خطأ دمر حياتي
لولي سامي
البارت الرابع
ظل يسير في الدروب على غير هدى
لا يرى اي طريق يسلك ولا يسمع من يلقي عليه السلام
كل ما يراه أمامه ظلام دامس يخطو تجاهه
لا يعرف مصير ابنته ولم يسامح نفسه على ما اقترفه بذنبها
تذكر حين أجبرها على الزواج منه حين كان يصطنع عليه ملامح الطيبة والأخلاق وبالرغم من خبرته الطويلة في التعامل مع البشر بحكم سنه....
الا أنه خدع فيه خاصة عندما كان من يتوسط إليه أخيه الكبير والذي كان معروف عنه التقوى والايمان بسبب أحاديثه المليئة بذكر الله ورسوله ....
لم يصغي حين رفضته ابنته بحجة أنها لم يرتاح قلبها إليه واعتبر أنه سبب واهي ليضعها بيده في وكره .....
لا ينكر أنه كما وضعها بنفسه كان هو نفسه من خلصها منه .....
ولكن بعد أن ذاقت على يده مرارة العيش والذل والهوان......
ليعنف نفسه على ما اقترفه في حقها اعتقادا منه أن ما تم قد انتهى وستحيى حياة طبيعية بعد أن حاول اصلاح ما أفسده من قبل ....
ليجد أن ذنبه لم ينتهي بعد ليستيقظ على كابوس استكمال نتائج فعلته ليجد ابنته في وضع اسوء من ذي قبل ....
لم يعرف ماذا عليه أن يفعل وقد فرغت جعبته وباءت بالفشل كل مساعيه .....
شعر باختناق يتغلغل باوردته حتى وصل لعنقه حاول فك زر مئزره ليجده بالفعل محلول ...
امسك رقبته وأخذ يدلك بها ربما سرى الدم بها ووصل إليها الأكسجين ولكنه كان يشعر وكأنه يخنق نفسه بيده ليغشى الظلام على رؤياه ولم يشعر بحاله إلا وهو مرتطم بالأرض....
........
بعد فترة شعرت شيماء وثناء والدتها بالقلق حيال تأخر والدها حاولا الاتصال عليه مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى ....
لا تعرف اي منهم ماذا تفعل أو اين تذهب فلم تجد شيماء بد من الاتصال بعمرو ربما استطاع هو التصرف....
فور اتصالها به اجاب عليها لتندفع قائلة / أيوة يا عمرو بابا خرج من العصر وكان رايح لبيت رأفت ومرجعش لحد دلوقتي وبتصل .....
_ عم سيد معايا متقلقوش عليه .....
قطع اندفاعها ليطمئنها وهو ينظر للمسجى أمامه على الفراش تتغلغل الدموع في مقلتيه .....
بينما شيماء بالجهة المقابلة زفرت بارتياح وأخبرت والدتها ظنا منها أنه لجأ لعمرو أما بغرض أن يبشره أو بغرض استشارته وفي كلا الأمرين فقد اطمأنت على والدها .....
بينما كان عمرو يحاول طمأنة سيد بأن كل شئ سيصبح بخير / متقلقش يا راجل يا طيب كل شيء هيتصلح وهتخف وهتحضر فرحي أنا وشيماء كمان ....
بس انت شد حيلك بقى علشان تسلمهالي بايدك....نظر له سيد بامتنان محاولا التحدث ولكن لم يستطع أثر ما أصابه من شلل جزئي نتيجة ارتفاع في ضغط الدم ....
بدأ القلق يسري باوردة شيماء ووالدتها فالليل انتصف ووالدها لم يأتي بعد ....
شعرت أن هناك خطب ما ولولا أن حادثها عمرو وطمأنها ما كانت اطمأنت وصبرت حتى هذا الوقت ولكن مع تأخرهم المبالغ شعرت هي ووالدتها بقلق عارم لتقرر الذهاب مع والدتها حيث منزل عمرو ولتطمئن بنفسها على أبيها/ قومي يا ماما ....
قومي نروحله علشان نطمن عليه مش هنفضل قاعدين حطين أيدينا على خدنا ....
استقاما كليهما متوجهين الي غرقتهم لتبديل ملابسهم ليستمعوا لطرق على باب المنزل فركضت شيماء تفتح على عجل لتتسع رؤيتها حينما رأت والدها يسانده عمرو وأخيه ومنظر فمه الملتوية يوحي بما اصابه لتشهق شيماء وتضع يدها على فمها ليحاول عمرو اللحاق بالموقف / وسعي يا شيماء وهحكيلك كل حاجه بس وسعي علشان عم سيد تعبان ...
افسحت شيماء لهم الطريق ليعبروا بداخل المنزل الذي فور أن رأتهم ثناء لتضرب بكفها على صدرها من أثر الصدمة ..
ادخل عمرو العم سيد لغرفته واراحه على الفراش بينما وقفت شيماء ووالدتها بجواره يزرفون الدمع وهو ينظر لهم بتأثر وعجز وكأنه أراد أن يعبر عن عجزه الضمني في حل معضلة ابنته ....
ليثبت لهم بالدليل القاطع عجزه الشامل حتى عن مجرد إبداء رأيه .....
ساد البكاء والنحيب قليلا بينما أخذ عمرو وأخيه محاولة تهدأتهم...
بعد فترة جلس عمرو يسرد ما تم / فجأة لاقيت عم سيد ماشي في البلد قريب من بيتنا ....
وانا كنت راجع من الشغل حاولت انادي عليه بس مكنش سامعني خالص ....
مديت وراه وفجأة لاقيته وقع من طوله ولا عارف كان رايح فين ولا جاي منين.....
جريت سنده ووديته للمستشفى اللي حاولوا يلحقوا الجلطة ....
والحمد لله لحقوها بس كانت سابت أثر بسيط والدكتور قال هيروح مع الدواء والحالة النفسية ....
ظلت شيماء تستمع لعمرو وهي تنظر تجاه ابيها بأسف وندم ثم نظرت تجاه عمرو قائلة / أنا السبب ....
هو كان رايح لرافت واكيد ضايقه هو وأخوه
ثم وجهت نظرها لوالدها ثانية / حقك عليا يا بابا ...أنا السبب ...
ظل سيد يحرك رأسه بالرفض مع تساقط عبراته الحارقه من مقلتيه بينما عمرو كان يجز على أسنانه وهو يرى كل هذا الظلم ....
هو لم يعرف حتى الآن ماذا قيل لسيد حتى يصل لما وصل إليه ولكن من المؤكد أن الرجل قد تحمل فوق طاقته حتى خارت قواه....
ربت عمرو علي كف سيد الموضوعه بجواره محاولا طمأنته ليقول بوجه يحاول رسم الابتسامة به / متقلقش يا عم سيد كل شيء هيتم زي ما عايز بالظبط بس شد حيلك وخف بسرعة علشان تفرح بينا .....
امسك سيد بكف عمرو ووضعها على كفي ابنته وكأنه يوصيه عليها ويخبره بتحمل مسؤوليتها ....
فهم عمرو مغزى سيد ليقتنص الابتسامة اقتناصا وينظر تجاه شيماء نظره يبث فيها كل مشاعر الاطمئنان والاحتواء قائلا بنبرة حانية/ ده في عنيا وفي قلبي كمان ....
انقضى اليوم ليأتي اليوم التالي مقررا عمرو الذهاب لرأفت لمعرفة ما تم وإذا ما كان الأمر يسمح بتدخله أم لا؟؟
أنت تقرأ
خطأ دمر حياتي
Romanceقصة واقعية عن امرأة مطلقة لم تمنحها الحياة حرية اختيار شريك حياتها من البداية لتسقط فريسة الطلاق وما ستواجهه بعد ذلك ربما يقضي على باقي عمرها