خرجت أريج من الحمام بعد أن استحمت
وذهبت إلى حجرتها.
فهي بالكاد أن تمشي وقامت بالاستلقاء على
السرير وهي تقول:
ساجن أن بقيت هنا أكثر من ذالك.
أما أمير فقد قام بأخذ حمام هوه الاخر،واعد
وجبة خفيفة لأجل الغداء.
قليلاً من الحساء وبعض المشويات في الفرن
فلم يتعب كثيراً بإعداده ،الاانه كان مجهد
هوه أيضاً من تنظيف المنزال.
وقد كان والد اريج قد حضر وقام أمير
باخباره بكل شيء ،كعادته .
فذهب ليرى أريج الا انه وجدها نائمه من
شدة التعب ،فتركها ولم يقوم بايقاظها
وجلس هوه وأمير بعد أن اقما الصلاه
وتناولا وجبة الغداء وأخذا يتحدثان بشأن
العمل ولا كن بشكل سري خوفاً من أن
تنهض أريج وتسمعهما وهما يتحدثان ،ثم
ذهب كلان منهما ليسترح قليلاً الا ان أمير
لم يذهب لحجرته لكي لا يزعج أريج
فاستلقى في الصاله على إحدى الاراك
عندها استيقظت أريج وهي تشعر بجوع
شديد ، فذهبت إلى المطبخ لتبحث عن ما
تأكله ، فوجدت بعض من الذي قام امير بإعداده قدتركه لها على الطاولة.
ولاكنها لم تأكل منه شيء غير الحساء
فقامت بتسخينه وتناولت بعضاً منه ثم
ذهبت لترى والدها في حجرته أن كان قد
حضر فوجدته ،الا انه كان نائم.
بقيت جالسه بجانبه وهي تنظر اليه وكأنها
أحست بأنها ستفارقه ولن تتمكن من رأيته
مده طويله.
أخذت تنظر إليه وتنظر حتى استيقظ
فقامت بمعانقته وهي تبكي بشدة عندها
احس بالشفقه عليها وحاول تهدئتها قليلاً
إلى أن هدأت وأخذت تحكي له ما حدث
معها في هذا اليوم.
فقام بمواساتها وتصبيرها كعادته ، الا أنه
قد تأثر هذه المره كثيراً ، ولاكنه لم يضعف
أمامها.
أخذت الايام تمر بسرعه وانتهى الاسبوع
الذي حدده والد اريج لسفره كما اوهمها
الا ان أريج ما زالت على حالها ولاكنها
أصبحت أكثر هدوء من السابق ،لذالك
قرار والدها الذهاب دون علمها لكي لا
يضعف أمامها ويلغي رحيله.
ألى المدينه حيث كان يسكن مع ابنته.
والى شركاته وأعماله ليديرها.
نهض والد اريج مبكراً كعادته ، وبعد الصلاة والفطور قام بتوديع أمير وهو يوصيه
بأريج وأخبره بأنه سيتواصل معه ثم
ذهب.
نهضت أريج من نومها مفزوعه وخرجت
من حجرتها وهي تفتش عن والدها بشغف
وكأنها أحست بذهابه .
فلم تجده في اي مكان ،فذهبت إلى أمير
لأنها رأته ينظر إليها وهي تفتش دون أن
يقول لها شيء ،فقالت له: أين والدي ؟
أنا لا أجده في أي مكان.
لقد بحثت عنه طويلاً وأنت تنظر إلي
دون أن تقول شيء ؟
إلا تعرف أين هو الآن، فأنا أشعر بشعور
غريب ،ولا أعلم لماذا !
فقال لها بعد أن شعر بخوفها ورأى بأنها
قد أحست برحيل والدها:
اهداءي قليلاً وساخبرك.
فأخذت تنظر إليه وقالت بألم:
هل تركني وسافر ؟
فاطرق وهو يقول لها بصوت ضعيف:
لقد ذهب ليتعالج كما أخبرك سابقاً
بصحبة صديق له قام بمساعدته على
اجراءات السفر.
وأخبرني بأن ابلغك بذالك ،وبأنه سيعود
فور انتهائه من العلاج.
فهوت أريج على الأرض وهي فاقده كل
قواها من شدة الصدمة.
بل إنه كاد أن يغمى عليها.
ثم أخذت تبكي بشدة كالطفل الصغير
وهي تقول:
لماذا فعلت ذالك يا أبي ؟
لماذا تركتني وذهبت ؟
فشعر أمير بالحزن من اجلها وحاول أن
يهداء من روعها قائلا:
لماذا تبكين هكذا،ان والدك سيعود قريباً
بعد أن يتماثل للشفاء.
ثم إنا ماذا أفعل هنا،فانت لستي بمفردك
أنا معك لا تقلقي وهداءي قليلاً.
فلم تبالي أريج في ما قاله،واخذت تبكي
إلى أن أغمي عليها ولم ينجح أمير في
تهداءتها .
فقام بحملها إلى حجرتها ووضعها على
السرير وبعد أن قام بتغطيتها أخذ يمسح
على رأسها وهو يقول:
لو أني أعلم أنه سيحدث لك ذالك لجعلت
والدك يبقى معك.
ولاكن ماذا أفعل ،فهو لا يستطيع أن يراك
وأنت تعاني.
وكل ذالك من أجلك.
ثم أحضر قدح ماء واخذ يرش بعضاً منه
على وجه أريج لكي تستعيد وعيها
إلا أنه أراد لها أن ترتاح قليلاً ،ولاكن ماذا
يفعل، فيجب أن تستعيد وعيها .
وفعلاً لم يطل الوقت واستعادت أريج
وعيها وعادت إلى البكاء من جديد.
فجلس أمير بقربها على كرسي وأخذ
يهداء من روعها ،وطلب منها أن تنام
قليلاً علها تهداء ،الا أنها رفضت ذالك
فقال لها:
ساقرا لك بعض آيات القرآن لتهداءي
ستشعرين براحه عند سماعها وسكينه
فأخذت تنظر إليه دون أن تقول شيء
ثم اطرقت وهي ما زالت تبكي.
فقام أمير بإحضار القران وأخذ يقراء
لها بصوت عذب تلك الآيات القرآنية التي
تهدأ النفوس وتبعث براحه البال وشرح
القلوب ، وتنويرها بنور الهدايه من الله
سبحانه وتعالى ،ليساعدها في تجاوز
محنتها .
فأخذت أريج تنصت إليه وتتجاوب معه
إلى أن هدأت ونامت.
عندها ابتسم أمير وقال: الحمدلله .
ساعدني ياالاهي فيبدو أن الامر في غاية
الصعوبة .
إنها متعلقه بوالدها كثيراً ولا تستطيع
العيش بدونه .
كيف ساتمكن من تهدأتها وجعلها تصبر
على فراقه،وتحمل بعدها عنه.
ذهب أمير وأحضر بعض الأغراض
الضرورية من المذجر لإعداد وجبة إفطار
لاريج علها تأكل أن رأت كل ما تحبه فيه
ثم إن كوب الحليب لم يكن يكفيها كوجبه
إفطار ولا بد من أن يعتني بها بشكل أفضل .
وبعد عودته ذهب ليراها أن كانت قد استيقظت ، فوجدها ما زالت نائمه ،ذهب
وقام بإعداد الفطور لها وهو يقول:
يبدوا بأني سوف أكون مثل والدها تماماً
بدلاً من أن اصلحها ،ساقوم بتدليلها،وتلبية
كل رغباتها .
ولاكن ماذا أفعل فهي بحاجة للعنايه
بهذه الضروف الصعبه.
بعدها قام أمير بإحضار الفطور الذي أعده
لهاووضعه إلى جانبها وخرج بهدوء لكي لا
يزعجها فهو يريدها أن تنام لتهداء قليلاً
وتكف عن البكاء.
وقام بالاستلقاء على الأريكة بجانب الموقد
وهو في حيره من أمره .
ماذا يفعل معها وهي بهذا الوضع الصعب
إلى أن غلب عليه النوم هو الآخر .
فقد كان في وضع لا يقل عن أريج في ذالك
إلى أن مضى الوقت واصبحت الساعه الحاديه
عشر ظهرا .
وفي هذا الوقت استيقظت أريج وهي في وضع أفضل
وقامت بتناول بعضاً مما أعده أمير لها ،فهي
كانت تشعر بالجوع والارهاق من كثر بكائها
وقد وجدات أن أمير أحضر لها كل ما تحبه
فسرت بذالك بعض الشيء.
لأنها شعرت بهتمامه بها عوضن عن والدها
فهي تشعر بحاجه الى من يعتني بها.
ثم عادت وستلقت على السرير مره اخرى
وهي تشعر بالحزن من أجل والدها.
وأخذت تفكر به،وهي قلقه بشأنه خوفاً من
أن يحدث له شيء.
أما أمير فقد نهض وهو مذعور واخذ ينظر
إلى الساعة فوجدها الثانيه عشر ظهرا ومضى
على استيقاظ أريج ساعه كامله دون أن يعلم
فأسرع ليراها أن كانت قد استيقظت .
وقام بفتح الباب ودخل فوقع نظره على الفطور وعلم بأن أريج تناولت بعضاً منه فسر
لذالك.
ثم نظر إليها وقال هل انت مستيقظه ؟
فقد كانت مستديره إلى الجانب الاخر ولم تشعر بوجوده .
استدارت إليه والقت نظره عليه ثم نهضت
وهي تحاول الوقوف.
فقال لها: لا تنهضي فالتبقي جالسه.
فقالت بعد أن اطرقت خجلاً منه:
لقد نمت قليلاً وأشعر الآن بالراحه بعض الشيء .
شكرا لك على الفطور ،ولانك أحضرت لي ما
أحبه.
فقال: لا داعي للشكر.
فأنت الآن ملزمه مني، وأنا يجب أن اعتني بك
إلى أن يعود والدك.
فرفعت رأسها وقالت: ارجو أن يحضر حقا.
فأنا اخشى أن يحدث له شيء.
فقال أمير: لا تقلقي لن يحدث له شيء.
وسيحضر أن شاءالله.
أنا سأذهب لاصلي، لقد حان وقت الصلاة.
الآن تنهضي لتصلي معي ؟
اطرقت اريج وقالت برتباك:
أنا لا احسن أداء الصلاة بشكل جيد !
ولاكني أشعر بأني بحاجة لها في هذا الوقت
الصعب.
فهل تساعدني في أداؤها ؟
فقال لها أمير بندهاش:
أحقا ما تقولينه.
هل انت جاده ،ام انك تمزحين ؟
ولاكن لا يبدو بأنك تمزحين !
فرفعت رأسها وقالت:
آجل أنا جاده!
فإن والدي بحاجه الى الدعاء.
وأنا لم يبقى لي إلا الله لأ لجأ إليه.
فهو الوحيد الذي يستطيع أن يساعدني.
ويشفي والدي لي.
فأنا حقا لا استطيع العيش بدونه.
فقال أمير:
أذان هيا فألتنهضي ،واحضري معك شال لتضعيه على شعرك .
وإذا كان لديك عباءه أو جادر الصلاة فذالك سيكون أفضل.
فقالت: أجل لدي.
ساتي به وأحضر خلفك.
عندها ذهب أمير وقام بإعداد نفسه للصلاة.
وإذا بأريج قد حضرت وهي بوضع المرتبكه
أو خجله.
فنظر إليها أمير ولاحظ ذالك عليها ،فقال لها:
هل تعرفين الوضوء ؟
أجابت برتباك: لا أحسنه جيدا.
فأنا لم أكن أصلي بشكل دائم.
فقال: تعالي معي.
فذهبت معه وقام بتعليمها الوضوء على أتم وجه.
بعد ذالك قام بفرش السجاد ووضع الترب والمسابح ،والمصحف إلى جانب .
ثم أخذ يصلي واريج تصلي خلفه وهي في غاية الارتباك والحرج إلى أن أتم الصلاة.
ثم قام بتعليمها تسبيح الزهراء ،وان تدعو بما
تشاء بعدها.
وقرأت بعض آيات القرآن الكريم لكي تشعر بالراحة والهدوء .
فقالت له: اقرءا القران ؟
اجابها بابتسامه: أجل! لا تقولي لي بأنك لا تعرفين القراءه .
فقالت: لا ، أنا أعرف ، ولاكني خائفة قليلاً .
فقال: لا تخافي أنه رسالة الله سبحانه وتعالى لنا.
وهو سيهداء اعصابك ويمنحك الهدوء والراحة
قالت له:
اي سوره قراءتها لي قبل قليل ؟
كانت في غاية الروعه اوريد قراءتها هلا أخبرتني باسمها.
فقال لها: حقا، هل أعجبتك ،انها سورة المؤمنون .
أخذت أريج القران بيد ترتعش وقبلته ثم وضعته على جبينها وبعد أن قامت بفتحه
بداءت تقراء سورة المؤمنون برتباك شديد وخوف .
فقال لها أمير:
اقراءي على راحتك ، وبهدوء لا داعي الارتباك والخوف.
أما أنا فساقوم بتحضير وجبه سريعه ،اني أكاد
أن أموت من الجوع.
ذهب أمير وأخذت أريج تقراء اجمل وأعظم كلمات من الآيات القرآنية.
وأخذت تشعر بالراحة والسكينة والاطمئنان إلى أن مضى الوقت ولم تشعر به.
اما أمير فقد أعد وجبه خفيفه وسريعه ،وقام
بإعداد السفره ،وطلب من اريج أن تحضر لتأكل.
فقالت له: أنا لا أشعر بالجوع ،وقد فطرت قبل قليل.
عندها ابتسم أمير وقال:
لقد تعبت وأنا أحضر هذه الوجبة ،وقمت بإعداد السفره بمفردي طبعاً.
وتقولين لي بأنك لا تشعرين بالجوع.
ثم أنك لم تأكلي الا القليل ولا شك بأن معدتك فارغه.
فاطرقت اريج وهي تشعر بحرج شديد ثم قالت: سأحضر ولا كني لن أكل إلا القليل.
فأنا حقا لا أشعر بالجوع.
فقال: لا بأس.
جلست أريج على المائده وهي لا تكاد أن تصدق نفسها بأنها تفعل ذالك.
ما الذي يحدث معها بالظبط.
أما أمير فقد سر لأنها استعادت هدوءاها من جديد.
وبدأت الأمور تجري على ما يرام.
انتهى هذا اليوم وقام الليل بسرد ظلامه.
وبعد الصلاة والعشاء قال أمير لاريج:
هذه الحجرة التي أنت فيها ستصبح خاصه
بك .
أما أنا فساخذ حجرت والدك إلى أن يعود ،
بعدها سنرى ما الذي سنفعله .
فقالت أريج شكراً لك ،لقد اخجلتني حقا.
وأشعر بأني كنت في غيبوبه وافقت منها الآن
إني أشعر بأني بداءت اتحول إلى انسانه ثانيه
ولا أعلم هل انا في حلم أم حقيقه.
أنا حقا لا أعلم ما الذي يحدث لي .
فقال لها أمير:
اذهبي لترتاحي ،ولتهداء اعصابك أكثر.
فأنت مازلتي بحاجه إلى الراحه.
ولا تفكري بأي شيء آخر.
فقط ضعي رأسك على الوساده وستسلمي للنوم .
فقالت أريج: شكراً لك مره اخرى.
سأفعل ذالك.
ذهبت أريج وفعلت ماطلبه منها أمير وستسلمت للنوم كالطفل الصغير.
أما أمير فقد أمضى نصف الليل بالتفكير في الذي يحدث له.
فإن الأمر كالحلم حقا.
ولا يعلم ما الذي يفعله بالضبط.
فهو يخشى من ردت فعل أريج ،اذا ما علمت بالحقيقة.
وهو لم يحسب لذالك الأمر حساب.
استسلم أمير في آخر الأمر للنوم وغط في نوم عميق.
أنت تقرأ
اريج الزهور
Fanfictionالله . .الله يا اريج الذي تقولين بأنك قد عرفته من خلالي اولا يشفع لي ذالك عندك لتسامحيني من أجله (اسلاميه) تتحدث عن الهدايه