الفصل الثالث

12 1 0
                                    

الى أي مدى يكون الصداع مزعجًا؟ مثل طرقة مسمار في الرأس ربما. لقد تزاحم علي مؤخرًا الشعور به...النهار، الليل، الضحى، الظهر...مزعج. 

دخلت المطبخ بعد أن احسست بالجوع فُتح باب الثلاجة من تلقاء نفسه نظرت لما فيها وقد كانت ممتلئة بما يمكن اكله، اتساءل ما اذا كان صاحب المنزل سيسمح بتناوله، سمعت صوت اشعار من هاتفي في تلك اللحظة نظرت اليه لأرى رسالة من اختي تقول "هل يمكنك اقراضي بعض المال؟" أصدرت تنهيدة انا بالكاد لدي بعض النقود وهي تعلم ذلك لكن...فقط دعنا نقول لها حسنًا...
بعد أن تناولت بعض الطعام صعدت للغرفة وجلست على مكتبي، علي الدراسة بعد كل شيء امضيت الكثير من الوقت وانا جالس على مكتبي الى ما بعد منتصف الليل ربما، يا رجل هذا كله بسبب لابروش لقد قمت بمراكمة الكثير من الامور التي يجب علي دراستها، حينها اتصل علي لابروش في اللحظة التي فكرت بها به
"يو ليكوس~ كيف حالك؟"
"جيد. ماذا تريد في مثل هذه الساعة؟"
"حسنا...لا تخرج من غرفتك حتى الصباح"
"ولما؟"
"لا أعرف يا رجل! فقط ابقى بغرفتك!"
مابال هذا المخلوق حقًا؟ يتصل علي بساعة متأخرة ويطلب أن ابقى بغرفتي؟ لما قد اخرج اساسا؟ لا أعرف كيف اصبحت صديقًا لهذا المخلوق بالفعل...

...اين كنت مرة اخرى...؟ رفعت رأسي بتثاقل عن مكتبي وتثاءبت، يبدو أنني أخذت غفوة من الدراسة فحسب، نظرت بين يدي لأجد أن الملخص قد اختفى وقفت وبت انظر بأرجاء الغرفة لعلي اجده، قررت الخروج من الغرفة لأبحث عنه نزلت من الدرج وبنهايته دست على شيء بارد نظرت للأسفل و...؟
"هاه...؟؟!!!!"
وجه مزرق مفصول عن الجسد! أليس التصرف الطبيعي في مثل هذه المواقف هو الهروب والاتصال بالشرطة؟ جريت بتجاه المخرج وعند وصولي له دست على عتبة الباب حينها لاقت قدمي ذلك المسمار قرصة الألم تلك خرجت منها صرخة يتبعها صرير على الاسنان وسقطت أرضًا
"...تبًا"
حاولت الوقوف مرة اخرى وامسكت قبضة الباب وفي اللحظة التي رغبت بها بفتح الباب فتحه شخص آخر من الجهة الاخرى، قد كان صاحب المنزل. تجمدت بمكاني لوهلة، أهوَ القاتل؟ قررت تجاوزه بسرعة من دون قول أي شي لكنه أمسك بي بقوة من ذراعي وقال بصوت يبعث القشعريرة في البدن
"الى أين تهرب؟"
لا شك في كونه القاتل! حاولت الافلات منه لكن بلا جدوى، لم أكن أعتقد انه بهذا الكم من القوة، قلت بينما ما زلت احاول الهروب
"افلتني أيها القاتل!"
عند سماعه ما قلته مال برأسه قليلا وتمتم "قاتل؟" سحبني بقوة من ذراعي الي حيث الجثة وضغط بيده على كتفي مما جعلتي اسقط على ركبتيْ، امسك بذقني وادار وجهي اتجاه الجثة
"الا تعرفه؟"
هاه؟! اعرف من؟ مقلة عيناي كانت تهتز في تلك اللحظة لم يكن بأمكانها تتبع اي شيء، اغمضت عيناي بقوة كبيرة ثم فتحتهما مرة اخرى لأعيد النظر لرأس تلك الجثة وقد كان...شخصًا لا اعرفه بحق!!
"لا تتدعي الجهل ليكوس، أنت من قمت بقتل هذا الشخص"
مالذي يقوله هذا الوغد بحق! أفقد عقله أو ماشابه؟! المقاومة بشكلٍ اهوج هكذا لن يكون بصلاحي، علي الهدوء والتفكير فيما يمكنني فعله...المسمار...مددت يدي الحرة بهدوء وامسك بالمسمار العالق بمؤخرة قدمي، علي ان انزعه! في اللحظة التي بدأت بسحبه بها انفجر الألم وقد كان شديدا اغمضت عيناي بقوة بدا الامر كما لو انني اخلع كل مافي قدمي الألم كان يصطف في اذني على شكل طنين وفي مرحلة ما ادركت ان المسمار بات منزوعا بالكامل في يدي كان صاحب المنزل ما يزال يدير رأسي تجاه الجثة ويقول ذلك الهراء بشأن انني اعرف هذا الشخص الان كل ماعلي فعله هو غرس هذه اللعنة بقدمه! وبسرعة اتجهت يدي اتجاه قدمه انا موشك على طعنه لكن وبكل سهولة...تجنبها
"يبدو انك مازلت لا تدرك الامر ليكوس"
فجأة وعلى غرار المتوقع افلتني
"اذهب"
اذهب؟ وقفت بصعوبة وذهبت بسرعة بينما اعرج خارج المنزل واتصلت بالشرطة رفعت انظاري لذلك النفق الرهيب الذي علي عبوره لكن لا وقت الآن للعن ظلامه، دخلت النفق الذي قد بلع كل الظلام في الكون على الرغم من قصره وخرجت خلال بضعة ثواني ثم لا اعرف كم من الدقائق مرت حتى وصلت الشرطة

"هل انت متأكد مما رأيته؟"
"انا على تمام الثقة!"
كنت احدث الشرطي في مركز الشرطة بكل ما حدث الشرطة لم تجد اي شيء في ذلك المنزل سواء من جثة او دماء بعدما قد اخذوا معلوماتي الشخصية ثم بعد بضعة دقائق جاء احد رجال الشرطة وقال شيء ما الى ذلك الشرطي فتنهد وقال
"حسنا يمكنك العودة للمنزل"
"والقضية؟"
"لا يوجد قضية"
"كيف يمكنك ان تقول هذا بعد كل ما اخبرت-"
"ارحني! انت بالفعل تمتلك سجل بمشفى الامراض العقلية!"
"...لكن"
"قلت انك دست على مسمار وقد خرج الدم اذن اخبرني اين هو الجرح والدم هاه؟"
نظرت الى اقدامي الحافية...لا قطرة دم ولا جروح...

وصل لابروش الى امام مركز الشرطة حيث أنني كنت انتظره هناك بعد اتصالي به، الآن انا في امس الحاجة للحديث لهذا الرجل بحق...
اخبرت لابروش بكل ما حدث بالتفصيل وكان يبتسم من حين لآخر اثناء كلامي ويومئ برأسه ويلقي النكات ايضًا! ذلك كان يثير حنقي بشدة
"هل تنصت الى ما اقوله حتى؟"
هز لابروش رأسه
"نعم نعم انصت"
"اذا ماذا يجب ان افعل؟"
"فقط لا تعطي للامر بالا وانتقل"
ماذا يعني الآن ب"لا تعطي للامر بالا"؟ انا بالفعل قد وجدت جثة!
"لابروش هل سندع صاحب المنزل يفلت؟ الشرطة لم تستمع لي لكوني امتلك سج-"
"انت بالفعل تمتلك واحد"
قال ذلك بوجه يحمل تعابير يملؤها سيل من مشاعر المراعاة والشفقة في آن يقتفيها لحظة صمت يملؤها الضجيج...ثقل كاهلي مما قاله شعرت بالضياع والعمى لوهلة طويلة
"لكنني ظننت انك تعلم انني لم ادخل المشفى لكوني...مجنونًا صحيح؟"
استدرك لابروش ماقاله واراد اصلاح الوضع بسرعة
"س-سأذهب لشراء حذاء لك"
ذهب لابروش مسرعًا لشراء حذاء لابد انه يعطي نفسه بعض الوقت للتفكير في اعذار ليقولها بمجرد رجوعه، تبًا لما يحدث كل هذا لي... اعني انا اعرف انني ارى واسمع امورًا لا يفعلها البشر عادة لكنها لا تكون بالوضوح وبالقوة التي حدثت اليوم، لكن حقًا كيف اختفى الجرح! ذلك الألم محال أن يكون وهمًا! فجأة رأيت شخص قد قدم بتجاهي، كان يضيق الافق معه بكل خطوة، ويزيد ضيق الافق من ضيق صداه في أرجاء المكان المزدحم، لقد تعرفت عليه، انه ذلك المريب في الزقاق جلس بجانبي بينما مازال يضع يداه في جيوبه وقال بدون ان ينظر الي حتى
"أنا اصدقك."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحادي عشرة بعد المئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن