عودة2

87 12 7
                                    

وصل مروان إلى بيت منى حاملا معاذ بين يديه و كانت منى تقف في الحديقة منتظرة، عندما رأته هرولت إليه مسرعة متسائلة:-

أخي يا روحي ماذا جرى لك ؟

ليجيبها مروان :- إنه بخير هذا إثر المنوم فقط .
فتحت له الباب و دخل لبيت منى وكل مشاعره متداخلة
و ضميره محتج على كرامته التي يريد أن يستردها، بقهره لمنى سائلا نفسه:- هل هذا حقا ما سيشفي غليل قلبك ؟

وضع معاذ على سريره، و نظر إليه و هم ليخرج ليجد منى تقف أمامه سائلة أين طارق ؟

تنهد قائلا إذا دعينا نحكي في الحديقة، و خرجا
قال لها مروان إن طارق قتل لتجيبه :- أنت تكذب علي أجب ماذا فعلت به ؟

مروان :- أحذرك إياك أن تشير بأصابع الأتهام على شخص يستعد أن يضحي بروحه من أجلك ، لأنه قد لا يغفرها لك مرة أخرى،  لديك أخيك عندما يستيقظ إسأليه عما حدث و لماذا خطفه طارق القذر قبل قتله ؟

منى بصوت متحشرج يخنقه البكاء:- بل أخبرني أنت
و جلست على كرسي الحديقة ناظرة للسماء لتتساقط دموعها واحدة تلو الأخرى .

ليجلس بجوارها مروان و يقص عليها ما حدث بالتفصيل

لتقول منى :- أشعر بالقرف من نفسي كلما تذكرت لمساته لي و نظراته التي كنت أظنها بدافع الأخوة. كل هذا كان بدافع نية خبيثة ملوثة. اااه ياربي

و أخذت تسترسل بالحديث مع مروان قائلة :- تلك الروح المعظمة لدى الإله و التي خلقها و كرمها لماذا لا تنال بعض القدسية عند البشر ، لماذا يستهينون بها هكذا ؟
شخص كطارق ليصل لي، يريد أن يذرف روح طفل صغير .
اختلاف الدين قد يجعل أرواح تتطاير، توجهك السياسي قد ينهيك.

قالت كل هذا و هي ناظرة للسماء و كأنها تعاتبها بكلماتها، لم تلتفت لمروان و أكملت حديثها و هي معلقة عيناها للسماء متأملة نجومها فما أثقل هذه الليلة على قلبها ؟!

قائلة :- أتدري يا مروان كيف فقدت أهلي؟

لأن أبي يحمل فكرا مختلفا عما كانوا يحملوه، لأنه سلك توجها سياسيا آخر، لأنه أراد لسوريا الحرية، فكانت مكافئتها له بأن تحمله و أمي في جوفها،  فإبنها البار هذا الذي يسعى لنهضتها من جديد لا يستحق أن يمشي فوق أرضها بل تحمله في جوفها و أحشائها.

عندما علموا أن الناس أصبحت تستمع لأبي و أصبحوا يقولون للظلم لا ، و أصبحوا يعبرون عن آرائهم بحرية غير آبهين بنظرة المجتمع لهم ، كان صاروخ واحد يعيدهم لصوابهم يعيد أبي و أمي للخالق، و يعيد الخوف ليسكن أنفس الناس من جديد.

عندما تيقنت من موت أبي و أمي ذهبت في منطقة هادئة بعيدة عن تجمع الناس عند بيتنا المهدم

و نظرت للسماء و صرخت بكل ما أوتيت من قوة ظننت بأن صرخاتي ستشق السماء من قوتها و تنزل جيوش تنتقم من قاتلهما أينما كان .

رؤية مشوشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن