HOW TO FALL IN LOVE |01

246 11 41
                                    

الفصل الأول| كيفَ تُقنِع رجُلًا أن يُخفِض مُسدسهُ

يقولون أَنَّ الصاعِقةَ أبدًا لا تضرُب مرَتيّنِ. غَير صحيح. أو، صحيح أَنّ الناس يقولون ذالك؛ لكن العبارة نفسها ليست صحيحة كحقيقة.

بتمويل من وكالة ناسا، إكتَشَفَ عُلماء أن الصاعِقةَ التي تمتَد من السحاب إلى الأرض كثيرًا ما تضرُب الأرض في موضعين أو أكثر وإن فُرَص الإصابة بِصاعِقةَ أَكثَر مِمّا يَتَصوَّر الناس بِنَسبة خَمسة وأربَعين بالمِئة تقريبًا.

لكن الناس يقصدون، على الأغلب، أن الصاعِقةَ أبدًا لا تضرُب المكان نفسهُ في أكثر مِن مُناسَبةَ، وهي أيضًا مَقولةَ غير صحيحة كحقيقةَ. وَمع أَن الإحتِمالات الإصابَةَ بصاعِقةَ لا تزيد عن واحِد لكُل ثلاثة آلاف، فَبين عامي 1942 و 1977، أُصيبَ روي كليفلاند سوليفان، وهُو حارس على إحدى حدائِق فيرجينيا العامة.

بضَربة صاعِقَةَ في خمس مُناسَبات مُختلِفة، نجا روي من جميع الصواعق، لكنهُ إنتحَرَ عندما كان في الحادية والسبعين، إذ أطلقَ الرصاص على معِدتهُ، وقيل إن السبب كانَ حُبًا من طرَفِ واحِد.

إذ تجاوز الناس من تشبيه الصاعِقةَ، وإكتَشفو بقول ما يقصدون وحسب ، لجاءت العبارة كالآتي: إن الشيء البعيد الإحتمال أبدًا أن يَقع مَرتين للشخص نفسهُ.

غير صحيح.

إذا كان السبب من وراء مقتل روي صحيحًا، فكسرة القلب تحمل وسمًا لحُزن لا يشبه حُزنًا آخر، ولا بُد وإنّ روي كانَ سيُدرِك أكثر مِنّ أيِ شخص آخر أن ثَمة إحتمال قوي أن يُصاب ثانية بهذهِ البلوى بعيدة الإحتمال. وهُوَ ما ينقُلني إلى نقطة إنطلاق قِصتي؛ الواقعة الأولى من بين واقعين بعيدتي الإحتمال حديثتا لي.

كانت الساعة الحادية عشرة مساء في إحدى ليالي ديسمبر قارِسةَ البرودة في دبلن ووجدتُ نفسي في مكان لم يسبُق أن كُنتُ فيه.

ليسَ ذالك تشبيهًا بلاغيًا لحالتي النفسية، وإن كانَ يصبُح لذالك؛ ما أقصِدهُ هو أنني لم يسبُق لي حرفيًا وإن كنت في هذهِ المنطقة من قبل، من الناحية الجُغرافية.

هبّت ريح بارِدة كالثلج بين مساكن "ساوثسايد" المهجورة، فرددت نَغمات سماوية لدى مرورها بالنوافذ المُحَطمة والسقالات التي يؤرجحها الهواء.

كانت ثمة فجوات سوداء واسعة محلّ النوافذ، أرضيات بلا تشطيب بِها حُفر مُتوعّدة وبلاطات مقلوبة، أنابيب مُتناثِرةَ في الشُرفات ومخارِج الطوارئ، أسلاك ومواسير تبدأ من مكان عشوائي وتنتهي في لا مكان، المكان مسرح مهيأً لمأساه.

HOW TO FALL IN LOVE Where stories live. Discover now