الفصل الرابع

159 9 0
                                    

مضى الوقت ونتهى الليل ومثل فجر كل يوم
الا ان أريج قامت بالنهوض من فراشها هذا اليوم الساعه الثامنه.ولاكنهاأيضاً لم تجد والدها وأمير في المنزال.
تناولت فطورها كالمعتاد ،كوب من الحليب مع قليلاً من الخبز.
وإذا بأمير قد حظر ولم يكن والدها معه فألقى
عليها السلام، الا انها لم ترد عليه وقالت له بخوف:
اين والدي ؟
فأجابها: إنه في البستان ،تركته مع العاملين فيه ليرفه عن نفسه قليلاً.
فقالت: هل إذهب معه ؟
فقال: بعد ذهاب العمال ،سوف اخذك إليه لتتنزهي فيه على راحتك.
فقالت : أنا أشعر بالضجر.
فقال: لا تقلقي فعندما نقوم بغسل الملابس لن
يبقى للضجر مكان.
فقالت أريج بنذهال: ماذا تقول ؟
فقال أمير بابتسامه: لا تقلقي في الغساله لحسن حظك.
فلدي غساله جديده اشتريتها من اجلك ،لكي لا تقومي بغسل الملابس بيديك.
فأخذت أريج تنظر اليه نظره طويله ثم قالت:
هل انت تسخر مني ؟
ام انك تتحدث بجدية ؟
فقال أمير: افهمي ما تريدين فهمه.
لا فرق عندي!
المهم هو أن تقومي بغسل الملابس.
وانا سأقوم بمساعتك طبعاً.
هذا لانك مازلتي عروس ولا تعرفين شيء بعد.
بعد ذالك ستقومين بفعل هذا بمفردك.
فقالت: وإن رفضت ذالك ماذا ستفعل ؟
فقال: لن افعل شيء!
سأقوم بغسل ملابسي فقط .
اما ملابسك وملابس والدك فستبقى دون غسل.
لهذا إنت مضطره لمساعدتي .
ثم إنا سأقوم بتعليمك.
وهذا سيكون فضلاً مني ،فلاشك بأنك لا تعرفين تشغيل الغساله حتى.
اوليس كذالك ؟
اطرقت اريج وهي لا تعلم بماذا تجيبه ،ثم أن هذه هي حياتها الجديده ويجب أن تتأقلم معها من أجل والدها.
الا ان أمير كان يتألم من اجلها ،واحس بتأنيب
الضمير ،ولاكنه تظاهر عكس ذالك ،فنظرت إليه ثم قالت :
هوه كذالك!
ولاكن فلتعلم إني مضطره أن أتحمل هذه الحياة من أجل والدي فقط.
فقال أمير: وهو كذالك يا أريج.
أنا أعلم ،فلن يكون من أجلي.
ثم ماذا بها هذه الحياة ؟
فأنت تخدمين نفسك ووالدك ،وانا أقوم بمساعدتك ليس إلا،فلايحق لك أن تضمري لي العداوه أو الحقد.
فاطرقت مره اخرى ولم تقل شيء .
فقال لها: هيا فلتذهبي لتحضري الملابس .
فقالت له بعد أن رفعت راسها:
لن اضع ملابسي مع ملابسك انا سأقوم بغسل ملابسي بمفردها.
بعدها ملابسك وملابس والدي معك.
فقال: بل سنقوم بغسل ملابسي وملابس والدك
وبعدها ملابسك.
فقالت: لا فرق عندي ،المهم هو أن اغسل ملابسي بمفردها.
وبعد أن انتهيا من غسل الملابس قاما بنشرها في الخارج ،الا أن أريج أحست بتعب شديد
فأرادت أن تذهب الى حجرتها لترتاح قليلاً.
فهي لم تتعود على أداء أي عمل وقد انهكها غسل الملابس ونشرها.
فقال لها أمير: أن المنزال ليس بوضعية جيده.
فنظرت إليه وقالت: ماذا تقصد ؟
فقال: يجب أن نقوم بتنظيفه ،ولو تنظيف بسيطه.
وغداً بما أنه لن يكون لدينا غسل ملابس سنقوم بتنظيفه على أكمل وجه.
فقالت له: وهل يوجد تنظيف بسيط ،وتنظيف
على أكمل وجه ؟
فقال: طبعاً!
أولم ترين كيف كأن ينظف منزلكم ؟
فقالت: في بعض الأحيان.
فقال: وكيف كان ينظف ؟
فقالت: لا أعلم ولا أريد أن أعلم.
فقال أمير: يجب أن تعلمي يا اريج.
يجب ان تعلمي.
فأخذت تبكي وتقول: أريد والدي أنت إنسان عديم الرحمه.
صعق أمير عند سماعه ذالك منها والبكاءها المفاجيء.
واحس بتأنيب الضمير لأنه قد قسي عليها بعض الشيء .
فقال لها: اذهبي الى حجرتك، وغداً سنقوم بتنظيف.
فذهبت اريج مسرعة وهي مازالت تبكي.
جلس أمير على كرسي بجانب الموقد واخذ يلوم نفسه على ما فعله معها.
بعدها ذهب إليها وقام بطرق الباب ودخل فوجدها ما زالت تبكي.
جلس على كرسي بجانبها بينما هي كانت تجلس على السرير واخذ يقول لها:
أنا آسف ،اعتذر منك ،لم أكن أعلم بأن الأمر سيكون صعباً عليك إلى هذه الدرجة.
ولاكن لا تقلقي.
فعندما تتعلمين كل شيء سيكون الأمر سهلاً
عليك.
فتركت البكاء وأخذت تنظر إليه بغضب ثم قالت له: فلتخرج فوراً من هنا.
آخذ يبتسم وقال لها: أنا امزح معك.
فأنا حقا آسف ،واعتذر منك،واعدك بأني سأحاول أن لا أكون قاسياً معك .
فقالت بندهاش : ستحاول ؟
فقال: أجل سأحاول.
وربما سافكر بالأمر لاحقاً.
وكان مازحاً فيما يقوله،فقالت له:
هلا خرجت من هنا.
اجابها: هوه كذالك، ساخرج ،ولاكن لا تبكي.
نظرت إليه ثم اطرقت دون أن تقول شيء
عندها خرج أمير وقام بغلق الباب خلفه وهو
يبتسم.
فقامت أريج بالقاء الوساده خلفه وهي تقول:
تابالك.
الا ان أمير قد قام بفتح الباب ليخبرها بشيء
فوجد الوساده ملقات على الأرض فعلم أن أريج ألقت بها خلفه.
قام برفعها وألقى بها إليها وهو يقول: لا داعي لتحضري الغداء معي.
فأنا هذا اليوم سأقوم بتحضيره،وانت حاولي أن تهدءي قليلاً.
فأحست اريج بلخجل منه واطرقت لما قامت به.
ذهب أمير لشواء السمك لأجل وجبة الغداء الا ان أريج لم تكن تحب أكله ،وهو لم يكن يعلم بذالك ،وكان والدها قد حضر وأخبره أمير بكل
ماحدث ،فاحس من اجلها بالاسى وكاد أن يضعف الا أنه فكر بمستقبلها.
وان مايفعلانه هوه وأمير من اجلها ،ومن أجل إصلاحها ،فعاد إلى اتزانه.
ولاكنه لم يخبر أمير بأن أريج لا تحب السمك
فهولم يشأ أن يخجله.
ذهب بعدها إلى ابنته، فسرت لرؤيته كثيراً وقامت بأخباره بكل ما حدث معها .
فقام بتصبيرها ومواساتها ثم طلب منها أن تأكل من السمك الذي قام أمير بإعداده لكي لا تخجله.
رفضت في بادئ الأمر إلا أنها اضطرت أن تقبل
من اجل والدها.
وفعلاً بعد الصلاة قام أمير بإعداد سفره خارج المنزال تحت أشعة الشمس الدافئة ،الى قرب شجره كانت أغصانها متدلية.
فجلست أريج مرغمة وتناولت من السمك وهي لا تكاد أن تصدق نفسها بأنها تفعل ذالك.
ولم يمضي وقت طويل وإذا بها نهضت مسرعه إلى داخل المنزال للتقيؤ،فهي لم تريد التقيؤ أمامهما.
احس والدها بها وعلم بأنها لم تتحمل أكل السمك،الا أن أمير قد أستغرب من فعلها هذا
وقال لوالدها:
ما بها اريج ؟
لماذا ذهبت مسرعة هاكذا ؟
فقال له: لقد حدثت معجزه!
أن أريج لا تآكل السمك ،وقد تناولته اليوم لكي
لا تخجلك.
وهي الآن ذهبت لتقيؤ ،فإن معدتها لم تتحمله
فقال أمير وهو مدهوش:
ماذا تقول يا أبتي؟
كان يجب أن تخبرني،فلا شك بأنها قد تأذت كثيراً.
فقال له: فالتاكل ياولدي وأنا سأذهب إليها.
قال له أمير: بل اجلس أنت ولتكمل غداءك وأنا سأذهب لاراها واعتذر منها،ثم اعود.
ذهب أمير خلف اريج فوجدها ما زالت تتقيء وهي تتألم من معدتها ،
فقال لها: أنا آسف ،لم أكن أعلم بأنك لا تحبين السمك.
فقالت:  لا بأس ،اذهب أنت لتكمل غداءك وأنا سأذهب لارتاح قليلاً.
عندها ذهب أمير وأحضر إليها حبت دواء لتهدئة المعده فتناولتها وستلقت على السرير وطلبت من أمير الذهاب مره اخرى،فذهب
وهو منزعج لأجلها،ولم يستطع الاكل  الا
إنه تظاهر أمام والدها بأنه يأكل،وقد لاحظ والدها ذالك وشعر بالسرور ،لخوف أمير وشعوره بالانزعاج لأجلها.
بعد ذالك قام أمير بإعداد قليلاً من الحساء لأجل اريج فإن الساعه كادت أن تصبح الثالثه
وهي لم تأكل شيء ،ولم تتناول في الصباح الا كأس من الحليب وقليلاً من الخبز.
سكب لها منه واحضره إليها وقام بطرق الباب
حيث كانت أريج ترقد.
ثم دخل وألقى السلام عليها .
نهضت أريج وهي مدهوشه ومحرجه في نفس الوقت.
فقال لها أمير: أنا أعتذر منك مره اخرى.
لقد أعددت لك طبقاً من الحساء سوف يونسيك كل الالم الذي شعرتي به.
فقالت بارتباك: شكراً لك.
لم يكن هناك داعي لتتعب نفسك ،لقد أصبحت
بخير، وسانهض من الفراش.
فقال : يسرني ذالك ،ان الملابس بانتظارنا في الخارج لندخلها معاً.
وكان يمزح في ذالك.
ابتسمت أريج وقالت: أذان سأعود إلى الفراش
فقال: فلتنهضي وأنا سأقوم بإدخالها بنفسي.
إلا أننا سنقوم بكيها سويه.
فقالت له: لم أكن أعلم بأن اعمال المنزال كثيره هاكذا ومتعبه.
فأنا كنت أجد كل شيء جاهز .
ولاكن أنت كيف تعلمت كل ذالك ؟
ولماذا أنت بمفردك ؟
فجلس أمير على كرسي بقربها بينما هي كانت جالسه على السرير ،واخذ يحدثها قائلا:
أن والدتي قد توفيت منذ كنت طفلاً

         ..   ..   ..   ..   ..   ..   ..   ..  
              ...  ...  ...  ...   ...  

اريج الزهورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن