٨_معرفة قديمة

13 1 0
                                    

وقف "أنس" يراقب "رحيل" التي تتحدث الي "بلال" في عدة امور لم تصل اليه لابتعاده عنهم،ثم انعقد حاجباه بتساؤل والفضول يأكل عقله عندما رأها تترك شقيقه وتتحرك مبتعدة تتخذ مقعدها جوار السائق الذي لا يعلم من اين اتى من ثم تحركت السيارة مبتعدة عن ناظريه

انتظر اقتراب شقيقه منه ثم تساءل :- في حاجه ولا ايه ..؟!

اجاب شقيقه بملل :- ابدا ،كانت بتوصيني على شوية حاجات اعملها على ما ترجع

اومأ "أنس" بهدوء ثم عاد يسأل بتردد :- طب متعرفش هي رايحه فين عالصبح كدا ؟!

حرك شقيقه رأسه بالرفض ثم تابع بإحراج :- لا، انا حتى جربت اسألها بشياكة كدا وبطريقة غير مباشرة، مردتش عليا وسابتني ومشيت

قهقه "أنس" اثناء قوله :- عشان كدا وشك قلب الوان ؟!

اومأ "بلال" بضيق متسائلا :- كان منظري وحش ؟!

- شبه الفانلة المقطعة

_حاسس اني اتهزقت

-متحسش ،اتأكد

رمق "بلال" شقيقه من اعلى لأسفل ونظرات جانبيه ساخطة ،ثم زفر مطولا وأردف بضيق :- شكلها كدا مش طيقاني بعد اللي حصل امبارح

لم يفهم "أنس" ما يرمي اليه شقيقه ولم يتوانى الاخير عن اخباره فما كان من الاول الا ان قهقه بملئ صوته وقد راق له ما فعلت ،وفي نفسه ادرك صدق كلمتها عندما اخبرته انه لم يعرفها قط ،فهذه الشخصية الجديدة كلياً بالفعل لا يعرفها

أين تلك الفتاة الرقيقة الهادئة التي تفعل كما تؤمر دون اعتراض ؟ اين تلك الفتاة الخجولة التى تخشى ابداء رأيها مخافة ان تظهر حمقاء امام الاخربن ؟ أين وأين وأين ...؟ يبدو انه فاته الكثير خلال تلك السنوات

استفاق على سؤال شقيقه المستنكر :- انت بتضحك ؟!

اجاب الآخر بإعجاب :- طب والله شاطرة وبتفكر بره الصندوق ورغم انه مش شغلها بس قدرت تاخد الريسك وتطلع بحل للمشكلة في أقل من ساعة

ثم تابع :- لولاها كان زمان صاحب الارض قاعد يندب ،وكان اقصى حل يطلع بيه انه يزرع محصول تاني يعوض بيه الخسارة اللي خسرها وشكرا على كدا

أيَّده "بلال" قائلا :- انا منكرش فعلا ان قرارها يترفعله القبعة بس الفكرة نفسها مجنونة وتنفيذها في اقل من يوم كان الجنون بعينه

التفت اليه "أنس" واسترسل حديثه يتساءل بهدوء :- بقولك ايه يا بلال انت مش من زمان كان نفسك تتدرب مع حد واو وافكاره جديدة وبيشتغل من قلبه وبيطلع احسن ما عنده ؟!

اومأ "بلال" بالإيجاب فتابع الآخر :- انت بنفسك شكرت في رحيل وقولت انها شاطرة وافكارها غير وبتعرف تفكر صح وغيره وغيره ،يبقى فرصتك وجاتلك لحد عندك يا معلم ؛استغلها صح بقى وحاول تتعلم منها

رَحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن