أَرْنَبَةٌ فِي وَجَارِ ذِئبِ

مساعدة مفاجئة

اشرقت الشمس مرة اخرى على تلك القرية بعد ثلاثة اسابيع من عودة الجيش المنتصر الى الديار

دغدغت الشمس وجهها لإيقاظها من نومها، فتكشر ملامحها وتدفن وجهها في فرو الماعز التي كانت تستند عليها ' يا لهذا الازعاج... لماذا يجب ان استيقظ بمجرد ان تشرق الشمس ؟! انها الساعة السادسة !! '

تذمرت ناهضة من مكانها بدون اصدار اي صوت لكي لا توقظ السيد تيس الذي اصبح اكثر ليونة معها لاعتياده على وجودها تنام بجانب زوجته، لكنه كان يثور فجأة وبدون سابق انذار ويقوم بملاحقتها

' انننن ! افلتّ منك هذه المرة ايضاً ايها الزعج ! '

سخرت منه في نفسها تناظره بتحدي وهو يغط في نوم عميق، ثم بدأت بارتداء ذات الفستان الذي ارتدته طوال الاسابيع الماضية

كانت تقضي يومها حبيسة الكوخ والحضيرة وتتحرك بينهما كما تشاء بما انها لم تتمكن من رؤية سيدها ابداً طوال تلك الايام، تبحث عن طعام في الكوخ وتحاول اخفاء آثارها، ثم تعود الى الحضيرة تجالس الحيوانات وتلعب معها وتتشاجر مع سيد تيس

_ لا !! هذا ليس الوقت المناسب لينفد الماء لدي !!! _

صرخت بعجز عندما نظرت في الجرة المخصصة لمياه الشرب وقد نفد كل ما فيها من ماء، والان هي مضطرة للخروج والبحث عن الماء، وسيكون الاسوأ ان لم يتواجد بئر قريب

' فقط سأرتدي ردائي واذهب نحو مكان الاعشاب المتواجدة بكثرة، لابد ان يكون هناك مصدر مياه بالقرب منها.. '

فكرة ذكية خطرت ببالها، وفعلاً ارتدته وغطت به جزءاً من وجهها للتغطية عن نفسها، وقبل ان تخرج من الكوخ فاجأها صوت طرق الباب وخلفه امرأة تتكلم بالنرويجية

_ هل من احد هنا؟ _

_ الست موجوداً هنا باكوغو؟؟ _

تنظر اوريانا يميناً ويساراً باحثة عن مكان تختبئ فيه خوفاً من ان تكتشف الطارقة امر وجودها، وفعلاً اتجهت نحو السرير للاختفاء تحته

وقبل ان تنحني للتمدد اسفل السرير، تكلمت المرأة مرة اخرى قائلة شيئاً فهمته اوريانا

_ آنستي، لا شك انكِ هنا، ارجوكِ افتحي الباب، نحن لن نؤذيكِ- _

ركضت اوريانا نحو الباب فاتحة اياه قبل ان تنهي المرأة كلماتها، فاحصة تلك الطارقة بنظراتها لتتعرف عليها، ومع انها لم تتعرف عليها الا انها شعرت بالانتماء نحوها

كانت بملامح جميلة وهادئة بشعر بنفسجي غامق وعيون بنفس اللون، برفقتها امرأتان احداهما ذات شعر بني والاخرى بشعر وبشرة ورديتين

_ مـ- مرحباً.. المـ.. عذرة؟ _

تمالكت اوريانا نفسها ونبست محاولة اخفاء سعادتها وارتياحها تحت قناع الاستغراب والتفاجؤ، مخبئة جسدها بالكامل خلف الباب ولم تظهر غير رأسها