الفصل الأول.

175 11 5
                                    

                  الفصل الأول

استيقظتُ صباح اليوم أتأفف بضيق عندما تذكرت أن لدي اليوم وردية ليلية في العمل، كم أنه عمل شاق ولكنه جميل، أتمنى أن يمُر اليوم بسلام ولا يحدث شيء يُزعجني لأن لا طاقة لي اليوم.
ونس: صباح الخير يا غادة
غادة (التي تُساعدهم في أغراض المنزل، وهي مَن قامت بتربية ونس عِندما كانت طفلة): صباح النور الفطار جاهز برا ووالدك مستنيكِ برا
ونس: تمام تسلم أيدك
غادة: حبيبتي
ونس: صباح الخير يا بابا عامل أي
مُراد: مساء الخير بقى كل دا يلا قولي عايزة كام يلا علشان أمشي
ونس: أنا مش عايزة فلوس ومش صاحية علشان عايزة فلوس أنا كنت هسلم عليك قبل ما تمشي وأنا أمشي علشان عندي وردية بليل النهاردة
مُراد: أنا كويس ربنا يوفقك عايزة كام قبل ما أمشي
ونس: مش عايزة فلوس أنا معايا
مُراد: ماشي يلا سلام
ونس: طيب والفطار مش هتقعد ناكل سوا الأول لسه بدري على الشغل
مُراد: كلي أنتِ سلام
ونس: سلام
ونس: غادة تعالي ناكل سوا
غادة: تسلميلي كلي أنتِ يا حبيبتي أنا كلت
ونس: تمام.
ذهبت إلى غرفتي أرتدي ملابسي دون تناول شيء،  يعلمُ أبي جيدًا أنني لا أُحب تناول الطعام بمفردي وأُفضل دائمًا وجوده؛ ولكنه دائمًا لا يرى سوى أنني أريد بعض المال فقط كما يرى أن كل النساء هكذا، لا أعلم هل مَر بتجربة قاسية جعلته هكذا أم ماذا حدث، على أي حال لا أعرف أي شيء سوى أنه أبي وإن كُنت بحاجة إلى شيء فيكون بعض المال فقط.
غادة: أنتِ ماشية دلوقتي
ونس: أيوة عايزة حاجة
غادة: مش الوردية بتاعتك بليل
ونس: أنا مخنوقة من البيت مش عايزة أقعد هنا هروح هناك لحد وقت الشغل عادي بقى
غادة: طيب هاتي حضن قبل ما تمشي تعالي
ونس: حاضر
غادة: متزعليش منه هو بيحبك بس تلاقيه مدايق من شغله شوية
ونس: نفسي أصدقك والله بس أنا وأنتِ عارفين إن دا كلام بنمشي بيه الدنيا
غادة: للأسف عندك حق
ونس: يلا الحمد لله سلام
غادة: سلام.
أتسائل دائمًا لماذا لا يعني وجودي له سوى أنني مُجرد أُنثي أعيش معه ويعطيني بعض المال، ولا يُفكر في شيء أحتاجه سوى المال فقط؛ ولكنني لا أحتاج أي شيءٍ سواه فقط، يُصاحبني دائمًا في أفكاري كيف كانت ستكون علاقتنا لو كانت والدتي معي الآن، أو كيف ستكون علاقتنا لو كان أدرك أنه لا يستطيع أن يوفر كل شيء بالمال، وليس كل شيء يُمكن أن يعوض مكانه المال، وإن فُقدت الحنية فهل يُرطب المال على قلبي؟
ونس: صباح الخير
منى: صباح النور
ونس: أي أخبارك يا طنط منى
منى: الحمدلله بخير أنتِ أي اللي جابك بدري كدا
ونس: ما أنا عرفت إنك هتيجي مِن الصبح قولت أجي أقعد معاكي علشان متقعديش لوحدك
منى: بتضحكي عليا يعني
ونس: مقدرش
منى: أنا حفظاكي في أي مالك
ونس: هو ليه كل حاجة بالنسباله الفلوس ليه مثلًا مفكرش أني محتجاه ومحتاجه أتكلم معاه، النهاردة كنت مدايقة الصبح لما أفتكرت إن عندي وردية بليل بس فرحت لما عرفت إن هو هينزل متأخر وهقعد أفطر معاه قبل ما يمشي، من وأنا صغيرة مش بعرف ومش بحب أكل لوحدي وهو كان عارف وكانت غادة هي اللي بتقعد معايا النهاردة الصبح كان بيكلمني وهو مش طايقني بشكل مش طبيعي، ولما قولتله أني هبات برا النهاردة كان ناقص يقولي غوري أو أحسن أنا هرتاح هو مش طول الوقت كدا أوقات بيبقى لطيف معايا وأوقات تانية بيعاملني على أني شخصية منبوذة ومش بيكون حابب يشوفني، قدامه ليه أنا عايزة أعرف ليه بجد ليه بالنسباله أنا عايشة معاه علشان الفلوس وبس، ليه أوقات بيبقى وحش معايا كدا، ويكاد يكون طول الوقت أنا نفسي أفتح معاه حوار وأفهم منه كل دا بس مش قادرة المشكلة أني أتعودت على كدا وبقيت عايشة كدا وعادي بس كل مرة بيحصل موقف زي دا أنا بتوجع أوي، وبفتكر كل التراكمات القديمة حتى لو الموقف ميزعلش يا طنط منى أنا مش عارفة في أي بس أنا يعني..
منى: أنتِ أي
ونس: أنا تعبت.
منى وهي حضناها: يمكن هو حصل حاجه غيرته كدا وهو مكانش كدا في الأول ويمكن هو أتربى على كدا علشان كدا بيتعامل معاكي كدا وإن دا هو الطبيعي بالنسباله ودماغه غيرنا وهو فاهم حاجه تانية أنا عارفه أنتِ تعبتي وبتحاولي أزاي يكفي إن ربنا شايف دا حاولي تاني وأتكلمي معاه تاني ممكن في مرة يتكلم معاكِ حقك على قلبي معلش ربنا يهدينا كلنا يارب والله اعلم بحاله يبنتي
ونس: ونعم بالله شكرًا يا طنط منى
منى: طنط برضوا
ونس: أقولك أي طيب
منى: قوليلي منى على طول كدا
ونس: دا أنتِ قد مامتي والله عيب برضوا
منى: منا عارفه أني قدها بس قوليلي كدا برضوا هو أحنا مش صحاب برضوا
ونس: صحاب طبعًا
منى: يبقى تسمعي الكلام وتسكتي بقى
ونس: حاضر
منى: بحبك
ونس: وأنا كمان
من أكثر الأشياء الجميلة اللي اتعرضتُ لها في فترة عملي هي وجود منى بجانبي تكبرني عمرًا وكأنها بعُمر والدتي؛ ولكنها قريبة مِن روحي وكأنها أختي ومنزلي الوحيد الدافئ، كم تمنيت لو كانت هي والدتي الآن.
منى: ونس قومي بسرعة الدكتور بينادي عليكِ في مريض جه
ونس: حد يجي الساعة خمسة الفجر كدا
منى: يلا بس تعالي ورايا
ونس: حاضر
الدكتور: متقلقش هو ضغطه واطي أوي علشان كدا حصله إغماء وكمان شكله مش واكل بقاله كتير تابعي معاه يا ونس وركبيله المحلول دا هيخلص ولما الضغط يظبط بإذن الله تقدر تمشي.
: تمام شكرًا.
ونس: ألف سلامة على حضرتك يا..
محمد: محمد يبنتي الله يسلمك
ونس: محلول أهو علشان سوء التغذية اللي جيبانا لورا أهتم بصحتك والأكل كويس بقى مش كل اسبوع تيجي تزورنا كدا والله عرفتك
محمد: نعمل أي بقى المشاغل بتنسي
ونس: في حد بيتشغل عن صحته برضوا دي أهم حاجه يلا بإذن الله تبقى كويس
: طيب مش خلاص ونركب المحلول علشان يرتاح ولا أي
ونس: هو مين دا يعم محمد اللي بيجي كل مره يزهقنا دا
محمد: دا أبني ريان
ونس: اه ماشي، أهو ارتاح شوية بإذن الله تبقى بخير
ريان: شكرًا ليكِ
ونس: الشكر لله شوية وهاجي أطمن على حضرتك
محمد: تمام يبنتي
ريان: رغاية أوي الممرضة دي
محمد: لأ دي جميلة
ريان: عشرية بزيادة
محمد: بس جميلة
ريان: هو اسمها أي
محمد: ونس
ريان: بجد
محمد: اه اسم جميل
ريان: جميل فعلًا
محمد: زيها كدا
ريان: ما خلاص يحج نجوزهالك يعني ولا أي مكنتش ممرضة يعني
محمد: بس يولا اسكت
ريان: حاضر.
ونس: نرجع ننام بقى
منى: وهو أحنا واخدين وردية بليل علشان ننام!
ونس: أعمل أي طيب الناس دي بتيجي في أوقات غريبة جدًا بالذات عم محمد دا كل اسبوع تلاقيه جيلنا الفجر وهو تعبان كدا وكل مرة ميكونش واكل مش عارفه أبنه دا أي بيجي مكشر كدا وبس
منى: يبت أنتِ راحة تعملي شغلك ولا تعرفي قصة حياتهم
ونس: لساني بيتكلم غصب عني بجد
منى: طيب روحي شوفي الدكتور يلا قومي
ونس: حاضر
«بعد فترة»
ونس: المحلول خلص والحرارة تمام والضغط بقا أحسن حافظ بس على الأكل والعلاج اللي الدكتور قالك عليه وأهتم بأكلك كويس والفيتامينات علشان المناعة بقى ضايعة خالص
محمد: حاضر شكرًا يبنتي
ونس: الشكر لله يلا تعالى أساعدك
ريان: تسلمي هساعده أنا شكرًا يا ونس مش اسمك ونس
ونس: أيوة
ريان: اسمك لطيف أوي
ونس: الله يخليك بعد أذنكم.
ونس: يا منى أنا هروح أشيل كانيولا دي وهمضي وهمشي عايزة حاجة
منى: سلامتك يا حبيبتي ربنا يوفقك أبقي طمنيني عليكي
ونس: حاضر يلا سلام
منى: سلام.
ذهبت إلى منزلي وصعدت الدرج أتفقد غرفة أبي؛ ولكنه لا يوجد بها يبدو أنه بات بالخارج الأمس، ويبدو أن «غادة» نائمة ذهبت إلى غرفتي أبدلت ملابسي واستلقيت على فراشي، كان يوم شاق؛ ولكنه جميل أيضًا فكُل أيامي في العمل تكون جميلة على قلبي كما أن عملي يعني لي الكثير، فلقد حاربت حتى أناله.
استيقظت اليوم التالي على الصوت الذي لا أكره في حياتي مثله، بالطبع صوت المنبه الخاص بي كُنت متحمسة عندما أدركت أن موعد العمل الخاص بوالدي لم يأتي، وبالطبع هو موجود الآن ويُمكنني التحدث معه ولو لقليل مِن الوقت  نهضت على الفور؛ لألحق بِه قبل أن يمُر الوقت ويذهب.
ونس: صباح الخير يا غادة
غادة: صباح النور يا حبيبتي
ونس: فين بابا اه صح أكيد عند السفرة هجيلك تاني سلام
ونس: بابا.. أي دا هو فين
غادة: هو مشي
ونس: مشي دلوقتي دا لسه بدري على الشغل أنا صحيت بدري علشان عايزة أتكلم معاه
غادة: قال أنه وراه شغل ضروري ومش هيقدر يتأخر وسابلك دا معايا
ونس: وريني كدا
«ونس حبيبتي ورايا شغل مهم ومش هقدر أتأخر ممكن أقعد يومين برا سيبتلك الفلوس اللي تكفيكِ ولو احتاجتي حاجة تاني أبقي كلميني هبعتلك»
كتر خيره ربنا يوفقه يارب
غادة: احضرلك الفطار دلوقتي
ونس: تسلميلي مش عايزة
غادة: عايزة أقولك على حاجة أنا قولت لعم مُراد ووافق بس قالي أسألك برضوا
ونس: أتفضلي
غادة: أنا كنت عايزة أخد أجازة يومين كدا أو اسبوع على حسب يعني
ونس: ليه في أي
غادة: أختي تعبانة ومفيش حد معاها وعيزاني أبقى جنبها
ونس: ألف سلامة عليها ربنا يتم شفاها على خير يارب، خلاص ماشي روحي ومتلتزميش بمعاد لما تخف وتبقى كويسة وتقدري تيجي تعالي
غادة: يارب يبنتي حاضر، أنتِ ماشية امتى
ونس: هلبس وأمشي أهو
غادة: طيب يلا نمشي سوا
ونس: حاضر.
تحركنا معًا مِن المنزل ثم أفترق طريقنا؛ لتذهب هي حيث تريد وأنا إلى عملي، كم أشعُر بالأستياء لرحيل «غادة» لبعض الأيام فهي تعني لي أيامي ومنزلي وأهلي التي فقدتهم مُبكرًا، ولكن لا طاقة لي للتفكير المُهلك، اليوم سوف أشغل نفسي قدر الإمكان في العمل.
ونس: مساء الخير
منى: مساء النور تعالي إرتاحي شوية يبنتي تعبتي أوي النهاردة
ونس: عندك حق والله بس الحمد لله كدا أحسن
منى: الحمد لله يا حبيبتي هتغيري وتروحي ولا هتعملي أي
ونس: لأ أنا مش مروحة النهاردة هبات هنا
منى: ليه
ونس: مليش نفس أروح البيت وكمان محدش هناك وهقعد لوحدي ودماغي هتموتني في التفكير أنا عارفة فعايزة أشغل نفسي بقى، هاخد وردية مكان حد أو هقعد لو لقدر الله حالة طوارئ جت ولا حاجة أساعد معاهم
منى: تمام يبنتي ربنا يوفقك يارب نقعد وماله
ونس: يارب، لا نقعد أي أنتِ هتروحي يلا قومي
منى: وأنا هروح أعمل أي في البيت أنا كمان ما أنا عايشة لوحدي وبعدين أنا عايزة أقعد معاكِ بقى عندك مانع ولا أي
ونس: لأ طبعًا بس علشان متتعبيش
منى: ولا تعب ولا حاجة وبعدين ما أحنا هنروح الصبح سوا عادي
ونس: خلاص ماشي ورايا مشوار صغير هعمله وأجيلك
منى: أي هو
ونس: طنط رحاب اللي كانت بتيجي هنا كتير مع بنتها دي عيزاني أروح أدي لبنتها حقنة علشان محدش راضي يديهالها وأنا قولتلها هجيلك هروح على طول وأجي مش هتأخر
منى: أنا مش مرتاحة للمرواح دا
ونس: لما أجي هنتكلم هروح وأجي بسرعة قبل ما الدكتور ما يحتاجني
منى: تمام يبنتي روحي.
ونس: سلام عليكم الدكتور ندالي
منى: وعليكم السلام، لأ هز أستأذن يروح مشوار ويجي أصلًا
ونس: طيب الحمد لله
منى: قوليلي بقى مش هنبطل نروح عند الناس كدا شغلك هنا كويس ومش بتحتاجي حاجة زيادة
ونس: أنا عارفة بس هما اللي بيبقوا محتاحين حاجة زيادة،  لما حد بيجي وبعملها حاجة ويقولي ممكن رقمك علشان لو في حاجة أبقى اعملهاله بتكسف أني أرفض وشايفة مفيش مانع أني أوافق، أنا بساعدهم ودا بيريحني مش كلهم في مقدرتهم أنهم يجوا هنا تاني يدفعوا كشف علشان يعملوا حاجة بسيطة، زي طنط رحاب مثلًا أنا عارفة إن مقدرتها مش أحسن حاجة وعلشان كدا مخدتش منها فلوس كمان، وزي عم محمود بيحتاج يغير على الجرح اللي في رجله ولما بيجي هنا بيبقى صعب عليه فبروح اعملهوله أنا، كلهم ناس طيبين وأنتِ عرفاهم وبيجوا هنا كتير يارب ميجوش هنا تاني أبدًا ويكونوا كويسين وبخير يارب
منى: يارب اللهم آمين
ونس: أنا بكون مبسوطة لما بشوفهم مبسوطين لما أساعدهم وماخدش منهم الأجر في دا لأنها حاجة بسيطة بس هتفرق معاهم وخير بقى ومفيش أهم من السلام النفسي بقى
منى: صح عندك حق أنا بس بكون قلقانة عليكي لو حسيتي في مرة إنك قلقانة تروحي لحد قوليلي وأنا هاجي معاكي
ونس: خلاص ماشي اتفقنا
منى: هو باباكي  ميعرفش بكدا صح
ونس: صح أنتِ عارفة أنه مش هيوافق وممكن ميخلنيش أنزل المستشفى تاني وأنتِ شايفة كنت بعاني علشان أفضل هنا أزاي
منى: أيوه فعلًا، قوليلي طيب كنتي جاية مدايقة ليه الصبح كدا
ونس: علشان غادة مشيت
منى: مشيت خالص
ونس: لأ فترة وهتيجي علشان بس أختها تعبانة وعايزة تكون جنبها
منى: اه ربنا يتم شفاها على خير يا رب
ونس: يا رب، أنا مدايقة علشان لما أروح البيت مش هتكون موجودة أنتِ عارفة غادة بالنسبالي عمرها ما كانت إنها بتشتغل عندنا في البيت بس لأ أنا من يوم ولادتي وبابا جابها علشان تربيني ولما عمتو عرفت دا وهي كانت مش بتخلف قالت لبابا أنه يمشيها وهي هتاخدني عندها، بابا رفض وهي كانت عيزاني فجت عندنا البيت وهي اللي كانت متكفلة بيا معاها لحد ما فترة رضاعتي خلصت وبدأت أكبر سابتني وسافرت وغادة فضلت هي معي، كانت أول واحدة شوفتها وكنت دايمًا شيفاها أمي بس أنتِ عارفة متعودتش على الكلمة وبحسها كبيرة أنها تتقال فبقولها غادة عادي زي ما عودتني هي الوحيدة اللي شايفة بابا بيعمل معايا أي من وأنا صغيرة ولحد دلوقتي، وبتهون عليا كل اللي هو بيعمله والله ربنا يبارك في عمرها ويحفظها يا رب
منى: هي كانت مامتك فعلًا ربنا يبارك فيها ويديمها ليكوا يا رب، هي مش متجوزة
ونس: يا رب، لأ متجوزتش، بس أنا بقى محظوظة علشان عرفتك بجد الحمد لله أني نزلت المستشفى علشان شوفتك وبقينا أصحاب أنتِ حنينة وجميلة أوي وعمرك ما حسستيني إنك حاجة غير صحبتي بجد أوقات بتمنى لو إنك كنتي أمي والله
منى وهي بتحضنها: ما أنا مامتك فعلًا وصحبتك وأختك وكل حاجة
ونس: ربنا يديمك ليا
منى: يا رب يحبيبتي، هي مامتك مكنتش عندها أخوات
ونس: مش عارفة
منى: أزاي محدش بيجي زيارة ولا أنتوا بتروحوا لحد
ونس: أنا معرفش أي حد منهم فعلًا من وقت ما عرفت إن أمي ميتة، وبابا قال وقرايبها رموكي وقالوا مش عايزين نعرفك ولا أنتِ ولا أبوكِ وبابا متخانق معاهم ومش بنروح ولا أعرف حد أنا مش فاكرة إن الموقف دا حصل خالص بس مفكرتش أسأل في مرة، خوفًا من بابا بصراحة بس أوقات بفكر مش هما المفروض أهلي لو موجودين مش بتحاسب على صلة الرحم دي
منى: مش عارفة والله بس أعتقد ممكن، بس متخفيش أنتِ مش بتسألي على حاجة غلط دي حاجة عادية وأكيد هو عارف إنك في يوم هتسألي عنها لو عايزة تعملي دا أعملي
ونس: حاضر هفكر كدا
: طقم التمريض فين بسرعة.

يُتبع..
_شهد هاني السيد.

تعثُرات صائِبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن