01-بدايات جديدة

910 57 54
                                    

"أجِب دعائي وأعطني مسألتي وقُرّ عيني بمُرادي يا قادرًا علىٰ قضاء حوائجي، وإن عزَّ عليّ مطلبي.. هو عليك هيّنٌ ،
اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم و استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه".

هكذا انهت حلقتها الجديدة من برنامجها الصوتي -عابرون- وضعت السماعات جانبا بينما أشارت لها رفيقتها من خلف الجدار الزجاجي مؤشرة بكلتا يديها معبرة عن إعجابها بحلقة اليوم
فتحت الباب لتلج من غرفة التسجيل متجهة ناحيتها

"كيف كنت؟اتمنى انني لم اسرع في الحديث وابتلع الحروف واعبث بمخارجها كالعادة! لقد حاولت ظبط لساني وترويضه مرارا يا سَكِينة"

سألت مسفسرة بينما التقطت زجاجة ماء لتروي ضمأها

" بارك الله فيك ونفع بك ، احببت كيف لاطفت تلك الصبية حين استفسرت عن حجابها وكيف لها ان ترتديه ولازال بقلبها شوق للزينة كقريناتها ، بدوت كأخت كبرى توجه شقيقتها ، [ابتسمت لتردف قائلة ] أتدرين! لقد داعبت قهقهة الفتاة شغاف قلبي استشعرت الاطمئنان في نبرتها بعد حديثك ذاك "

تحدثت سَكِينَة باسمة الثغر بينما تربت على كتفي الاخرى فخورة بانجازها فهي تراها كشقيقتها الصغرى اكثر من كونها صديقة لتشير لبقية الطاقم بالانصراف واخذ قسط من الراحة

"لقد ذكرتني بنفسي ايام صباي لم أجد من يشد قبضته على راحة يدي ويقودني لبر الأمان، فحادثتها بما كنت أرغب في سماعه آنذاك وكيف كنت لاريد سماعه، هذا كل مافي الأمر، "

ألقت رؤيا يكلماتها بينما تحاول بلع غصة تشكلت بحلقها لتقوم بضم شفتيها بحنق بينما تسارع تحريكها لجفونها في محاولة لكبت العبرات

تبسمت سمية في حين وضعت راحة يدها فوق صدر رؤيا بمحاذاتٍ لقلبها

"صبَرٌ جميل و جبرٌ عظِيم يليه من الله ، يا رؤيا ما عهدتك هكذا ، أين تلك المحدثة القوية ، صاحبة الارادة العتية والكلمة الشجية ،إنها لدنيا دنيا يا رؤيا !! دنيا فانية زائلة !! لَأمرك كله خير بإذن الله"

لتحتضنها بعد ذلك مربتة على ظهرها بدفء

" ما باليد حيلة ما باليد حيلة ، واللهِ لقد بَلَغَ السيْلُ الزُّبَى ..."

بادلت رؤيا حضن سكينة بينما انهمرت دموعها لتبلل كتف الاخرى

"صبرا صبرا ، يا رؤيا استعيذي بالله انت لم تريه بعد تحادثيه ولم تدلي بقبولك من الاساس لأهله ،فلما كل هذا ؟ ماكان هاشم ليقبل بأن تذرف هذه العيون دمعة الا عن فرح وطيب خاطر ! أترضين استياءَه؟ أوليس هذا قضاء وقدرا من الله؟ اوليس كل ما جرى ويجري لحكمة لا يعلمها الا هو سبحانه؟"

أُظْفُرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرْبَتْ يَدَاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن