خطأ دمر حياتي
لولي سامي( ليلى نظمي )
البارت الاول
يااااه اخيرا يا شيماء ربنا كرمك بعد الهم اللي كنتي فيه ...
أنا سامعة أنه بني ادم كويس جدا ومحبوب اوي من أهل بلده ...
وطبعا من حبه ربه حبب فيه عبده ...
ابتسمت بخجل وأخذت تتذكر محاولاته في محادثتها
Flashback
صدقيني أنا مش غرضي المعاكسة ...
اعتقد احنا كبار على كدة ...
ولو تسمعي عني هتعرفي اني مش الإنسان اللي يعاكس بنات الناس ....
أنا بس غرضي اعرف رأيك لو اتقدمتلك ياتري هلاقي قبول ولا الهيبة هتروح ؟؟؟
تسمرت مكانها بعد أن كانت تسير بطريقها من اثر كلماته التي اشعلتها خجلا ......
لا تعرف بماذا تجيبه ؟؟؟
حقا هي تسمع عنه أنه حسن السيرة.؟.
ولكن هل هو يعرف عنها كل شئ؟؟
ثم إن عادات قريتها تمنعها من الحديث مع أحد....
فور أن توقفت خطى خطوتين ليقف أمامها ينظر لوجهها الذي يكاد يشتعل خجلا ...
يكرر سؤاله مرة أخرى / أنا مش طالب غير كلمة أو حتى إشارة يا بنت الناس ....
ازدرأ ريقها لا تعلم ماذا تقول له ؟؟
يجب قبل أن تعطيه رأيها تسأله هل يعلم بحالها لذلك رفعت وجهها وقالت بصوت متردد / قبل اي شئ انت عارف اني مطلقة ؟؟
استشعر من سؤالها الموافقة المبدأية ليبتسم وهو يجيبها وكأنه يزف لها خبر سعيد/ عارف... وموافق.....
ومعنديش اي مشكلة ....
واتمنى كمان إنتي اللي توافقي عليا ...
اطبقت شفتاها خجلا وسعادة لتنظر للاسفل تحاول اخفاء ابتسامتها الواضحة على محياها وامأت برأسها إيجابا ....
ثم أطلقت لقدمها العنان تهرول من أمامه وكأنها تهرب من شى ما ....
Comeback..
وكزتها صديقتها لتعيد انتباهها وهي تهندم من شعرها قائلة / ايه رحتي فيييين ؟؟ اللي واكل عقلك يتهنابه ...
ابتسمت لها شيماء وهي تنظر لانعكاس صورتها بالمرأة وتحدثت بملامح حالمة / مكنتش أتخيل في حياتي كلها أن ممكن اتجوز تاني اصلا ...
لا وايه اتجوز واحد زي عمرو اللي بنات البلد كلتها تتمنى تكون مكاني دلوقتي....
التفتت زينة لتستند على طاولة الزينة امامها لتكون مواجهه لها وهي تقول / أنا ليه حاسه ان كل كلامك بتحاولي تقللي من حالك؟؟
إنتي برضه ست الستات ومعروفة بأدبك وأخلاقه اللي الكل بيحلف ويستحلف بيها ....
ولازم تعرفي إن يا هناه وسعده اللي تكوني من نصيبه ...
نظرت شيماء لنفسها بالمرآه ثم نظرت لزينة وهي تقول / ومطلقة .....
وفي بلدنا الست المطلقة زي الميتة اللي المفروض جربت حظها مرة ومحافظتش عليه ....
فيا ترضى بأي حاجة بعدها.....
يا تعيش تخدم اللي حواليها ....
نظرت لها زينة بتعجب وهي تستنكر ما تقوله وترد عليها قائلة /انتي ليه محسساني انك اول فرحته ما هو كمان مطلق !!!
لتجيبها شيماء بانكسار بنبرة صوتها وملامحها / اللي يطلق علشان الخلفة حاجه ...
واللي يطلق علشان متوفقتش ومستحملش زي ما الناس بيقولوا حاجه تانية ....
مالت زينه عليها وهي تقترب من وجهها وتنظر مباشرة اليها تحاول بث بها قليل من الثقة بالنفس / اعرفي قيمتك يا شيماء واوعي تباني مكسورة كدة قدامه ايلعب بيكي الكورة زي اللي قبله ....
ثم رفعت وجهها بسبابتها وهي تنظر بداخل عيونها / اللي قبله بهدلك ومرمطك علشان حس انك ضعيفة ...
وده لسه منعرفش عنه حاجه....
ومش لازم علشان الناس بتشكر فيه يبقى كويس .....
منعرفش لما يتقفل عليكوا باب هيكون إزاي ؟؟
ثم ربتت على كتفها تحثها على استكمال ما كانت تفعله وهي تقول / يالا يالا همي ....
البسي الطرحة علشان هو وأهله زمانه جايين...
وعارفة لو سمعت منك الكلام ده تاني إنتي حرة ....
النهاردة قراية الفاتحة والشبكة ومش عايزين نكد ولا ذكرى مهببه ....
خلينا نفرح شوية جتك الهم ....
انتهت شيماء من تجهيز حالها وبدأ الضيوف من الأهل والاقارب بالتوافد لحين قدوم العريس وذويه..
حضر عمرو ووالدته وأخيه الأكبر وزوجته وابناءهم ..
جلس والد شيماء وعمها الأكبر في استقبالهم وبدأت وصلات التعارف والترحيب ..
دلفت والدة شيماء الحاجة ثناء وزوجة عمها لغرفة الضيوف يرحبون بالضيوف ....
بدأ عمرو في التحدث الي والد شيماء الحاج سيد / انا فرحت جدا يا عم سيد لما حضرتك بلغتنا بموافقتكم وان شاء الله مش هخيب ظنكم فيا وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان كريمتكم تكون سعيدة أن شاء الله معايا ....
جلس الحاج سيد سعيدا بما رزقه ابنته من شاب معروف عنه حسن السيرة وطيبة القلب تعويضا عنا لاقته في الزواج السابق ...
ظل ينظر له ويستمع لعمرو بنظرات يملؤها الحب والسعادة معا فمنذ الفترة القصيرة الذي عرفه بها منذ قدومه ليتقدم لابنته حتى الآن وهو يراه شاب ذو خلق يتصف بالعقل والحكمة والهدوء وهذا كل ما تمناه لابنته التي يراها أنها تمتلك طيبة قلب يجب أن تهنأ بها ....
استمع الحاج سيد لحديث عمرو ليؤكد عليه كم ابنته عزيزة وتستحق التقدير والاهتمام .
بعد قليل دلفت شيماء وخلفها صديقتها وابنة عمها ليقف عمرو مرحبا فتتقدم هي لتسلم على والدة عمرو ثم زوجة أخيه ثم أخيه واخيرا عمرو الذي كانت السعادة واضحية على محياه ...
نطقت والدة عمرو الحاجة سعيدة/ اقعدي جنب عريسك يا شيماء ربنا يهنيكم ببعض يااارب...
جلست شيماء بجوار عمرو وتكاد بشرتها تشتعل خجلا بينما عمرو يشعر بسعادة غامرة لتنطلق الزغاريد والتهنيئات والمباركات ليخرج عمرو علبة مخملية من حقيبة هدايا ويقدمها لشيماء لتتفاجأ بما بها ...
كانت تعتقد أنه سيكتفي بخاتم الخطبة فقط ولكنها فوجئت بإحضار طقم كامل يتميز بالرقي والذوق الرفيع..
نظرت إليه بعيون تملؤها دموع الفرح ثم نظرت تجاه والدها ووالدتها لترى بعونهم السعادة الغامرة...
لتطلق الزغاريد من أفواه زينة ورؤى لتنطق سعيدة بتوجيه لابنها /لبس عروستك دهبها يا عمرو شكلها مكسوفة ....
بدأ عمرو بالباسها خاتم الخطبة ثم تبعه باقي اللطقم والذي انتهى بعقد حول جيدها ليقترب من أذنها هامسا / إوعي تقلعيه غير يوم الدخلة وانا اللي اقلعهولك .....
فوجئت شيماء بعبارته الوقحة التي أضافت لحياءها أطنان من الخجل لتشتعل وجنتيها وتجحظ عيونها فاقدة أي رد فعل سوى الصمت والذهول .....
انقضت الليلة وقد اتفقا على موعد عقد القران أقصاه بعد اسبوعين وسيتم بدون اي عرس مجرد يتم عقد القران وستذهب معه حيث منزل الزوجية ....
برغم اعتراض الحاجة سعيدة على هذا الشرط فكم كانت تتمنى أن يقيم ابنها حفل زواج إلا أن هو نفسه من اعترض على هذا واعتبر الحفل الاول يكفي ولا يريد إعادة حفل زواج اخر ....
كما وافقته شيماء في هذا الرأي فبالنسبة لها أيضا يعتبر الزيجة الثانية لهذا رأت أن أفضل حل لهما مجرد عقد القران فقط برغم اعتراض والدتها فكانت تتمنى أن تساعدها وخاصة بعد ما قاسته في الزيجة الاولى .......
انتهى اليوم بين احلام تحققت وأمنيات مازالت في سبيل التحقيق.......
باليوم التالي بدأت شيماء تعد أوراقها التي سيحتاجوها بعقد الزواج من قسيم الطلاق القديمة وصور شخصية حتى ترسلهم لمأذون البلدة ويبدأ هو في استكمال أوراقه واختامه ....
ظلت تبحث شيماء طيلة يومها عن عقد الطلاق ولكنها لم تجده لتؤجل البحث عنه قليلا وتذهب الي المصور مع صديقتها وابنة عمها ليقابلا عمرو ويتموا مهمة التصوير ثم تعود ثانية حيث منزلها وهي تسرد لزينة ورؤى ما حدث / مش عارفه راحت فين قلبت الدنيا عليها وسايبة ماما دلوقتي بتدور عليها يارب تكون لاقتها ...
نطقت زينة تحاول أن تنشط ذاكرتها / يعني هتكون راحت فين اكيد شايلاها ونسيتي شايلاها فين....
قوليلي .... اخر مرة فاكرة انك شيلتيهم فين كانت فين تقريبا ؟؟؟
توقفت عن سيرها وأخذت تتذكر اخر مكان احتفظت بهم فيه حتى اتسعت مقلتيها وكأنها تتذكر كارثة ما ....
لاحظتها كلا من زينة ورؤى لتطلق شيماء شهقة من فمها تحاول كتبها بكفها مما يدل أن عقلها وصل لنهاية الكارثة التي تحاول تذكر تفاصيلها ...
سالتها زينة بهلع / ايه يا بت افتكرتي حاجه مهمة ..
وضعت شيماء كلتا كفيها على وجنتيها وهي تتحدث / افتكرت كارثة .....
كارثة طلعنا منها على خير بس وقتها مفتكرتش الورقة دي ولا سعيت اطلع بدل فاقد ....
اتسعت عيون رؤى وهي تتسائل / إوعي يكون قصدك لما هديتوا البيت علشان تبنوه تاني ؟؟
اومأت شيماء برأسها بالايجاب تنظر تجاه رؤى مكملة / لما الاوضة اللي جوة سقفها وقع والمهندس قال لبابا لازم نهد البيت قبل ما يقع على راسنا وبابا قرر يهد البيت ويبنيه تاني أنا فاكرة كويس اني شيلت الورقة ده في شنطة بتاعتي مع باقي ورق الكلية معرفش ليه خلتها لوحدها بس الغريبة بقى واللي افتكرته دلوقتي أن الشنطة ده مش عارفة فين تاهت وأحنا بنحول الحاجة عندكم يا رؤى وانشغلنا في بنى البيت واكل وشرب العمال وبعدها انشغلنا في رجوع الحاجة للبيت تاني ونسيت الموضوع خالص بعد كدة ....
رؤى تعقد جبينها وهي تحاول التذكر / هي دي الشنطة اللي سالتيني عليها اول ما نقلتوا؟؟
اومأت شيماء برأسها إيجابا لتكمل رؤى قائلة / يبقى تروحي دلوقتي تقلبي الدنيا عليها في بيتكم وانا كمان هقلب الدنيا في بيتنا واللي يلاقيها فينا يتصل بالتاني ...
ظلت زينة تقلب رأسها بينهما حتى قطعت حديثهم قائلة / في إيه با بنات انتوا ليه محسسني ان ضياعها مصيبة !...
تحدثت بكل عملية واستخفاف / انتوا النهاردة تدوروا عليها ملقتوهاش شيماء تطلع على المحكمة تقدم طلب باستخراج بدل فاقد ...
التفتت لها شيماء تحاول إقناعها بخطأ اقنراحها / إنتي عارفه يعني ايه بدل فاقد من قرار محكمة يعني ممكن يطلع بعد شهر أو اتنين وثلاثة كمان وانا المفروض كتب الكتاب بعد اسبوعين يعني مش هلحق .....
ابتلعت ريقها وعزمت أمرها وهي تقول / مفيش قدامي حل غير أن الاقيها أن شاء الله.....
تعالي دوري معايا يا زينب ونقلب أنا وانتي البيت ورؤى تقلب بيتها .....
يالا بينا يا بنات.....
توجهوا بالفعل كلا إلى واجهته وقلبوا المنازل رأسا على عقب ولكن دون فائدة فلم يجد أحدا منهم أثرا لها حتى تأكدوا ثلاثتهم أنها أصبحت بخبر كان ....
جلست شيماء بغرفتها مساءا على الأريكة تضم ركبتيها الى صدرها وسانده رأسها على ركبيتيها يبدو عليها ملامح الحزن والهم ترى أن حلمها أوشك ان ينتهي نهاية مؤسفة
بعد أن حلمت بعائلة وأسرة وزوج يقدرها !!
شعرت وكأنها ليس من حقها هذه الفرصة ......
دلفت عليها والدتها حينما وجدتها غير متواجدة معهم لوقت طويل لتلاحظها فربتت على رأسها محاولة طمأنتها / متشليش هم كل عقدة ولها حلال .....
بكرة باذن الله من الفجرية هقلبلك البيت عليها تاني....
وانا وصيت مرات عمك تقلب برضه البيت عندها وهنلاقيها أن شاء الله يعني هتكون راحت فين ؟؟
رفعت شيماء رأسها ونظرت لوالدتها وعبراتها تتغلغل بمقلتيها وهي تقول / شكلها ضاعت يا ماما ...
ضاعت وضاع معاها حلمي .....
وكزتها امها بكتفها وهي تحاول كسر حالة الياس التي تلبستها / بلا ضاع حلمي بلا ضاع حنفي فوقي كدة ومتقلقيش كبيرها ايه هنطلع واحدة غيرها ....
_ هتاخد وقت كتير وكتب الكتاب بعد اسبوعين ...
نطقت بها شيماء لتوضح لوالدتها سبب حزنها فاجابتها الام بكل ثقة / وماله تاخد زي ما تاخد ...كتب الكتاب يتأجل وعريسك يستنى ولو مستناش واتلكك يبقى ميستاهلكيش ومع اول مشكلة سابك وساعتها نحمد ربنا أننا متورطناش ....
رفعت سعيدة وجه شيماء لتنظر بوجهها قائلة بثقة وإيمان/ ربنا مبيجبش حاجة وحشة يا خايبة ...
كل شئ وله حكمة .....
ومتعرفيش حكمة ربنا ايه ؟؟؟
ربتت على كتفها وهي تحاول التنفيض عن كاهلها هالة الحزن هذه / قومي يالا اغسلي وشك وفوقي وصلي كدة لربنا يمكن يذكرك بمكانها ....
قومي حبيبتي ربنا يهيألك اللي فيه الخير ...
استقامت شيماء تتوضأ وتصلي ليزداد يقينها أنها اخر مرة رأتها كانت وهي تضعها بنفس الحقيبة لتخرج لوالدتها وتؤكد لها قائلة بنبرة يملؤها الحزن والأسى / خلاص يا ماما أنا اتاكدت أنا فعلا حطتها في الشنطة والشنطة ....
ده الموضوع بقاله سنة يعني لو وقعت وأحنا بننقل لا يمكن نلاقيها ...
اجابتها والدتها محاولة بث بعض الطمأنينة والامل بقلبها/ بس لو وقعت يبقى اكيد حد لاقاها ولو الورق فيها فعلا كان جابه هنا ما البلد كلها عارفاها....
نظرت لها شيماء نظرة يأس وعيونها تتغلل بالدموع وتعلق قائلة / ده على حسب اللي يلاقيها ...
ثم انسحبت من أمام والديها لتلتفت سعيدة تحادث زوجها وقد تبدلت ملامحها العبوس وهي تسأله / وبعدين يا حاج سيد هنصرف إزاي ...
ضيق عيونه وأخذ يفكر قليلا ثم أخرج هاتفه يجري اتصالا بعمرو والذي أبلغه بالأمر كله ليجده قد تقبل الأمر بسعة صدر واتفقا كليهما على الانتظار لحين استخراج قرار اخر من المحكمة حتى لو انتظرها سنة سيظل ينتظرها ولن يتغير قراره بالارتباط بها نهائيا ...
ارتاح قلب الحاج سيد ودعى له بصلاح الحال ثم أنهى المكالمة ليلتفت لوالدتها ثناء ويطمئنها / سمعتي بودنك يا حاجه الراجل شاريها وهيستنى إنشاءالله سنة قدام.....
استقام سيد وهو يقول / هااا لما اقوم اطمنها بنفسي واقولها إن مفيش مشكلة لكل اللي بتعمله ده .........
وعلشان تجهز حالها علشان من بكرة نبدا نسعى في استخراج قرار جديد من المحكمة ...
توجه سيد لغرفة ابنته وطرق على الباب ثم فتحه ليجدها تجلس على فراشها تحتضن ركبتيها الي صدرها غالقة عيونها برغم انسياب دموعها منها ...
اقترب منها يربت على كتفها لتفتح شيماء عيونها لتجد والدها فتهم أن تستقيم لاستقباله ولكنه ثبتها بيده وجلس بجوارها .....
مد سيد كفيه يحتضن وجهها ويمسح عباراتها قائلا بنبرة حانية / ليه كل العياط ده يا بنتي ؟؟
كل مشكلة ولها حلال .....
وانا كلمت عمرو والراجل معندوش مشكلة في الانتظار ....
يبقى بتعيطي ليه بقى ....
كفكفت الباقي من دموع عيونها ثم سحبت نفسا عميقا وقالت / مش عارفه يا بابا ....
حاسة اني قلبي مقبوض لدرجة أن عايزة اقولك نلغي الجوازة ....
عقد سيد حاجبيه قائلا / يا ساتر يا رب ليه يا بنتي كدة الموضوع مش هيوصل لكدة ولا انتي شفتي حاجه وحشة من عمرو؟؟
أسرعت باجابتها / ابدا يا بابا والله دانا شايفاه كمان كتير عليا ...
ابتسم سيد وربت على كتفها قاىلا / كبيره عليه ايه بس !! ده سعده وهناه أنه هيتجوزك ...
يا بنتي خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ....
يعني الطبيعي أن الراجل يبقى كويس ومن رضا ربنا عليه أنه يهديه زوجة صالحة وانا الحمد لله ربيتك على التقوى والايمان يعني واثق انك هتصوني زوجك وتعامليه بما يرضي الله مهما كانت ظروفه علشان إنتي بنت اصول.....
وبنات الأصول غاليين اوي ومش اي حد يقدرهم ....
عرفتي بقى أن مش هو اللي كتير عليكي !؟
ابتسمت شيماء والدموع تتغلغل في مقلتيها ثم ارتمت بأحضان والدها ليحتضنها بكل احتواء قائلا بدعابه / شكلك زهقتي مننا ومستعجلة على الجواز ....
خلاص يا ستي جهزي حالك علشان من بكرة هنتمرمط في المكاتب و المحاكم عقبال ما نطلع بدل فاقد وانتي عارفه لفة المكاتب ....
اومأت برأسها ثم خرجت من أحضانه تنظر له بكل حب وامتنان لربها قائلة / بجد انت اكبر نعمة من ربنا ليا ....ربنا يخليك ليا ...
استقام من على الفراش وهو يدعو لها / ويخليكي ويهنيكي يا بنتي ....
.....................
وجدت نفسها تقف في بداية طريق مفروش بالورود البيضاء وهي ترتدي فستان العرس المطرز بالزهور البيضاء ويظهر أمامها في نهاية الطريق شخص يبدو من هيئته أنه يشبه عمرو ولكن ظلام الليل يحجب ملامحه لتخطو أولى خطواتها بالطريق وهي تشعر بانقباض قلبها فإذا بالزهور البيضاء التي بثيابها تحولت للون الدامي ....
شعرت باختناق في أنفاسها ومع ذلك خطت خطواتها الثانية لتجد زهور الطريق كلها تلونت باللون الاحمر بل وبعض منها ينزف دما ....
مع تزايد خطواتها تتزايد الدماء المحاوطة للزهور حتى اقتربت من من ينتظرها لترفع وجهها لتنظر إليه فجحظت عيونها وتحشرجت أنفاسها من هول ما رأت حتى اغشيى عليا فورا .....
أنت تقرأ
خطأ دمر حياتي
Romanceقصة واقعية عن امرأة مطلقة لم تمنحها الحياة حرية اختيار شريك حياتها من البداية لتسقط فريسة الطلاق وما ستواجهه بعد ذلك ربما يقضي على باقي عمرها