حفلة البداية

48 4 189
                                    

في ذات المكان والساعة، وهما يتناولان طعام العشاء بصمت كما هي العادة، يمسي الجو بينهم اكثر توتراً وضيقاً

حاولت قطع الصمت المربك بقول شيء ما، لكن افكارها خانتها في لحظة صعبة لعدم وجود اي شيء يمكنها قوله، لكنها بالتأكيد تعرف انه يجب عليها فتح موضوع لذكر امر الذهاب الى منزل مينا

_ ا.. احم.. المعذرة.. _

لفتت انتباهه حيث رفع نظره اليها وهو مازال يمضغ قطعة اللحم الكبيرة في فمه، فتبتلع كتلة كبيرة في حلقها وهي تنظر الى الجهة اخرى بتوتر

' والان يفترض بي ان اطلب منه اصطحابي اليس كذلك؟.... انه صعب ! '

التفتت اليه لتقابل عينيه التي تنظر اليها بملل غير مبالية بالبركان الذي انفجر داخلها، هي موقنة ان العيش مع هذا الرجل سيسبب لها عجزاً في القلب

_ حـ- حسناً.... انه... _

تلعثمت وتلكأت وهي تحاول ايجاد كلمة تفتح بها الموضوع، ملاحظة ملامحه التي بدأت بإظهار انزعاجه من السخافة التي تقوم بها حالياً، فاستسلمت وتركت الموضوع خارج عقلها وقامت بترقيع الموقف

_ كـ- كـ.. كم الساعة... ا.. الان؟ _

سألت بابتسامة محرجة ونبرة غبية، متلافية الامر الذي كانت تبغي طرحه عليه، فقطب حاجبيه مستغرباً من توترها لمجرد سؤاله عن الساعة، غير مصدق انها قررت الحديث معه لسبب كهذا بتاتاً، لكنه لم يهتم واخبرها وهو يستمر بتناول طعامه بسلام

_ ستكون السابعة بعد نصف ساعة _

اومأت شاكرة له ثم نهضت من مكانها لتخرج متجهة نحو الحظيرة، وهو لم يستغرب من ذلك كونها تفعله كل يوم بعد ان تأكل لقمة او لقمتين كحد اقصى من العشاء الذي يفترض ان يتشاركاه، وتذهب الى اصدقائها الاعزاء لتنام عندهم بعد اللعب والضجيج الذي يصدرونه

لكنها في الواقع لم تكن ذاهبة للعب مع الحيوانات لساعتين والنوم بعدها عندما تصبح الساعة التاسعة كما هي العادة، بل انطلقت نحو وجهتها الجديدة لهذا اليوم وهو منزل مينا، معتمدة على ذاكرتها لوصف الطريق المؤدي الى هناك

كان باكوغو قد احس بأنها ليست في الحظيرة كونها لم تصدر ضجيجاً للآن، فعرف فوراً انها قررت اخيراً التصرف بغباء والذهاب الى منزل صديقتها بمفردها، ليتها فقط اخبرته بأن يصطحبها، لقد كان ينتظر منها ان تطلب منه لكي يوافق، فكبرياؤه لا يسمح له بعرض الموضوع عليها وسؤالها ان كانت تريد منه اصطحابها

' تشه، اصبحت اهتم بمواضيع تافهة هذه الايام، هل بدأت اصبح عجوزاً خرفاً؟؟ '

تجاهل تلك الافكار الغبية التي منعته من التركيز على تدريبه، لكنه مهما يفعل لا يمكنه ابعاد فكرة اختطافها او تعرضها للأذى اثناء الذهاب الى هناك

أَرْنَبَةٌ فِي وَجَارِ ذِئبِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن