رتب الشاب جلبابه ذا اللون الأزرق الداكن ثم ارتدى بلغته بخفة ليتسنى له استقبال زائرة كان قد علم هويتها سلفا .
من غيرها ؟ والدته 'لالة رقية' .
نزل سلالم الكتاب بينما ألقى سلامه على العمال المارين ، كان الكتاب في عملية تجديد غير ان هذا لم يوقف الحَفَظَة، بل زادهم تنافسا على من سَيُكَرَّمُ حاملا للقرآن يوم الافتتاح .
اتجه ناحية قاعة الانتظار و التي كانت عبارة عن دفيئة زجاجية أحاطت بها المزروعات من زهور وورود وشتلات بينما توسطتها طاولة دائرية الشكل وضع عليها 'براد' ، ابريق الشاي مغربي ، مع حلويات جوز ولوز وتمر .
كانت لالة رقية تتنغم بذاك الكأس بينما تتذوق قطعة من حلوى اللوز ،و التي كانت ثاني قطعة لها .و عندما لمحت يوسف الذي ابتسم لعفويتها تلك ، اعادت وضع كأسها في مكانه . .
كانت المرأة امامه تبلغ من العمر سبعا وأربعين سنة ، على عتبة الخمسين ، إلا ان روحها عشرينية الهوى لم تذبل قط .
" لالة رقية ! ما سبب زيارتك لنا اليوم دون إعلامنا؟"
تحدث يوسف بينما ضم يديه ." لالة رقية؟ " رفعت المرأة حاجبها الاسير "..ويحك يا ولد اين ذهبت مكارم اخلاقك ! .. الست والدتك ؟ ام اني لم اكن الا عاملا لتوصيلك لهذه الحياة "
عبست رقية متظاهرة بعد ذلك بمسح بضع دمعات زائفة ."حشاك عن هذا يا اماه " انحنى الشاب ماسكا راسها ليقبله و يديها
"اذا ما سر قدومك من المغرب لهولندا دون إعلامنا؟"
" لي عندك حاجة يا بني! " اختفت النبرة المازحة من على كلماتها واشتد الجد في الحديث .
جلس يوسف على المقعد المقابل لوالدته وسكب كاسا من الشاي لنفسه ليتسنى له منحها كل ذرة تركيز .
كان الشاي بالنسبة له كجرعة ممنوعات لا غنى له عنها تعدل مزاجه وتحسن منه .
اخدت والدته نفسا عميقا ثم تحدثت
" لقد توفي هشام قبل نصف سنة .. " توقفت قليلا و كانها لا تزال غير مصدقة لذلك " ..و ترك خلفه فتاة عشرينية ، بات لقب الارملة لسيقا لها في ذلك المجتمع ، انت تعلم ان ذاك اللقب اقرب لوسمة عار ، اصبحت تكنى بالارملة العشرينية.. "
ازاحت نظرها الى الساعة أمامها لكنها لم تتوقف
" كنت انا من خطبها لهاشم .. هي ما كانت تريد زواجا الا انني اصررت على وقوع الرؤية الشرعية والخطبة الأولية.. " كتمت المرأة غصة في حلقها عند تذكرها لابنها وفرحته التي شاء الخالق ألا تتم .
أنت تقرأ
أُظْفُرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرْبَتْ يَدَاك
No Ficción.. حصريا ✨أُظْفُرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرْبَتْ يِدَاكَ✨️ .. ليالٍ هادئة ، مشاعر صاخبة ، قلوب تائهة بينما في الخفاء فسراج القدر يخط لهما الطريق نحو بعضهما البعض.. .. يقال ان العشق طريق مدبب و اذا اردت السير ف...