{أصبحوا في وَرطة!}

36 7 10
                                    

عادت "ساندرا" إلى غرفتها بجسدٍ متعب، وعقل كاد ينفرط أرضًا من كثرة التفكير، شيء حماسي ومريب وغير مفهوم يحدث للمرة التي لا تعرف عددها، فتتمتع أيامها دائمًا بهذا القدر من الغرابة ولكن اليوم كان الخوف يفوق الغرابة بكثير..

تلك السيدة المريبة التي ظهرت من بين الظلام وكأنها ساحرة، عندما يتجول ذلك المشهد داخل ذكراها تقوم بفرك جفنيها بغير تصديق، ثم القت بجثتها الهامدة على فراشها الوردي اللطيف عله يبث بداخلها بعض الهدوء..

مرت الليلة عليها ككل الليالي، تنام لتهرب من واقعها وكالعادة يأتيها محملًا بالخيبات في أحلامها..

_السبت_

استيقظت تفعل ما تفعله قبل جامعتها، ولكن طوال الطريق كانت تفكر في ما حدث، ذلك الترياق وتلك السيدة، وهذا الابلة آرثر..

لا تستطيع تحمل فكرة أنها ستراه وستضطر لتحمل سخريته للمرة التي لا حصر لها.

عادت إلى واقعها المرير برؤيته يتقدم تجاهها وهي تقف أمام بوابة الجامعة، حاولت جاهدة أن تتحاشاه ولكنه كان يعترض طريقها..

-" ماذا تريد آرثر؟" تمتمت بنفاذ صبر..

-" مشاركتك شُرب هذا!" نثر بنظرة خبيثة وهو يمسك بالقنينة ذاتها..

-" أتمازحني؟"

-" بل أتحداكِ!"

تنهدت بضيقٍ واضح ليأتيها صوته المستفز:
- أتعلمين ساندرا أنتِ لستِ بحاجة لتجربة هذا الترياق، كلنا نعلم جيدًا أنك تشبهين الرجال أكثر لذلك.."

-" لذلك سنتقابل بحديقة الحي اليوم على الغروب، وسنجرب"

ابتسم بحماس كبير بعد أن نال ما كان يريده ثم تحرك خلفها..

وبعد إنتهاء الدوام، كان يقف بالحديقة موازيًا لها، يطالع نظراتها الصاخبة بكل برودٍ، تطلعت حولها لتلاحظ الهدوء الذي حل مع غروب الشمس ثم قالت..

-" تفضل اشرب"

ألقى إليها الزجاجة يقول بتسلية:
-" السيدات أولاً!"

التقطتها هي بمللٍ وتجرعت منها، ثم لحقها هو بفعله مثلها حتى انتهت الزجاجة والقاها جانبًا..

-" رأيت؟، لم يحدث شيء فقط مجرد.."

شعرت بالدوار فقطعت حديثها، ثم طالعته بكل خوفٍ فوجدته سبقها فالسقوط على الأرض من ثم لحقته هي سريعًا..

أُفيقت ترمش بكلتا عينيها مراتٍ عدّة تستوعب ما حدث لها وما سببه، ولكنها لم تستطع لسماعها صوته الرجوليّ يقول:
-" اللعنة، ما بي أشعر أنني ثقيل الوزن من الأمام هكذا!"

اتسعت حدقتيها بجهلٍ وذهول فقالت وهي تتحرك حركاتٍ عشوائية مضطربة:
-" أين.. أين أنت آرثر؟"

اسبوعٌ في جسدي | A week in my body حيث تعيش القصص. اكتشف الآن