<<لقاء>>

9.2K 176 27
                                    

وبعد عشرة أعوام_

كان الطفل حينها يرتدي ثوباً يصل إلى منتصف ساقه يحمل بيده سراج قديماً متأكلًا فيه قبس من نار يطوف به ساحة البيت الواسعة كعادته كل ليلة قبل النوم ؛ ليتحقق مما إذا كانت أبواب ونوافذ البيت مغلقة وما إذا كانت القناديل المعلقة على الحيطان مطفأة ، وبينما لا يزال في جولته التفقدية تلك إذ سمع صوتاً عند الباب .

كان الوقت متأخراً جداً من تلك الليلة الباردة ولم يتعود الطفل حوال سنواته العشر الماضية على الزيارات المفاجئة .. لذلك فإنه وضع السراج جانباً ،
أنحنى ليلتقط فردة حذائه بيده ووقف في مكانه متخذاً وضعية مقاتل ،

ثم زمجر قلقاً وهو ينظر نحو الباب كشبل أسد صغير التقطت أذناه حفيف خطوات غريبة تقترب من عرين الأسود :

- لص !!

***********

رغم الظلام الحالك إلا أن ضوء القمر الناعم ساعده على رؤية ملامح ذلك اللص وهو يقفز من فوق حائط البيت :

كان رجلا طويل القامة نحيل يرتدي ثيابا سوداء ويلف حول عنقه شالاً صوفياً ، يمتلك ملامح وجه حادة كما لو أنه استعارها من نسر : أنف معقوف ، عينان قاسيتان ، حاجبان مرسومان بدقة وشارب ثقيل متصل بلحية خفيفة .

ابابيل Where stories live. Discover now