مقدمة

63 3 2
                                    


"عزيزتي رحيل ،اذكر ذات مرة ان والدتي اخبرتني ان لكُلٍ منا حظٌ من اسمه ،فلطالما ظننت ان حظك من اسمك كان ان ترحلي عمن يحبونك.............. ،ولكنني أدركت فيما بعد ان حظك من اسمك كان ان يرحل عنكِ من يحبونك وليس العكس".

"عزيزتي رحيل، أكتبُ اليكِ كما اعتدت منذ رحيلي، وكما هو معتاد لا يصلني رد ،هل تصلك رسائلي؟! هل تقرأينها ؟! والسؤال الأهم ،هل انتِ بخير ؟! .........."

"عزيزتي رحيل ،.......... "

"عزيزتي رحيل ،.................."

"عزيزتي رحيل ،................ انا احبك ،لطالما فعلت ".

"عزيزتي رحيل ،................ لن أنساكي ....... ".

"عزيزي أنس ،لقد مرّ وقت طويل منذ آخر خاطر مرّ لك بخلْدِي ،فعلمتُ ان ما كنت أسمّيه حب ،لم يكن كذلك ،وانما فيضٌ من المشاعر تراكم بداخلي من شدة انغلاقي طوال طفولتي وعندما جرفني تيار المراهقة ولم اجد سواك امامي ،غمرتك بتلك المشاعر دون ارادة مني لسذاجتي وتوالت الأيام وجرفني تيار آخر يُسمى الشباب ،فأصبتُ بمرض يسمّى "النضج" هزمني ذلك المرض واصاب عاطفتي بالجفاف ،ف بِتُّ اصبحُ كما أُمسي ،فتاة عقلانية هادئة يجرفها تيار الحياة ولا تُلقي للحب بالاً ،وبمرور الوقت انقطعت تلك الاحاديث التي كنت اتبادلها معك _في مخيلتي_ فأصبحتَ في قلبي عَدَم ،كما لم أكن في حياتك سوى عَدَم".

كلمات مبعثرة من بقايا رسائل غطّاها الغُبار ،رسائل لم يُقدَّر لها ان تصل لأصحابها ،رسائل كُتبت لتُنسي وتفقد أهميتها بمرور الزمن ،رسائل كانت ستغير الكثير ولكنها تأخرت ،تأخرت كثيراً ...

و يبقي السؤال الأهم ،هل ستصل تلك الرسائل يوما ؟!

ذلك ما سنكتشفه لاحقاً .

ترقّبوا ...

رَحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن