كانت السماء معتمة وجميع أهالي قرية الجساسة نيام في تلك اللحظه وحده الطفل من كان مستيقظاً يحوم حول نفسه في المساحة الخالية من الغرفة مثل نمر يحاول الفرار من أقفاص الصيادين ...
حاول في البداية الهرب من النافذة لكنها كانت أضيق بكثير من أن يستطيع تمرير جسده منها، حاول فتح باب الغرفة لكنه كان مغلقاً من الخارج بواسطة المزلاج
فكر في العبور من خلال الحائط بيد أنه لا يزال حزيناً وبينما هو في تلك الحالة البائسة إذ تذكر أمراً ما، جعله يقفز من
مكانه ويهتف كالمجنون :
- أستطيع أن أعيد أمي للحياة !!
لقد تذكر تلك الجملة التي كانت والدته تقولها له دائماً بعد أن تحكي له قصة ما قبل النوم، تلك الجملة التي كان يغمض عينيه عند سماعها ويحلل في عقله كل كلماتها تحليلاً دقيقاً :
تذكر طوال عمرك يا بني أن الرب يجيب دعوة الداعي إذا
دعاه »
ثم فكر عقله بهذه الطريقة :
إذا كان الرب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه مثل ما كانت
أمي دائماً تقول فأنا أستطيع أن أعيدها للحياة مجدداً لو أني
طلبت من الرب ذلك ، أمي لن تكذب علي فقد كانت صادقة
معي طيلة حياتها
لهذا فإنه رفع يديه ودعا بينه وبين نفسه
- يا رب أعد لي أمي ، أعدها لقيد الحياة !!
كرر الدعاء في قلبة عددة مرات وعندما فرغ من دعائة ذاك كان عليه أن يجد طريقة ما ليخرج بها من بيت الساحرة ويذهب إلى المقبرة حيث سوف يجب الرب دعاءه ويجد والدته جومانا في انتظاره هناك ...وثب قائماً على قدميه ترتسم على وجهة البريء ابتسامة سعيدة تشي بتفاؤله ، لقد بدأ يشعر بالفرح يحل مكان الحزن ويشعر بالنار وهي تشتعل في جسده مجدداً
تراجع خطوتين إلى الوراء نظر نحو الحائط بتحد واضح :
آبر آكادا براا ، أنا الذي يصنع ما يقول ثم انطلق نحو الحائط بكل سرعة
ولأن الوقت كان متأخراً ولم يكن هناك أحد من سكان القرية مستيقظاً في ذلك الوقت وهو لا يعرف الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه للوصول إلى المقبرة فإنه توقف عند إحدى
زرائب الحيوان ، ليسأل :
- هل هناك أحد أستطيع سؤاله عن شيء ما ؟!
YOU ARE READING
ابابيل
Mystère / Thrillerفي مملكه ابابيل وعرشها المسلوب من اصحابها . تولد بذرة حب [جومانه و بحر ]تحمل معها مصير العرش وفي عالم اخر يعيش فيه مخلوقات من الجن والانس و السحره في تمرد وعصيان وجماعه ضالمه تهرب فيه اطيافا تابعه ينتهي فصل مهم في حياه (فتى) عندما يكبر فيبدا فصل اخ...