الفصل الأول

23 4 5
                                    

العالم يسوده الطغيان، الجمع متيم بالقيل والقال، لايهم كم ترمي كلماتهم بحياة أحدهم لجعلها مؤرقة، تلك هي نشوتهم بعد كل شيء...أليس كذلك؟

دست على تلك الأرضية الرطبة يفوح منها رائحة الطين، حدقت بذلك النفق حالك الظلمة واطلقت نفسًا عميقًا، علي أن أخوضه اليوم أيضا...
غصت بذلك السواد وفي نهايته لمحت خيال احدهم فأختفى فورًا، إنه لا يبدو بالأمر الجلل كما اعتقدت لكن...تلك الأنفاس التي أشعر بها في مؤخرة رقبتي لايمكن أن تكون وهمًا صحيح؟
"بوو~"
قفزت من مكاني والتفت بسرعة بالغة إلى خلفي وتنهدت، لقد كان هو بعد كل شيء، لابروش صديقي
"يو ليكوس~ يا رجل لقد تصرفت كجبان للتو!"
هذا الأحمق يعرف جيدا كيف يزعجني، تنهدت ثانية وقلت
"حسنا يجب ان اعترف انها قد انطلت علي تماما هذه المرة، على اي حال كيف استطعت الاختفاء بتلك الطريقة من نهاية النفق وبت ورائي"
صمت لابروش لوهله ثم ارتسمت ابتسامة عريضة على معالم وجهه
"نهاية النفق؟ لم أكن هناك في المقام الأول يا صاح"
"هاه؟! لا يعقل أنا متأكد من رؤيتي لأحدهم في-"
صفع ظهري بكفه وقال بنبرة ساخرة
" ألم أخبرك أن عليك أن تكف عن مشاهدة أفلام الرعب؟"
هذا المزعج... أنا لا احب مشاهدة الافلام اساسا، مؤخرا بعض الامور المريبة كانت تحدث معي وكلما حدثته عنها يبدأ بقول الهراء مثل الآن، على أي حال مالذي جاء به إلى هنا؟ القى لابروش نظرة على وجهي وأدرك على الفور السؤال الذي كنت على وشك طرحه عليه
" لم آتي لسبب محدد...فقط وداعا"
ها؟! فقط هذا؟ هل جاء من اجل ان يلقي بتلك المزحة السخيفة ويغادر ببساطة؟ هذا الرجل حقا غير معقول البتة! اكملت سيري إلى المنزل الذي اسكن فيه، وقفت أمامه أتأمله لوهله، أنه يبدو منزل عادي جدا كباقي البيوت تماما، تقطنه عائلة تأجرني غرفة من المنزل لسعر زهيد لكونه بعيد قليلا عن باقي البيوت
"ولذلك علي عبور ذلك النفق المشؤوم كل يوم" همست لنفسي
دخلت المنزل، كان هادئ كما لو أن ليس هناك اي احد غيري، حسنا هذا يناسبني، دخلت للغرفة واستلقيت على السرير قبل ان اسمع صوت بكاء طفل من الغرفة المجاورة مرة اخرى اليوم...آه...هذه العائلة تمتلك طفلا لا يكف عن البكاء حقا... لنحاول تجاهل هذا الازعاج فحسب، فتحت الستارة وكان القمر بدرًا، كم هو جميل ضوء القمر هذا، في وسط الظلام الدامس الذي يغلف السماء بكل نواحيها يضيئها هذا البدر المشع، النسمات البارد التي تعبر من النافذة وتلاطف جسدي، واصوات حفيف اوراق الأشجار تطرب سمعي، فجأة ازداد صوت بكاء الطفل اكثر واكثر عكر علي صفوة مزاجي، اغلقت النافذة وهلمت الى النوم وانا منزعج عندها شعرت بتلك الهمسة التي اطلقت انفاسًا باردة عند اذني...

          "أنت حقًا ستتجاهل بكائي فحسب"

الحادي عشرة بعد المئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن