6-Mia cara

162 10 3
                                    

 
قراءة ممتعة

سحبت الكرسي اجلس بجانب والدتي في صالة الطعام امامي ماريا واختها الكبرى مارلين التي جائت في زيارة وربما ستبقى الليلة ايضا لا يهم، اما والدها جايكوب يترأس الطاولة ويداه تحت ذقنه يلعب بخاتم الزواج الفضي خاصته شعره الاشقر الداكن الذي طغا عليه اللون الابيض يرجعه للخلف والقليل منه فقط من بقي على الجانبين، وعيونه الزرقاء الباهتة كانت تراقب يد امي التي تعمل على قطع فطيرة التفاح التي اعدتها لنا اليوم

لا اعلم لماذا اصرت امي على حضوري لمشاركتهم جلسة الشاي هذه بحجة انها تريد ان نكون جميعا مجتمعين في طاولة واحدة نتبادر اطراف الحديث كالعائلة خصوصا مع عملها الكثيف هذه الايام في المستشفى لأنها لا تجد الوقت كي نجلس معا لكنني اكره ذلك كاللعنة

انظر لهذا والدتي زوجة جايكوب وهاتان ابنتها هو مع احفاده وصهره لا اعرف ما محلي من الاعراب هنا اشعر كأنني حمل ثقيل عليهم لم اشعر بالانتماء لهذا العالم ابدا بطريقة ما حتى الناس المقربة شعرت بالغرابه معها أشعر وكأني قطعة زائده في أحجية مكتملة، هذا ما يشعرني به من حولي لست انا من خلقته

وضعت امي قطعت من الفطيرة لي وشكرتها بخفوة التقط الشوكة واقضم منها القليل وجلست بجانبي تعدل من فستانها الصوفي الطويل الذي كانت ترتديه ولديه عنق مرتف واكمام طويلة ذو اللون العاجي الداكن واعينها البنية ضاقت بإبتسامة مشعة في وجهي لإبادلها بأخرى باهتة، لا شهية لدي للأكل لا اعرف ما يحل بي لكنني اشعر كأنني سأستفرغ كل ما بجوفي وحتى لو لم اكل اشعر بالغثيان كأنني اريد ان اتقيئ قلبي او ربما شيء اعمق من ذلك بكثير، لذلك اخذت اقلب قطعة التفاح الصغيرة المطبوخة بالقرفة بالشوكة بين اصابعي اراقبها بمهل بينما الجميع يتحدثون في موضوع ما لكن اصواتهم بدة بعيدة للغاية

أمي إمرأة صالحة حق لها أن تكون الجنة تحت أقدامها ، لم تعش يومًا واحدًا تفكر في نفسها أفنت روحها في إسعاد كل من حولها، لم أرى إنسانا راضي كأمي لم أعاشر قلبا متسامحا كقلبها ولا أظن أن أحدًا غيرها يملك كل هذا القدر من الرضا والتسليم بقضاء الرب

جائني احدهم متسائلا عن بعض اللحظات التي جمعتني مع والدتي

لحظتها تدفقت الذكريات في ذهني كشلال غرير ومرت امام عيني كشريط قيد التشغيل بسمة واسعة رسمت على ثغري عند ذكرها
سألت الاله عن الماء فأعطاني المحيط
سألت الاله عن الضوء فأعطاني الشمس
سألت الاله عن الحب فأعطاني والدتي

كملاك من السماء نزل ليحتويني، ليكون ملجأ لي ليرشدني ويمدني بالقوة كشمعة متوهجة تنير دربي

جبل شامخ لا يتزعزع هي قدوتي !! لبؤة تضحى في سبيل حمايتي امرأة بالف رجل، لازلت انبهر من قوتها رغم طيبة خافقها وبياضه

THE STARGIRL حيث تعيش القصص. اكتشف الآن