودت الاختفاء.
فور أن أسدل الستار من جديد، كانت هي خلفه وقد بدأت بنزع الإكسسوارات التي تحيط بشعرها وملابسها.
سارت بخطواتٍ ثابته تقدح الأرض بكعب حذائها كما لو أنها سيدة هذه الأرض حتى قاطع خطواتها ذاك الرجل الذي كان يعلن ظهورها منذ قليل، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة بلهاء.
نظرت إليه وهي تكمل مسيرها فهي تعرف ما تحمله تلك الابتسامة، وعندما واكب خطاها تيقنت مما يريد لتنطلق ضحكات هازئة من ثغرها.
"ماذا سيد جو، ءأذهبت الخمور عقلك؟"
نفى برأسه وهو يحاول الاقتراب منها ليجيبها:
"ليست الخمور هي من فعلت بل روكسان.. لا!، من الأفضل أن نقول روز، فقد أضحيتي زهرة القبة السوداء، أيتها الجميلة."
تبدلت ملامح روكسان من المزاح إلى الحدة ، كانت عيناها وحدهما التي قد حددت بذاك الخط الأسود من الكحل كافية لبث الرعب من حدتها في قلوب كل من حولها ،فكيف إن زينها الغضب؟، ربما ستكون كافية لتدمير مدن كاملة.
أنت تقرأ
The Wild Flower
Romanceليست تلك حقيقتي، ولا هذا الذي خلقت لأجله. أفكار عقيمة لمجتمع جاهل دمرت أحلامي المزدهرة. لا اريد الموت لأجل جريمة لم ارتكبها ! لقد اتهمت بالخطيئة ظلماً، لذا ما المانع من ارتكابها الآن؟ لكن عندما انتهى الأمل، ظهر هو كطوق نجاة من ظلمة هذا العالم.