"عيناها قاتلة كسيفٍ بتار"
⎯⎯⎯⎯⎯𝑅𝑜𝓍𝒶𝓃𝓃𝑒 ⎯⎯⎯⎯⎯
الأصوات من حولي تُثير الأعصاب... الهمسات في كل زاوية، والموسيقى الصاخبة التي لا تكاد تنقطع، تزعج أعماقي.
انظر حولي، وأرى الحشد الذي يزداد مع مرور الوقت، الجميع يرتدي البدلات الرسمية السوداء، أو ربما يظنون أنهم بأناقتهم هذه سيمحون هشاشتهم الداخلية.
الأضواء خافتة، بينما الفساتين اللامعة بألوانها الزاهية تبدو وكأنها أشباح تتراقص في الظلام.
ضوء خافت يغمر المكان، وكل شيء يبدو كما لو أنه مغطى بغطاء سحري.ثم، في تلك اللحظة التي كنت أتمنى فيها أن يغمرني الصمت، يرتفع صوت الرجل الذي كان يعلن عن ظهوري.
يتوسط المنصة، وكلماته لا تمل، متبجحًا:"سيداتي وسادتي، وها قد أتى العرض الذي انتظرتموه طويلاً! أقدم لكم زهرة القبة السوداء، روكسان!"
الظلام يحيط بي فجأة. كانه العتمة التي تبتلعني، بينما أفكر في نفسي:
"لا بد أنني أستحق هذا العناء."
ثم... ينسحب الستار، ليظهر ظلي أولاً، وفي لحظة أشعر أنني لا أنتمي إلى هذا المكان.
شعري الأسود المموج والطويل يلمع في الضوء الخافت، وجسدي، الذي لا يملك سوى الانحناءات التي يعشقها الرجال، ينبض بالحياة، كما لو كان يتحرك دون إرادتي.وأنا أتحرك على خشبة المسرح، مع كل خطوة وكأنني جزء من العرض، كل حركة تتناغم مع اللحن، وكل نغمة تطبع على جسدي أثراً.
أجدني أتفاعل مع الموسيقى وكأنني شيء آخر، كأنني لست أنا.
العود يضرب، والطبول تُشعل داخلي شيئًا لم أعرفه من قبل، وها أنا أرقص... حركاتي تتراقص كما لو أنني لست بشرًا، بل أكثر من ذلك... قوة كامنة، روح تخرج في كل حركة.
أرى عيون الرجال تلاحقني، تعشقني، وكأنني الفتاة التي يحلمون بها في خيالاتهم.وعندما تكتمل الرقصة، أترك خلفي عالمًا آخر، ويغمرني الظلام مرة أخرى، كما لو أنني خرجت من هذا المكان إلى مكان بعيد، ثم عدت.
كل شيء في هذا العرض يختفي بمجرد أن تُسدل الستائر.حينما أنهيت عرضي، خلف الستار، بدأت أنتزع الإكسسوارات من شعري وملابسي.
كانت تلك اللحظات، لحظات العزلة، الوحيدة التي أستطيع فيها أن أكون نفسي.
خطواتي ثابتة على الأرض، وكعب حذائي يقرع الأرض كما لو أنني أمشي فوق جثث من حولي.
كل خطوة تعني لي شيئًا... أعرف أنهم يراقبونني.ثم... ظهرت تلك الابتسامة التي أعرفها.
"سيد جو"، الرجل الذي اعتاد أن يثير غضبي، يبتسم وكأنني لا أرى في عينيه سوى تملق.
اقترب مني، وأنا أدرك أنه سيقول شيئًا آخر من سخافاته.
![](https://img.wattpad.com/cover/352338262-288-k786032.jpg)
أنت تقرأ
The Wild Flower
Romansaليست تلك حقيقتي، ولا هذا الذي خلقت لأجله. أفكار عقيمة لمجتمع جاهل دمرت أحلامي المزدهرة. لا اريد الموت لأجل جريمة لم ارتكبها ! لقد اتهمت بالخطيئة ظلماً، لذا ما المانع من ارتكابها الآن؟ لكن عندما انتهى الأمل، ظهر هو كطوق نجاة من ظلمة هذا العالم.