دانيال
زهور حمراء، عشب أخضر، أرض منبسطة واسعة وفارغة، أستلقي على العشب، الشمس على وشك أن تغرب، زجاجة الفودكا في يدي، نسمات الهواء تداعب وجهي وشعري، أنا مرتاح...مرتاح للغاية.. أغمض عيناي لوحدي ولا يوجد أي شخص معي، أخيرا انا لوحدي ولا يوجد من يزعجني..لا يوجد أي شيء..فارغ..
"داني! داني إستيقظ"
الصوت الهامس تناهى إلى مسامعي يجعلني أعقد حاجباي بإنزعاج وألتف للجهة الأخرى بينما أرفع الزجاجة لآخذ رشفة كبيرة منها.
"داني"
جسدي إهتز بفعل شخص ما يجعل الصورة تبدأ بالتلاشي من امامي، اللعنة..مكان السلام خاصتي يختفي من أمامي، ما الذي يحصل؟
"إستيقظ داني"
الصوت الهامس أضاف هذه الكلمات وادركتُ أخيرا أنه كان صوت ميكا، فتحتُ عيناي وإختفت الصورة كليا لأدرك أني كنتُ نائما واحلم بأني كنتُ مستلقي في ذلك المرج الكبير..
رمشتُ أشعر بعيناي تؤلمانني إثر الضوء الصادر من النافذة والذي إنعكس عليهما، إلتفتتُ للجانب لأجد ميكا الذي كان يقف على ركبتيه فوق السرير بجانبي، يداه فوق كتفي يهزني كي أستيقظ.
"ماذا حصل ميكا؟"
صوتي كان مبحوحا كأني مصاب بالسعال وعيناي كانتا متورمتان تؤلمانني، شعرت بالكسل وكأنه تم تسمير عضلاتي بأكملها مع بعضها حتى لا أستطيع الحراك، هذه هي طبيعتي حين أستيقظ كل يوم، لكن أعتقد أني إستيقظتُ باكرا اليوم لأنها العاشرة صباحا.
"الفريق هنا، هم يريدون رؤيتك ومناقشة أمر العضو الثامن، لم أستطع أن أفهم أي شيء منهم، قالوا أنهم يريدون رؤيتك"
ميكا أجابني بصوت هادئ لكني لم أكن اركز على كلامه ولم أفهم أي كلمة قالها، كنتُ أنظر إلى عيونه وتذكرت العشب في وقت الغروب الذي رأيته في حلمي، اللون الذي داخل حدقتاه يشبه لون ذلك العشب..
"داني هل أنتَ معي؟"
سألني مجددا وإبتسمتُ أجيب بينما أمد يدي لألمس خصلات شعره الشقراء.
"هل أخبرتك انك تملك عيونا ساحرة ميكا؟"
حاجباه إرتفعا وشفاهه تفرقت بدهشة قبل أن يضحك بخفة يشيح ببصره لوهلة قبل أن يعيد النظر إلي.
"أعرف لا تحتاج لإخباري"
عيوني إتسعت وضحكتُ بصوت مرتفع قبل أن أرفع ذراعاي وأفتح فمي أتثاءب بقوة، عيوني تبللت حين أغلقتهما وشعرت براحة بعدما كانتا جافتين كأني كنتُ في صحراء قاحلة لعدة أيام.
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceتم تغيير عنوان الرواية من the bad boy with the beautiful smile إلى أدرينالين. زجاجات فودكا فارغة و رائحة السجائر تملؤ الجو بعد منتصف الليل، ليالي معتمة ودماغ فارغ، سيجارات محترقة و ملاعب خالية، شعور الوحدة يغلفه من عمق الليل إلى شروق الشمس.. ذكريات...