"هل سيكون الأمر على ما يرام؟"
سألت ميرا بقلق، ونظراتي تنتقل بين شاشة هاتفي وباب المقهى دون سبب واضح.
"أعتقد؟"
أجابت بشك جعل الألم في رأسي يزداد..
وجنون قراري يتضح شيء فشيء.لكن ما يهدئ من روعي قليلًا أن عمي بخير، حادثت نسرين أمس واطمئننت على عودته وأخبرتها بما أنوي فعله.
حاولت اثنائي، وفعل عمي بصوته المجهد الذي زاد من عذابي لكنني تشبثت برأيّ.
سأتوقف عن جعله يحمل همي عني، لن أنسى له مساعدتي على الهرب من بين أيديهم ومنحي حريتي ولكن أكثر من هذا سيتأذى الشخص الوحيد الذي يهتم لأمري.
"فيما شردتِ؟"
سألت ميرا، لأنكس رأسي وأحدق في كوب العصير بجمود.
"لا شيء."
عاد الصمت بيننا والذي لازمنا منذ مغادرة المطار،
لن أنكر أن الحديث معها يزيح الكثير من أفكاري السلبية لكنني الآن أشعر بتعب غريب، جسدي بأكمله كالهلام.. لا أعلم هل حرارتي مرتفعة أم لا ولكنني لا أطيق ملابسي، شعرت برغبة عارمة في البكاء عل الألم الملازم لي يتوقف لدقائق فقط، لكنه لم يفعل.شعرت بيد ميرا تمتد لتربت على يدي الموضوعة فوق الطاولة، يدي التي برزت عروقها وأصبحت مجرد تربيتة طفيفة مؤلمة.
"أنتِ مُتعَبة للغاية، سأتصل بوليد أتعجله."
هززت رأسي برفض، ثم أمسكت بكوب العصير أرفعه نحو فمي، أرتشف منه ببطيء رغم اضطراب معدتي.
"لا داعي، مازال اليوم في بدايته على كل حال."
حاولت مجادلتي لكنني عاودت الرفض.
"حسنًا، سأذهب للمرحاض سريعًا."
نهضت بعدها تختفي خلف الجدار وتتركني وحدي مع ذكرياتي البالية.
أنظر لوجه ابنتي وأتمنى أنها تحمل چينات أخرى غير خاصة والدها الوغد، أن تحمل اسمًا آخر أكثر شرفًا.
أتمنى ألا تورِث ملامحه أو تلطخها طباعه،
أتمنى ألا يأتي اليوم وتسألني: لماذا أبي لا يعيش معنا؟أريد منحها الحياة، ولكن كيف سأستطيع وحدي؟
نظرت لكفي المنبسطة والتي بللتها قطرات مالحة غادرت مقلتاي دونًا عن إرادتي.
أنا خائفة؛
عندما كنت وحدي لم أكن أخشى شيء، كنت مؤمنة أن كل المَصَاب مُقدر، لا مفر منه.
ومازلت أؤمن بذلك لكن الهلع داخلي لا يمكن ردعه. الكثير من الأسئلة التي تُعذب عقلي؛ هل سأتمكن من العودة يومًا؟ أن أقف في مواجهتهم وأسترد حقوقي التي سلبوها؟ أستجمع كرامتي التي بعثرت.. وقلبي الذي سُحق.
![](https://img.wattpad.com/cover/322622558-288-k803932.jpg)
أنت تقرأ
بقايا محترقة | الجزء الثاني من عتمتهُ.
Romanceبقايا محترقة.. إحيائها يتطلب الكثير من الحب! بدأ نشرها: ١/٥/٢٠٢٤