أشرقت شمس يوماً جديد وقد كان أمير و والد اريج استيقظا قبل شروقها واقاما صلاة الليل وبعدها الفجر.
وقاما بالدعاء لاريج بان تستعيد صحتها وعافيتها ، وإن تتفهم ما فعلاه لها.
أما أريج فقد استيقظت هي أيضاً وأدت صلاة الليل وبعدها الفجر الا انها كانت تبكي ولا تعلم
ماذا تفعل.
وكيف لها أن تسامح والدها وكذلك أمير.
بعدها اخذت تقراء القران بدموع جاريه وبقلب
حزين ، وكان والدها أحضر نسخه من القرآن لها وقام بإعطائه للدكتورة لتضعه إلى جانبها فهو علم من أمير مدا تعلقها به ، وحبها له.
وبعد أن انتهت من القراءة انفجرت بالبكاء وهي تقول :
كيف فعل والدي بي ذالك ؟
برغم من إني أبصرت طريقي ،الا أن الثمن كان
كبيراً ، ومؤلم .
إنه مؤلم بشكل كبير .
وبعد ذالك كانت الدكتورة قد حضرت باكراً لترى أريج فهي احبتها كثيراً وتعاطفت معها وكانت تقضي كل وقتها معها.
وكان أمير و والدها يقفان على الباب فلم تدعهما يدخلان لكي لا تسوء حالتها عند رأيتها لهما.
فقالت الدكتورة لاريج بابتسامه:
صباح الخير يا اريج الزهور .
نظرت اريج إلى الدكتورة بحزن ثم اطرقت وقالت:
لم أعد أريج الزهور .
فأنا الآن اوراق الزهور .
أن والدي قام بسحقي بقدميه .
وأخذ ينشرني في مهب الريح.
ولم يتبقى شيئاً مني .
فقالت الدكتوره بابتسامه:
ماذا تقولين يا حبيبتي ؟
أن والدك يحبك كثيراً ،وكذالك زوجك .
إنهما في شوق شديد لرؤيتك ، إلا اني لم ادعهما يدخلان.
فأنا أريد منك إنت من يسمح لهما بالدخول .
فقالت بفزع شديد:
كلا ، كلا ، لا أريد رؤيتهما .
لا تسمحي لهما بالدخول ارجوكي.
فقالت الدكتوره:
اهداءي لن يدخلان ، ولكن هما يريدان فرصه ليوضحا لك الأمر ، واليعتذراه منك.
إنهما يطلبان السماح ، لو تعرفي كم أن حالتهما
صعبه من اجلك ، صدقيني .
ستغيرين رأيك ، فقط اسمعيهما .
فقالت أريج:
لا استطيع الآن ، فأنا أشعر بآلالم .
لا استطيع مقابلتهما صدقيني ، إني اتوجع بشده .
أشعر بألم كبير دكتوره ، دعيهما يذهبان اطلبي
منهما ذالك .
فقالت الدكتوره:
اطمأني وهداءي ، سيكون ما تريدينه.
خرجت الدكتورة وطلبت من والد اريج وأمير أن يذهبا إلى المنزال.
فإن حالة أريج لا تسمح لها برؤيتهما.
انهار أمير وجلس على الكرسي وهو لا يكاد أن
يصدق ما سمعه.
فهل أن حالة أريج سيئه إلى هذه الدرجة ؟
أما والدها فجلس هو أيضاً وهو يقول:
ماالذي فعلته ببنتي ؟
فقالت الدكتوره:
لا تخافا عليها ،انها بخير ،ولاكنها مازالت تتألم مما قمتا بفعله معها .
وهي تريد فرصه لتهداء وتستوعب الأمر .
اذهبا أنتما الآن لتستريحا قليلاً وبعدها عودا
فقال والد اريج لأمير:
إذهب أنت يا ولدي وأنا سابقى هنا.
فقالت الدكتوره :
أنتما معا ستذهبا ، وعودا عند المساء ،علها تكون قد هدأت .
فقال أمير:
ولاكن أنا لا أستطيع ترك أريج بمفردها .
فقالت الدكتوره :
ليست بمفردها ، فأنا سأكون معها وكذالك الممرضات .
ثم أنك يجب أن تغير ملابسك وتستحم فأنت لا تريد مقابلتها بهذا الشكل طبعاً .
فنظر أمير إلى نفسه وقال :
أجل ، ولاكن أريج لا استطيع تركها .
فقالت:
ومن طلب منك تركها ؟
أنت فقط ستذهب لتستحم وتغير ملابسك .
فقال له والد اريج :
هيا يا بني تعال معي لنذهب .
ماالذي فعلته بك أنت أيضاً .
أنك تكاد أن تجن .
قام والد اريج بأخذ أمير إلى منزله وبقى معه طوال اليوم ، ثم عادا إلى المستشفى مره ثانيه وأحضرا إلى أريج بعض الحاجات الضروري والملابس .
إلا أنها مازالت ترفض راؤيتهما ،واستمر هذا الوضع أسبوعاً كاملاً ، وأصبح أمير شبه مجنون بسبب رفض أريج رؤيته .
فاقترحت عليه الدكتوره أن يكتب لها ما يدور
في خاطره.
ويعتذر منها علها أن تتفهم الوضع .
فقام أمير بكتب لها كلمات كانت تخرج من اعماق نفسه .
وبكل أحاسيسه ومشاعره ومحبته المنبعثة من
كل جوارحه.
قامت الدكتوره بايصالها إلى أريج مع باقة من الورود البيضاء آلتي كانت أريج تحبها .
وهي تفوح بعطر المحبة .
إلا أن أريج رفضت قرأت المكتوب فتركته لها الدكتوره على الطاولة وذهبت .
عندها حاولت أريج أن تتجاهله بعض الوقت إلا أنها لم تستطع المقاومة لمعرفه ما موجود في داخله .
فقامت بفتحه وأخذ عطر المكتوب يعبر عبر أنفاسها ، فقد كان عطر أمير.
فنظرت إليه وأخذت تقراء بعينيها لا شفتيها لأنها لم تستطع النطق ، فإن العبره كانت تخنقها.
وكان أول كلمات خطها هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الله ، الله يا اريج .
الذي تقولين بأنك قد عرفته من خلالي .
أولا يشفع لي ذالك عندك لتسامحيني من أجله
لقد احببتي الصلاة ، والقرآن .
لقد احببتي الله وعرفته .
وهذا ما أراده والدك لك .
أن تهتدي ، وإن تكوني فتاة صالحه .
برغم من ان الثمن كان كبيراً .
إلا أن المطلوب كان أثمن ، ويستحق.
فإن طريق الله يستحق يا حبيبتي .
وأنا اقسم لك بأني لم اتزوجك لأجل ذالك فقط.
بل لاني احبك .
من أول يوم رأيتك فيه .
كنتي مع والدك في الميتم وإنت تحملين أحد الأطفال وتداعبينه فبديتي لي كالام الحنون له
ورأيت فيك أريج الحقيقه ، النقيه الشفافه.
لقد رأيت في ذالك اليوم حقيقة أريج وروحها الطاهره .
نعومتها رقتها نفسها الطيبه.
لم أرى فيه جمال أريج وملابسها الفاخره .
لقد رأيت ملاكي الطاهر أريج حبيبتي .
منذ تلك اللحظة إنت لم تغيبي عن عقلي وقلبي وروحي .
لقد رأيتك عدت مرات إلا أنك لم تشعري بوجودي ،ولا حتى مره واحده
فقد كانت الحياة قدخشغلتك عني.
ومع ذالك لم أكن أشعر بالياس .
كنت أشعر بأنك لي .
ومازالت أشعر بذالك .
وفجأه قام والدك بعرض هذا الموضوع علي ،
وبما أنه ساعدني في ازمتي فقد كنت أريد أن اساعده ، وفي نفس الوقت أكون قد ساعدت حبيبتي ، لاريها نفسها الحقيقه .
لاريها أريج الملاك .
لاريها الحياة والنور بدال الظلام الذي تعيش فيه.
نعم ، لقد كان الأمر صعباً ، وقاسي ، ومؤلم .
اجل أنا أقر لك بأن الأمر كان خيالي ولا يصدق
الا ان مشاعري كانت صادقة وغير خياليه .
أن كل ما شعرت به معك هو حقيقه .
اتذكرين عندما قلتي لي بأنك نائمه واستيقضتي .
وطلبتي مني أن ايقضك إذا ما عدتي للنوم من
جديد ، حتى وإن صفعتك وكانت الصفعه موجعه.
فهاهي الصفعه آلتي قمت بصفعك إياها لايقظك .
وها إنت تشعرين بألمها الآن .
وأنا كنت أخشى أن لا تسامحيني .
وها إنت فعلاً ترفضين أن تريني وترين والدك الذي يحبك أكثر من نفسه .
الذي ضحى لأجلك بحياته وسعادته.
فهو لم يتزوج بعد أن توفيت والدتك وكرس كل حياته لك ولأجل سعادتك.
لوترينه الآن كم هو حزين لأجلك.
وكم هو متشوق لرؤيتك .
لقد كان يتعذب وهو يراك تعانين لذالك لم يتحمل وتركك مرغما .
وذالك كله كان لأجلك ليكون مطمئن على حياتك في المستقبل .
لقد كان يخشى عليك من الغفله آلتي كنتي فيها .
ومن الحياة الفارغه آلتي كنتي تعيشينها .
وها أنا ووالدك نطلب منك أن تسامحينا أن كنتي ترين أن ما قمنا به هوه خطأ .
ولا تحكمي على زواجنا بأن ينتهي قبل حتى أن يبتدئ .
لو تعلمين يا اريج مدا حبي لك وتعلقي بك.
لو تعلمين كم إنت غاليه علي وكم أنا متشوق لرؤيتك.
فقد تعوت أن أراك في كل صباح ومساء وكل وقت.
لقد اصبحتي كانفاسي.
بل إنت انفاسي.
إنت الهواء الذي اتنشقه.
إنت كل احلامي الحاضره والماضيه.
إنت النور الذي ابصر به.
أريج حبيبتي أنا لا أود أن أتوقف عن الكتابه لك .
فأنا لا أكتب بقلمي.
بل إني أكتب لك بقلبي.
اريجي لا تقرئي ما أكتبه لك بلسانك بل اقرءي
بأحاسيسك.
فالتشعري بما أكتبه لك.
فالتشعري قلبك به.
اجعلي روحك الطاهره من تسامح ، ولا تجعلي غضبك يسيطر عليك.
سامحي حبيبتي.
فأنا حبيبك وزوجك.
وهذا والدك .
ونحن الاثنان نحبك.
اريج حبيبتي.
بماذا تفكرين ؟
هل مازلتي تحبيني ؟
ام انك قد كرهتني.
هل مازالتي لا تريدين أن تكوني حره ؟
ام أنك غيرتي رأيك .
وان كنتي قد غيرتي رأيك فلا تخبريني بذالك.
فذالك يعني لي النهايه.
أريج أعلم بأن مكتوبي لك طويل اعذريني حبيبتي .
فأنا عندما أكتب أشعر بأني أتحدث معك شخصياً.
ولا أود أن أنهي هذه المحادثة .
أود أن أبقى أتحدث إليك .
فأنا أشعر بأنك تسمعيني ، وانت تقراءين ما أكتبه لك .
أشعر بأنك معي ، بقربي ، بجانبي ، في روحي.
بل إنت روحي نفسها .
أشعر بكي أريج .
أشعر الآن بأنفاسك .
إني أرى الآن نظرات عينيك .
أشعر بخفقان قلبك .
أشعر أن دموعك تنزال الآن مع كل كلمه تقرأينها .
لأنها تخرج من اعماق نفسي وقلبي .
سامحيني حبيبتي .
سامحيني .
وسامحي والدك الحنون ، فهو يكاد أن يجن من اجلك .
أما أنا فقد جننت والحمدلله .
زوجك العاشق المجنون .
أمير .
وما أن انتهت أريج من قراءة ما كتبه لها أمير وإذا بها ترمي بنفسها على الوساده ، وأخذت تبكي بشده بدموع جاريه وهي تقول:
ساعدني ياالاهي فإنا لا احتمل كل هذا الألم .
عندها قامت الممرضة باستدعاء الدكتوره فحضرت الدكتورة فوراً ، وكانت تقارب عمر والدة أريج فكانت لها كالام الحنونه .
فقامت بضمها إلى صدرها وأخذت تهداء من روعها وهي تقول :
أن الأمر ليس بهذه الصعوبة حبيبتي.
فإن والدك و زوجك يحبانك كثيراً ، وهما لا يريدان لك أن تتألمي .
بل كل ما يريدانه هوه أن تسامحي فقط .
أن الأمر في غاية البساطة .
فقط دعيهما يدخلان وسترين قدر محبتك عندهما .
أن المحبه الخالصه يا اريج شيء نادر هذه الأيام ، ولا نستطيع وجودها بسهوله .
لذالك لا تفرطي فيها بهذه السهولة .
وتمسكي بوالدك وزوجك ، وبادليهما المشاعر النبيلة بدال أن تلوميهما وتصرخي وتبكي .
سامحي عزيزتي سامحي .
فهما لطالما سامحاكي .
انظري الى والدك وتضحيته من أجلك ، لقد كرس كل حياته لأجل سعادتك.
وها إنت تعذبينه .
وزوجك المجنون بمحبتك ، لو ترين حالته لبكيتي عليه.
إنه كالمجنون صدقيني .
فأنا لو وجدت من يحبني بهذه الطريقه لتمسكت به بكل قوتي ، ولما تركته يتعذب هكذا .
إنه في غاية الوسامه وأنا أخشى أن تقوم إحدى الفتيات بخطفه منك أن بقيتي على هذا
موقفك .
بادليه المشاعر واحبيه ، وكوني صادقه معه ولا تخفي عليه محبتك ومشاعرك النبيلة.
كوني صادقه مع نفسك حبيبتي وسامحي لتعيشي سعيده مع من يحبك ويتمنى لك السعاده .
هداءت أريج وقامت الدكتوره بمسح دموعها وقالت لها:
والان فلتذهبي لتغسلي وجهك وقومي بتغيير ملابسك وأنا سأقوم بأخبار والدك و أمير بأنك قد سامحتيهما .
فقالت أريج بصوت خافت :
ولاكن أنا اخجل منهما ،فقد قسيت عليهما كثيراً .
فقالت الدكتوره بابتسامه:
لا تخجلي وذهبي وأنا سأكون معك .
ذهبت أريج إلى الحمام وقامت الدكتوره بزف الخبر السار لوالدها وأمير، بأن أريج قد سامحتهما.
وهي موافقه أن يدخلان لتراهما ويرونها وتتحدث معهما .
فجن جنون أمير وبتهج والدها من السعاده واسرعا في الدخول قبل أن تغير رأيها لا إنهما لم يجداها فقالت الدكتوره لهما:
إنها تغير ملابسها .
ولم تمر الا بضع لحظات وإذا بأريج قد أشرقت
عليهم كشروق الشمس عند الفجر .
اضاءت المكان بجمالها وحضورها وبطلتها عليهم .
فأخذ أمير ينظر إليها وهو لا يكاد أن يصدق نفسه.
هل حقاً أريج من تقف أمام ناظريه ؟
أما والدها فقد قام باحتضانها بشده وهو يقول
ابنتي حبيبتي لو تعلمين كم أنا مشتاق لك .
فقالت الدكتوره:
أن أريج كانت خجله منكما فلا تقوما باحراجها
أكثر .
فقال أمير:
لقد آرتنا النجوم في عز الظهر ، لذالك هي خجله .
فقالت الدكتوره بابتسامه:
أنتما تستحقان ذالك ، ولا تضنان أن أريج بمفردها ، فإنا إلى جانبها الآن .
ولتحمدا الله وتشكرانه أنها قامت بمسامحتكما
فقال أمير بابتسامه وهو ينظر لأريج:
هو كذالك .
فأنا احمد الله واشكره على ذالك .
وأيضاً أنا أحمده واشكره لأني قد أصبحت مجنونها طبعاً .
عندها خجلت أريج واطرقت على الفور ولم تقل شيء .
وبعد أن جلسا قليلاً قامت الدكتوره باستدعاء والد اريج في الخارج ، فبقي أمير بقرب أريج وهو لا يكاد أن يصدق نفسه.
هل حبيبته أريج بقربه من جديد .
وأخذ ينظر إليها بكل محبه دون أن يتكلم .
أما أريج فقد كانت في غاية الخجل من شدة محبته لها .
مضى هذا اليوم بسلام وقد عادت المياه إلى مجاريها.
وطبعاً عند انتهاء كل يوم يحل يوماً جديد كعادته وصباح يوم جديد وإشراقة شمس جديده .
... ... ... ... ...
.. .. .. ..
أنت تقرأ
اريج الزهور
Fanfictionالله . .الله يا اريج الذي تقولين بأنك قد عرفته من خلالي اولا يشفع لي ذالك عندك لتسامحيني من أجله (اسلاميه) تتحدث عن الهدايه