احتراق

83 11 11
                                    

فتح الباب رجل يبدو في سن الأربعين من العمر طويل و يشبه لجان كثيرا  إلا أنه يملك و جها أعرض من وجه جان و جسم كذلك، مستجيبا لصوت الجرس
ليجد جان  و في عينيه دموع، فتلك حالة الشعور بالذنب التي تصيبه كلما ارتكب جريمة أو خطأ

فييحتضنه قائلا :- أخي العزيز ما دهاك أخبرني؟ ثم يأخذه ليجلس في الصالون

ليسأله جان :- هل الاعتراف بالذنب و كل ما اقترفناه من أخطاء يجعل منا شرفاء ؟

لترمقه نظرة أخيه و يكاد جان يسمع ما دار في داخله إثر هذه النظرة و كأنه يقول ألست شريفا يا جان ؟

فإن ألبرت أخو جان يعمل رئيسا للمخابرات و يعرف جيدا هذه الحالة و هي حالة الوهن التي تصيب المجرمين عندما يفقدوا الأمل من النجاة فيعترفوا بكل جرائمهم قبل الموت .

تدفق الخوف في صدر ألبرت على أخيه، و هو يشعر بالذنب مما عاناه جان و تركه له هو وصغير و الآن بعدما عاد إليه يخشى أن يقول الفراق كلمته فيهما و يخسر أخاه للأبد.

تنهد ألبرت و وضع رأس جان فوق صدره، و طلب منه أن يعترف له و أقسم بأنه لن يدعه يضيع و لن يترك للأذى سبيلا إليه.

ففاضت عينا جان بالدموع، وفاض لسانه بكل ما هو مسجون في قلبه .

ليترك الحيرة و التعجب و التفكير لعقل ألبرت أيعقل ما سمع ؟

نام جان كطفل صغير، بعدما أبعد هذه الجبال التي كانت كالأوتاد في قلبه، أزاحها لتسكن قلب أخيه و يطهر قلبه هو منها.

في الصباح استيقظ جان و لم يجد أخاه ألبرت و لا زوجته ساندي ، و خطرت على باله سيلا فوضع رأسه بين كفيه و نفخ قائلا :-

آسف يا سيلا، تركتك وحدك و أنا أعلم مدى خوفك من الوحدة، و من ثم يقول :- لماذا لم تتصل بي ؟ فيخرج هاتفه من جيبه ليجده مغلقا .

ثم يقول لنفسه أعطني فرصة يا سيلا لأنظف نفسي كي أحتضنك بصدق فأنا حقا أحببتك و لكني حقير قذر أعدك بأن أصبح إنسانا سويا حتى لو كان العقاب هو الحل، و لكن عليكي أن تقفي بجواري و تدعميني ربما أخيب أو أفقد الأمل في العودة مجددا .

..........
بعد مرور عامين.
..........

كان مروان استعاد كل شركاته و جسمه الرياضي مجددا و اتسعت شهرته و أصبح له علامة واضحة في السوق التجاري .

و في نفس الوقت كان يتودد لمنى، و قد لاحظ منها أخيرا أنها سامحته

......

أما جان و سيلا فقد عادا لبعضهما و أرادت الحياة أن تمتعهما قليلا.
..

ذهب مروان لبيت جان ليخبره بأن منى وافقت أخيرا أن تعطيه فرصة ثانية و أن يبدأ معها من جديد و أننا سنتزوج غدا

و يقول كلامه و عيناه على جان فهو إلى الآن لم يعرف لماذا فرقهما جان من قبل ؟

قال مروان في نفسه كل شئ سيتضح غدا يا جان و غدا ليس ببعيد و أعدك أني لن أغفرها لك

رؤية مشوشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن