خطأ دمر حياتي
لولي سامي
البارت الثالث
بزغ نور الصباح ليعلن عن ميلاد يوم جديد يحمل بطياته احداث جديده تمددت شيماء في فراشها واعتدلت قليلا من نومها شاردة بنظرها في نقطة ما وهي تفكر في حديث عمرو أنه لم ولن يتخلى عنها ابدا ......
ظلت بفراشها تفكر في ما حدث لها وما الحكمة وراء ذلك حتى استمعت لاذان الظهر فشعرت أن الوقت قد سرقها ومن المؤكد أن والديها تركوها ظنا منهم أنها مازالت نائمة .....
استمعت لجلبة بالخارج فاستقامت ترتدي خفها وتنظر بهاتفها لترى الساعة قاربت على الواحدة ظهرا ...
تعجبت لحضور أحد بهذا الوقت لترتدي حجابها وتخرج من غرفتها لترى من القادم ....
منذ خروجها من غرفتها وقد استمعت لصوت تعرفة جيدا وتبغضه كثيرا ....
عقدت جبينها تحاول تكذيب أذنها ولكن ما لم يؤكده السمع فقد أكده البصر .....
لتتسع حدقتيها فور رؤيته حينما دلفت عليهم غرفة الضيوف لتتجمد مكانها تنظر له باندهاش .....
بينما هو فور رؤيتها وكأنه وجد ضالته استقام سريعا وذهب إليها ماددا كفه وبكل سماجة قال / اهي عروستنا نورتنا ......
وحشتيني يا شوشو .....
يارب تكوني ارتحتي شوية لما سيبتك شوية عند اهلك!!
أدارت وجهها لتنظر لوالدها نظرة استفسار عن ما يتفوه به هذا الكائن متسائلة / بيقول ايه ده يا بابا ؟؟؟
نكس الاب نظره للاسفل لتنظر شيماء لوالدتها لتدير هي الأخرى نظرها......
فلم تهتم شيماء لسلبيتهم ولكنها وجهت نظرها إليه والشرار يتطاير من حدقتيها وهي تنهر به قائلة / ارتحت ايه وسيبتك ايه هو انت بتتكلم كدة ليه زي ما اكون كنت غضبانة وجاي تراضيني ؟؟؟
معقولة لحد دلوقتي ولسة مفهمتش ؟
بس افهمك تاني ميضرش ....
لو ارتحت لما أنا اللي سيبتك فاااااه ارتحت واوي كمان ......
وللتذكرة بس انا خلعتك يعني مطلقين مش سايبين بعض فاهمها ولا مش فاهمة دي كمان ؟؟؟
ظل ينظر لها والإبتسامة السمجة لا تفارق شفتاه حتى انتهت جملتها فباغتها بما نطق / عندك حاجه تثبت كلامك اللي بتقوليه ده ؟؟
رمشت عدة مرات حتى تعيد وتكرر سؤاله في عقلها لتحاول مراوغته قائلة / أيوة انت عارف اني خلعتك وفي المحكمة وانت كنت حاضر وصدر حكم بكدة كمان!!
بنفس الابتسامة أكمل حديثه / اول مرة اسمع منك الكلام ده يا حبيبتي انا محضرتش حاجه زي دي خالص.....
ولا يمكن اقف قدامك في المحكمة في يوم من الايام......
ولو معاكي ما يثبت ده ورهوني يا قمر هو فين ؟؟
اتسعت حدقتيها لتلتفت الي والديها تشير برأسها إليهم باستفسار ....
وكأن لديهم التفسير المناسب لما استمعوا جميعا إليه لتجدهم صامتين وكأن على رؤوسهم الطير لتترقرق دموعها بمحجريها وهي تشعر باختناق شديد تحاول سحب نفسا واحدا ولكنها تقف عاجزة عن ذلك وكأن العالم قد خلى من الأكسجين تماما...
حتى هوت أمامهم جميعا غير قادرة على تحمل ما يحاول عقلها استيعابه.....
انتفض والديها مهرولين إليها بينما رأفت افسح لهم المجال ليحاولون حملها والعمل على افاقتها وكأنه كان متوقع رد الفعل هذا ...
بعد فترة استيقظت شيماء بعقل مشوش تتلفت حولها فلم ترى سوى والدها ووالدتها حولها وجبينهم يمتلئ بدموع الخوف عليها لتعقد حاجبيها متسائلة وهي تحاول أن تتناسى ما تم وربما اعتقدت أنه لم يحدث من الاساس / في إيه يا ماما ؟
أنا ايه اللي حصلي ؟؟
وانتوا بتعيطوا ليه ؟؟
حاولت الام كفكفة دموعها ثم قالت وهي تمسد على شعرها / محصلش حاجه يا حبيبتي انتي زي الفل بس دوختي شوية بس ووالدك شالك وجابك على السرير لحد ما تفوقي ....
ثم التقطت كاس العصير الذي بجوارها على الكوميد وتمدده إليها قائلة / خدي يا حبيبتي اشربي شوية العصير ده علشان تفوقي شوية...
اعتدلت شيماء من رقدتها قليلا لتمد يدها وتلتقط كاس العصير من والدتها وهي تنظر تجاه والدها الذي جلس بنهاية الغرفة مطأطأ الرأس واضعا اياها بين راحتيه لتنادي عليه ماسائلة / مالك يا بابا قاعد بعيد ليه ؟؟؟
رفع سيد رأسه ينظر لابنته بنظرة أسف وهو يشعر أنه عاجز عن فعل شئ ليقول / اشربي العصير يا شيماء وبعدين نتكلم ....
عقدت شيماء حاجبيها لتوزع انتظارها ما بين والدها ووالدتها وبدأ قلبها يخفق خوفا أن ما حاولت نسيانه يصبح حقيقة وليس خيال كما تمنته لتساءل بخفوت وصوت مرتعش / هو ...... رأفت ...... كان هنا ؟؟
اغمض الاب والام عيونهما تعبيرا عن عدم الاستطاعة للإجابة عن سؤالها لتنساب دموعها على وجنتيها ويعلو نحيبها فيحاول والديها تهدأتها بينما هي تكرر جملة واحدة / قولتلكوا مش هيعديها ....
مش هيعديها.......مش هيعديها.......
حاولا تهدأتها بصعوبة ليظل جميعهم صامتين يحاول كلا منهم الخوض بحرب شنغاء داخلية حتى قطع هذا الصمت والدها قائلا / أنا هتكلم مع اخوه الكبير واقوله يعقل اخوه ويشوفه عايز ايه من الاخر علشان اللي بيتكلم فيه ده بعيد عن الشرع والدين وميرضيش ربنا ولا العبد ......
ثم استقام من بينهم متوجها حيث وجهته بينما ثناء اخذت تمتم داخلها / يعني كان نصرك على اخوه قبل كدة علشان ينصرك دلوقتي!!!
ظلوا هي وشيماء على وضعهم لم يبرحا مكانهم ......
وصل سيد الي منزل رأفت وإخوته ليفتح له رأفت الباب مرحبا به بشماته / أنا قولت انك مش هتتاخر وتجيبها وتيجي ......
الست برضه ملهاش غير بيت جوزها .....
نظر له سيد باحتقار ثم قال / مفيش حد معايا وانا كلامي مش معاك أنا جاي أتكلم مع اخوك .....
افسح رأفت له الطريق وهو يقول / وماله اتفضل يا عمي واللي مجاش النهاردة يجي بكرة ...
ثم نادى على أخيه ليحضر مهللا / الحج سيد بذات نفسه عندنا يا مرحب يا مرحب ؟..
ابتسم سيد ومد كفه يسلم على بهجت / مرحب بيك يا حج بهجت .....
أنا لاقيت أن لازم ولابد من تدخلك علشان كدة قولت اجيلك اشتكيلك عمايل اخوك .....
نظر بهجت بتعجب لأخيه ثم استدار الي سيد عارضا عليه الجلوس اولا / طب الاول تتفضل تقعد وتاخد واجبك وكل اللي انت عايزه هيكون ....
استبشر سيد خيرا فجلس ومازال ملامحه مقتضبة .....
بعد أن وضع الشاي أمامهم استهل سيد بالحديث قائلا / انت راجل زرت بيت ربنا يا حج بهجت ويوم ما دخلنا البيت ده دخلناه علشان انت كبيره ويوم ما يحصل حاجه كان لابد أن أرجع واجيلك تاني ...
علشان اللي حصل ده ميتردش عليه غير من الناس الكبيرة .....
نظر بهجت لأخيه الذي كان يجلس ومازال راسما الابتسامة أعلى ثغره ثم عاد ينظر مرة أخرى الي سيد وهو يحثه على استكمال حديثه / كمل يا حج سيد انا سامعك .....
نظر سيد تجاه بهجتت وهو يقول / لما يبقى اخوك وبنتي متطلقين بحكم محكمة ولسبب أو لآخر عرف أن حكم المحكمة ضاع منا او اتسرق الله اعلم ....
_ مسمحلكش يا حج سيد .....
قالها رأفت الذي قطع حديثه بهجت يقول له وهو يزجره / اسكت يا رأفت الحج سيد يقول اللي عايزه .....
ثم التفت لسيد / كمل يا حج سيد سامعك ...
استطرد سيد حديثه / افاجئ اخوك يجي البيت ويقول عايز يرجع مراته وأنها كانت غضبانة عندنا وهو هيرجعها له !!!
طب ازاي هيقبل على نفسه يعيش مع بنتي في الحرام ؟؟؟
طب هو إزاي يفكر أن لو هو قبل أنا وبنتي هنقبل ؟؟
ترضاها انت دي على بناتك يا حج بهجت ؟؟
_ حاشا لله يا حج رأفت محدش يقبل بالحرام ....
ثم نظر تجاه أخيه وسأله بعين يظهر بعدها الغضب / انت عملت كدة يا رأفت ؟؟
_ بحبها يا حج وعايز ارجع الماية لمجاريها !!!
كفرت يعني اني عايز ارجع مراتي تاني ؟؟
نطق بها رأفت بقلب ملتاع وكأنه يتحدث صدقا ليجيبه بهجت مصححا لحديثه / لا يا ابني مكفرتش بس كل حاجه ولها اصول وأحنا الأصول متعدناش .....
قوم حب على رأس عمك الحج وحق نفسك له ...
أطلق سيد زفرة ارتياح وشعر براحة بال وكان جبل من الهموم قد انزاح من فوق صدره فقد لاح حل المعضلة بالظهور وربما ينتهي هذا الكابوس بأقل المحاولات ليشرق وجهه بالابتسامة قائلا / كتر خيرك على كلمة الحق يا حج بهجت وده العشم برضه علشان كدة جت لك .....
وملوش لزوم ولا يبوس راسي ولا يحق نفسه كل اللي طالبينه أنه يعترف بطلاقه لبنتي وكل واحد يشوف حال سبيله ....
نطق رأفت مهللا / اه قول كدة عايزني اعترف بطلاقها علشان الهانم تتجوز وتشوف حال سبيلها....
وده حاجه لا يمكن اوافق عليها ابدا ...؟.
خليها كدة بقى زي البيت الوقف لا تنفعني ولا تنفع غيري .....
هدر بهجت بأخيه صائحا باسمه / رااافت .....
اتفضل انت برة دلوقتي لحد ما تهدى ...
توجه رأفت الي باب الخروج من غرفة الضيوف وقبل أن يخرج نهائيا وقف مكانه ونظر لأخيه مؤكدا / أنا مش هعترف بخلع ابدا ..
لو الهانم عايزة تتطلق يبقى ترجعلي الاول وبعدين أنا اللي أطلقها وخلص الكلام .....
_ اطلع يا رأفت .....
نطق بها بهجت اخيرا بصوت رادع ليسرع من خروج أخيه من الغرفة حتى يستطيع التحكم في الأمر قبل أن ينفلت ذمام الأمور .....
نظر سيد لبهجت مستشهدا / شايف يا حج بهجت علشان تصدقني !!!.
تخيل بقى لما يروح لبنتي ويقولها يالا بينا على بيتنا وأننا لسه متجوزين ومحصلش طلاق لحد ما البنت انهارت واغمى عليها ويادوب فوقتها وقولت اجيلك ...
والحمد لله أن الكلام حصل قدامك علشان تصدقني ....
هز بهجت رأسه أسفا ثم قال باعتذار واضح / حقك تزعل طبعا يا حج سيد وانا محقوقلك ومحقوق لبنتك .....
تحدث سيد بتأثر / متقولش كدة يا حج بهجت أنا قولت بس نرد عليه عند كبيره ....
زم بهجت شفتاه مجيبا على سيد / حقك طبعا ...
ثم لوح بيده دليل على قلة حيلته واردف قائلا/ نعمل ايه بس بندعيله ربنا يهديه .....
انت عارف أن والدي توفى وهو صغير وانا اللي ربيته وبعتبره زي ابني بالظبط فعلشان كدة مبعرفش اقسى عليه .....
_ بس برضه ميظلمش بنات الناس يا حج بهجت ...
نطق بها سيد ليؤكد بهجت على كلامه / طبعا طبعا يا حج سيد محدش يرضى بالظلم لحد ....
وبنتك زي بناتي بالظبط وربنا العالم بعزها قد ايه ....
_ تسلم يا حج بهجت وده العشم برضه ......
وعلشان احساسك الطيب ده هتجرا واطلب منك تحاول تقنعه انه يشهد أنه طلقها علشان نرفع قضية وناخد الحكم .......
نطق سيد بهذا الحديث محاولا استغلال الأمور بأن أخيه ظهر أمامه بشخصيته الحقيقية ليزم بهجت شفتاه قائلا / مش عارف اقولك ايه يا حج سيد بس رأفت عنيد اوي وهو مش الطفل الصغير اللي اضربه علشان ينفذ اللي أنا عايزه ....
ده حتى لما كان طفل صغير مكنش بينفذ ويضرب وبرضه مينفذش .....
مش بقولك عنيد .....
قطب سيد جبينه مستشعرا أن الحوار يتجه باتجاه اخر ليسأل بريبة / مش فاهمك يا حج بهجت تقصد ايه ؟؟
ظهرت شخصية بهجت الحقيقية لينطق بخبث ولئم / أقصد كل خير يا حج سيد بس بحاول نوصل لإنصاف الحلول علشان الدنيا متتعقدش أكثر من كدة.....
أنت تقرأ
خطأ دمر حياتي
Romanceقصة واقعية عن امرأة مطلقة لم تمنحها الحياة حرية اختيار شريك حياتها من البداية لتسقط فريسة الطلاق وما ستواجهه بعد ذلك ربما يقضي على باقي عمرها