الفصل الثامن

103 12 5
                                    

ليفاي ليس بخير أبدا إنه طريح الفراش منذ يومين، نبضه غير منتظم وبالكاد يتنفس، إنها النهاية أليس كذلك..

صوت مألوف أتى من بعيد:
- ليفاي، ماهذا الذي أصابك؟
- هـ هانجي؟ ..
- لا تبدو بخير ماذا حدث لك، لمَ لم تهتم بصحتك؟
- لا تهتمي بهذا الآن، لماذا تأخرتي هكذا؟
- هيهيهي آسفة، كنت أنتظر الوقت المناسب.

ساد الصمت بينهما، كانا يجلسان في أرض خضراء واسعة جدا تطل على مخيمات اللجوء.

قطعت هانجي ذلك الصمت:
- ليفاي! ستغرب الشمس وسيقلق الأولاد عليك.
- لن يفعلوا لا تخافي.
- لا عليك العودة كي توعدهم على الأقل، سأكون بانتظارك لدينا الكثير لنتحدث عنه، جميعا.

كان جميع رفاقهم هنا، أمه، كيني، ايزابيل، فارلان وإيروين الجميع يلوح له ،نظر لهم ليفاي بعيون دامعة، أخيرا لقد طال انتظاره حقا.

- لن أتأخر.
- "سننتظرك"  لوح له الجميع مبتسمين.

.
.
.

هذا إنه.. أكان حلما؟ لقد صدقت لوهلة.

- غابي! استيقظي، لا تنامي على الكرسي هكذا.
- هيتشو؟ ااه الحمد لله استيقظت أخيرا.. مضى يومان قلقت عليك.

كان صوت بكائها صاخبا للغاية، حاول ليفاي اسكاتها.
- توقفي عن البكاء هيا، أنا جائع.
- إهئ.. (صوت الخرشفة الذي يصدر عند البكاء) حـ حـاضر.

- فالكوو! استيقظ الهيتشو أخيرا ⁦•́⁠ ⁠ ⁠‿⁠ ⁠,⁠•̀⁩
- الحمد لله، كنت قلقا حقا، كيف حاله؟ ماذا ستفعلين؟
- إنه بصحة جيدة جدا، سأعد له طعاما.
- الحمد لله، سأذهب إليه...
قاطعته غابي بسرعة:
- تشجع وأخبره توقف عن الجبن.
- "حاضر" احمرت وجنتاه وتسارع نبضه، وذهب لغرفة ليفاي.

جلس بجوار ليفاي، كان الصمت يعم الغرفة، ويبدو على فالكو محاولة التحدث ثم يصمت..

- "ما الذي تحاول أن تقوله؟"  تحدث ليفاي أخيرا.
-"لـ للللـ لا شيء، لا شيء أبدا" قال فالكو وهو يلوح بيديه.

ليفاي ليس أحمقا لكن ليس بيده شيء ليفعله فتركه وشأنه، قاطعتهم غابي بدخولها بالطعام، أمالت لفالكو وهمست:
- أخبرته؟
- لا.  
- سحقا لك. احم قائدي العزيز اسمح لي أن أطلب منك شيئا بسيطا.
- ماذا تريدين؟
- فالكو يريد... يعني أنا وهو نريد أن.. بالطبع إن وافقت.. نريد أن نتـ زوج .. بعد موافقتك طبعا.
- اسرعا إذن.
- نيه! ألم تقول شيئا آخر؟
- هيا غابي لا تكوني مزعجة، شكرا جزيلا لك يا هيتشو سنكون جاهزين في أسرع وقت ممكن.
- تمهلا، لمَ العجلة؟
- هييا تحركي، شكرا يا هيتشو.

تبسم ليفاي ضاحكا منهما ونظر إلى السقف طويلا.

كان فالكو قد فطن إلى أن ليفاي لم يعد أمامه كثير من الوقت، لقد اختار مسبقا، هذه الدنيا لم تعد له.

مضت الإستعدادات للزفاف سريعا وسرعان ما جاء ذلك اليوم الذي سيعقد فيه قرانهما، كانت غابي سعيدة ومتحمسة على عكس فالكو الذي بدا خجلا ومرتبكا.

* لقد تبادلا الأدوار كان الأجدر بغابي أن تكون صبيا شقيا وفالكو فتاة هادئة*
ضحك ليفاي بينه وبين نفسه..
مهلا! متى صارا كبيرين هكذا؟ بالأمس كانا طفلين صعدا الطائرة بتهور، مضت الأيام بسرعة كبيرة حقا.

- "هانجي، ليتك كنت هنا لتشعري بهذا الأولاد يكبرون بسرعة، صحيح؟" تمتم ليفاي مع نفسه لا أحد ليجيبه.
قطع أفكاره ذلك الألم مجددا، وبدأ بالسعال من جديد....
لا، يجب أن يصمد هذه المرة.
*يا إلهي أرجوك لا أريد إفساد سعادتهم. *

نظر ليفاي للمرآة لأول مرة تقريبا يطلب عونا من الله، لم بفكر بالأمر من قبل إنها فطرة الإنسان كلما كان بضيق شديد إذن.

استعاد قوته ليقف على قدميه ويضع بذلته، عليه أن يظهر بكامل قوته ويكون بجانبهما للمرة الأخيرة.

بدأ الزفاف وانهالت التهاني على العروسين، الجميع سعداء ويصفقون لهم، بينما ليفاي يسطر الأحرف الأخيرة من قصته، هانجي تنتظره ليحين دورهما أيضا.
- متى؟
- انتظر لن نبني سعادتنا على حزنهم، استمتع معهم الآن.
- هانجي انتظري..

لا أحد مجددا لقد ذهبت، قاطعه طفل صغير :
- سيد ليفاي، ماذا تفعل هنا غابي تبحث عنك.
- آه أنا قادم.

انتهى الزفاف أخيرا، عاد الجميع إلى بيوتهم كان يوما جميلا جدا وقضى الناس وقتا ممتعا.
ارتمى ليفاي على سريره كان اليوم طويلا، لكن ها قد اطمأن عليهما يعلم أنهما سيكونان عائلة رائعة، ربما أنه لن يراها لقد صمد اليوم كثيرا وها هو ذا سيرتاح قليلا.

مضت مدة -لا أدري كم هي- على زواج الشابين، أجل اعترفت أخيرا، كيف لا وهما على وشك أن يصبحا أبوين.
أما ليفاي فلا يزال على حاله بانتظار أجله وحسب، لم يتبق الكثير بالنظر أنه طريح الفراش منذ بداية الشتاء، يقترب يوم مولده الثاني والخمسين بهدوء شديد، مع زيادة برودة الشتاء يزداد وضعه سوءا.

همس صوت بأذنه:
- هيا أنا جاهزة.

قام ليفاي كما لو كان بأتم عافيته، لم يكن هناك أحد في المنزل، وذهب مباشرة إلى موقع المعركة الأخيرة حيث كرس قلبه هناك لآخر مرة، نظر للصخرة المكسوة ببياض الثلج، رفع يده ليكرس قلبه لكن قطعه أحدهم:
- يكفي، كرسته بما فيه الكفاية.
- إيروين؟!
- يمكنك أن ترتاح الآن.

جلس من جديد على هذه الصخرة ليرى الجميع يطالعونه بفخر..
- رفاق...
نزلت دمعة غادرة ليرخي جسده على الصخرة ويغلق عينيه أخيرا، آن الأوان لهذا الجندي أن يرتاح تماما، تاركا خلفه عالم بلا عمالقة كما حلموا جميعا، كان يبدو مرتاحا جدا لأول مرة تبدو عليه هذه الطمأنينة، أرخى جسده تماما لم يعد عليه البقاء متأهبا مجددا، ها هو يسلم روحه ليترك هذا الجسد الذي صمد طويلا ينال قسطا من الراحة لكن إلى الأبد.

بتاريخ 11/11 ينعي العالم بطلا من الذين ضحوا بحياتهم لأجل سلام البشرية، لأجل أن ينعم الألديون وسائر البشر بحياة مسالمة، نودع اليوم أقوى جندي في البشرية القائد ليفاي أكرمان، الذي وضع حياته على المحك لأجل البشرية ولأجل السلام في كل العالم.

-----------------------------

النهاية..

Bad Boyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن