بصق و اكمل، تصاعد الغبار، أجفل ينظر يمينا و يسارا ثم استراح، تذكر انه حتى لو تمت رؤيته لا يوجد من يوقفه، حفر ثم حفر، القى بالرمل الى جانبه ثم أكمل، تصبب عرقا و تبعثر شعره و احمرّ وجهه، حنقه لم ينطفئ بعد، توقف لحظة ثم اشعل ذلك العفن الذي بدوره يشبه الكفن، من دخانه زفر و سمه في داخله استكن، احرق داخله و لعن خارجه و لم يرتاح في مرقد واحد، بل جنى على نفسه و ما عليه الا ان يتقبل ما صنع و يُصلح القليل مما افسد، لأن الإفساد سهل و الاصلاح غالبا ما يكون مستحيلا.
حمل الجثة بكل حدة و جفاف، رماها داخل الحفرة دون تقدير او احترام، لولا خوفه من شيء آخر لكان قد احرق الجثة و اشعل فيها نارا هي اكثر من التي تشتعل داخله، لكن هذه من اللحظات النادرة التي يخاف فيها من القصاص و يستحضر ان الرب لن يغفر له.
ثم بعد تفكير و عدم ايجاد افكار تطفئ ناره عاد يردم الحفرة و يعيد الرمال على من دفن، و اختتم جرمه بما هو مثله:"فل تحل عليك اللعنة اينما ذهبت روحك و لا ترتاح، نار تحرقك ولا تترك حتى رمادا ايها الوغد"
اسرع الخطى في الليل المعسعس، رما المجرفة في صندوق السيارة ينفض يديه و بدلته من الغبار، عاد الى جانب من جاء به و طلب ان يعود به و لم يقدر ان يجيب، الرئيس في قمة الغضب و السائق ينظر اليه ب ربع عين يقرأ تعابيره متوترا:
"هيا بنا من هنا و دع الوغد يحترق هناك"
لاحقا
اضاء ذلك الظلام مصباحا معلقا يرقص يمينا و يسارا يصدر صريرا بذلك السلك المتدلي، يظهر وجه الرئيس المُظلم و قد بان عليه بعض الارتياح، يرجع ظهره الى الخلف بكل كبرياء و لا يزعزعه اي كلام:
"ماذا فعل حتى ارتكتبت ما ارتكبت؟"
"سرق و افترى، و لم يكتفي بل اراد قتلي حتى"
"دفاع عن النفس اذا هو ايها الرئيس"
"بل قتل صريح و واضح و جريمة مع سبق الاصرار و ترصد و تبا لمن يتكلم"
"اذا افهم من كلامك انك قمت بضبط كل شيء؟"
"قدمت لكل وغد منهم عرضا لا يمكن رفضه"
"كيف ذلك؟"
و قد قرّب الرئيس وجهه الذي تبادل دوره مع الشيطان و ضحك، اظهر اسنانه و اخرج عينه تلتهم من يكلمه و تحذر من يحدق به:
"على طريقة بابلو اسكوبار"
الذهب او الرصاص، انت تختار و قد فهم السيناتور المقصود دون اطالة (السيناتور هو عضو مجلس الشيوخ)
استقام و استفسر:"و عرضك الذي اردت ان تقدمه لي هو؟"
"نفس العرض الذي قدمته لمن قبلك يا سيادة السيناتور"
أنت تقرأ
سقوط عائلة الرئيس (قصة قصيرة مكتملة)
Diversosمجرد كتابة قد تكون عشوائية غير منسجمة عن رئيس يسبح في وحل من العار و الشهوات، يهين امجاد عائلة عريقة، لا ندري هل سوف يغرق في ذلك الوحل ام ان الامور سوف تسير معه كما يريد