الفصل السادس

102 8 5
                                    

مضت تلك الليلة بأعجوبة، استفاق ليفاي أخيرا وبعد أيام استعاد صحته.
لكن يستمر ألمه ويزداد يوما بعد يوم، لقد نقص وزنه وبدا أكثر ضعفا مما سبق، إضافة إلى زيادة آلام صدره وتقيؤ الدماء.
كان فالكو وغابي يشعران بقلق شديد بسبب حالة ليفاي المتدهورة.

أصبح ليفاي يشعر بالضيق من حاله هذه شعور العجز إنه مزعج حقا، بالتفكير أنه يقترب من الخمسين من عمره، فربما حالة العجز هذه طبيعية.. لكن مهلا! كيني كان في منتصف الخمسينات تقريبا عندما التقى به ليفاي آخر مرة وكان كما لو كان في العشرينات.

سحقا له لم يكن بشريا، أو أنه فقط كان يحارب البشر، على خلاف ليفاي الذي عانى الأمرين من فقد رفاق وقتال عمالقة إضافة لإنفجار زيك ومعركة السماء والأرض، كلها أمور كفيلة بإنهاء حياة أي شخص.
كان كيني شخصية غير اعتيادية كان فيه شيء من المرح إضافة إلى قسوته.

* أتمنى أن أتوقف عن التفكير بهذا الرجل سحقا له*

كان ليفاي يمضي الليل بالتفكير في عديد من الأمور، وكان الأرق يلازمه أغلب لياليه، الليل كان طويلا عليه كثيرا ،ومليء بأفكار سوداء.
كثيرا ما كان يتذكر رفاقه لا سيما هانجي.
تلك المرأة المزعجة، كانت تملأ حياته ببهجة وسرور لم يعتدهما إلا منها، إنه يشعر بفراغ دون ضحكاتها وابتسامتها.

" كرسّي قلبك."
يستيقظ ليفاي فزعا، إنه نفس الحلم في كل مرة.
قام ليفاي من سريره كان يشعر بأن جسده متعب للغاية، وأنفاسه ثقيلة، كيف لشخص أن يحتمل كل هذه الآلام بداخله.

- هيتشو، صباح الخير.
كان فالكو قد استيقظ للتو، كان صوته نعسا جدا.
- صباح الخير، أيفظ غابي كي نفطر ثم نكمل عملنا.
- حاضر.

جلس الجميع على مائدة الإفطار، كان فالكو ينظر نظرات خجلة وهمس لغابي
- هل ستخبربنه؟
- آه ذكرتني.
كان ردها مفاجئا بالنسبة لفالكو.
- هيتشو أكمل ماذا حدث بعد أن تبعت تلك السيدة؟
- ألن تنسي هذه القصص؟
- لا أنا متشوقة لأعرف بقية حكايتك.
- غابي! ليس هذا ما قصدته.
- ششش أعلم، احم تفضل سيدي القائد تحدث.
- حسنا، لحقت بتلك السيدة لأنني شعرت أنها مناسبة لابدأ بها وتكون أول من أحاول النَيل منه، كان ذلك الشارع الذي دخلته هادئا ومريحا بعض الشيء غالبا كل من فيه هم من الكبقة الضعيفة الفقيرة.
كنت أشعر بجوع شديد حينها وكنت متعبا كثيرا، فلم أستطع الإختباء جيدا وأنا اراقبها، شعرت بأن قدماي لا تحملانني. 

قبل 32 سنة

لاحظت السيدة أن شخصا يتبعها شعرت بخوف شديد وبدأت بالسير مسرعة، إلا أنها سمعت صوت سقوط شيء ما، التفتت لتجده طفلا صغيرا.
شعرت بالشفقة عليه إنه بعمر ابنها تقريبا بدأت تحاول إيقاظه.

- بني، استيقظ هل أنت بخير؟
- أ أمـي.
كان ليفاي غائبا عن الوعي شعر أنه يرى أمه وغفا في حضنها، لم يكن أمام السيدة سوى أن تحمله وتأخده معها.

Bad Boyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن